الجراحة عند المصري القديم | «الينسون» يعالج اضطرابات المعدة 

الجراحة عند المصريين القدماء
الجراحة عند المصريين القدماء

 قام الطبيب المصرى القديم بإجراء أول جراحة تعويضية، فهم أول من عرفوا زراعة الأعضاء، وقاموا بإجراء عمليات دقيقة فى العين، وقد عُثر على مومياء بها عين إصطناعية تشبه العين الحقيقية تماماً، كما عرفوا خيوط الجراحات، وتظهر بالفعل فى الجثث والمومياوات بالمتحف المصرى، كما أكدته دعاء محمد باحثة فى الآثار المصرية القديمة.

 

والأكثر من ذلك أن المصريين القدماء كانوا أول من إستخدم الطب البديل، والتداوى بالأعشاب قبل الصين نفسها، والتى تعتبر رائدة فى هذا العلم منذ زمن بعيد، وقد أستخدم الطبيب المصرى مواد غير كيميائية فى العلاج مثل علاج الصلع، والذى كان يعالج بدهن الرأس بخليط من دهن البط ودهن التمساح ودهن الثعابين، وهو ما نجده الآن فى كثير من تركيبات الكريمات والأدوية المقامة لمرض الصلع أو تساقط الشعر، وإستخدموا "الينسون" فى علاج إضطرابات المعدة والجهاز الهضمى، و"الحلبة" للتقوية العامة، وللسيدات التى وضعت حديثاً، وفى حالة النفاث، و«الكركديه» كطارد للديدان عند الأطفال، وعالجوا التجاعيد بـ"الجزر"، كما إستخدموا عسل النحل فى الجراحات كمضاد للإلتهاب والتقيح.

 

أقدم الجراحين

هل تعلم أن المصريين القدماء كانوا أول جراحين فى التاريخ الإنسانى؟ تلك معلومة وليست مجرد سؤال، فزيارة واحدة إلى معبد «كوم إمبو» بالأقصر ستجعلك تتأكد من ذلك، فقد أظهرت النقوش الهيروغليفية بعض أدوات الجراحة التى إستخدمها المصريين القدماء فى عملياتهم الجراحية، فقد كانت لديهم وفرة من الآلات الجراحية، ما بين مجسات ومناشير وملاقط ومشارط ومقصات جراحية، وكشفت لوحة جدارية كاملة عن جراحة "الختان" تعود إلى الأسرة السادسة.

ومما يدل على تفوق القدماء المصريين جراحياً منذ القدم، أن وجد الباحثون مسماراً حديدياً طوله ٢٣ سم فى مفصل الركبة لمومياء مصرى تدل على إجراء جراحة مفصلية للمريض، كما وثق الباحثون هذه الجراحة بإستخدام عدسة تصويرية تم إدخالها من خلال ثقب فى عظام الركبة للمومياء، ما ترك ذهولاً لدى الباحثين بسبب إجراء جراحة متقدمة كهذه منذ أكثر من ثلاثة آلاف عام مضت، وتم التأكد على أنها لمصرى عاش خلال الفترة من 1600 حتى 1100 سنة قبل الميلاد.

المصريون القدماء طوروا أشكالاً من العمليات الجراحية وأقدمها، من أهم تلك الأشكال ما يُعرف بـ"النقب"، وهو فتح ثقب صغير فى الجمجمة بهدف علاج المخ من بعض الأمراض، ما يؤكد أن الحضارة المصرية القديمة من أكثر الحضارات تطويراً للتقنيات الجراحية، حيث وجدت رفات تعود إلى ٢٦٥٠ عاماً قبل الميلاد تحتوى على ثقبين فى الفك السفلى بالقرب من جذر الضرس الأول لعلاج نزيف ناتج عن جراحة الأسنان.

 

اقرأ ايضا || أهمها «فتح الفم» .. الطقوس الجنائزية في مصر القديمة | صور

 

الكشف والتشخيص

علم التشخيص كان من العلوم المتقدمة لدى المصريين القدماء، فقد عرف المصريين القدماء كيف يكتشفون أن تلك الفتاة ستنجب أطفال أم أنها ستصبح عاقراً، وذلك عن طريق عصير البطيخ، والذى يوضع على لبن سيدة قد أنجبت ذكراً وتتناوله البنت أو السيدة التى تريد معرفة أنها ستلد أم لا، فإن أقائته السيدة بعد تناول هذا الخليط فأنها ستلد، وإن أنتفخ بطنها فأنها لن تلد.

الأكثر من ذلك أن المصريين القدماء تمكنوا من معرفة نوع الجنين فى أيامه الأولى وهو فى بطن أمه ذكر أم أنثى، عن طريق وضع حبوب الشعير والقمح فى بول السيدة الحامل، فإذا خرج الشعير وحده فإن السيدة ستضع ولداً، وإذا خرج ونمى القمح وحده فإن السيدة ستضع أنثى، أما إذا لم يخرج الإثنين ولم ينمو فإن الحمل كاذب ووهمى، كما عرف المصرى القديم كراسى الولادة منذ آلاف السنين، وبنفس شكل الكرسى المعروف حالياً تقريباً، وعرفوا الوسائل التى تساعد على عمليات الطلق وسهولة الولادة، ووصفوها للنساء التى على وشك الولادة، فتوصلوا إلى المراهم والأدوية والمستحضرات المهبلية، كما جاء ذكرها فى بردية الكاهون.

أطباء المصريين القدماء كانوا أول من عرفوا العلاج بالكى، وقد ذكر ذلك فى بردية "لندن"، والتى يعود تاريخها إلى 1300 سنة قبل الميلاد، والتى ذكرت عمليات الكى، وكيف كانت تحدث، وصنفت الأمراض التى تحتاج لعلاج بالكى، مثل الروماتزم وإلتهاب المفاصل وغيره، كما أن البردية تضم فى محتواها العلاج بالتعاويذ السحرية، فمن المعروف أن المصريين القدماء قد برعوا فى عالم السحر، لذلك بعث الله لهم سيدنا موسى بمعجزة السحر المتمثلة فى العصى ويده وغير ذلك، من معجزات نبى الله موسى عليه السلام. 

الأطباء المصريون عرفوا أيضًا مرضى السكر، وعالجوه، فقد كانوا يكتشفون المرض عن طريق النظر إلى بطن المريض، فإذا كانت تعانى ضمور وتجاعيد، فإنه مصاب بالسكر، وعن طريق البول، فإذا كان البول لزجاً كالعصير أو العسل، فإن المريض مصاب بالسكر، وكان علاج هذا المرض عن طريق أكسيد الحديد مع الحنظل وزيت بذر الكتان، والذى أستخدم أيضًا فى عمليات البواسير والجروح والتقيحات، وكان هذا الخليط يؤخذ بعد الإستيقاظ من النوم مباشرة، والمريض جائع، ويشرب حتى يرتوى، وذلك لمدة 4 أيام متتالية، كما إستخدموا البصل فى تنظيم والحد من مرض السكر فى الدم ، وهذا ما جاء فى ترجمة بردية إيبرز. 

أما عن ممارسة الطب نفسها، فقد عرف المصريون القدماء العيادات والمستشفيات، وكانت تسمى بدار الشفاء، وكان لكل تخصص كبير الأطباء، ثم المشرف العام على الأطباء، والذى يقوم بعملية الإشراف على الأطباء من حين لآخر، ويتأكد من سلامة بيوت الحياة، والأدوية المناسبة للعلاج ومدى فاعليتها، إلى جانب رئيس عام للأطباء يرئس جميع الأطباء والمشرفين عليهم، وكان الأطباء المصريون فى بداية حياتهم كتلاميذ يلتحقون بمدارس تسمى "منزل الحياة".

 

اقرأ ايضا || مقبرة العجل أبيس معجزة هندسية ومعمارية