نقاد ومثقفون: «مرسي جميل عزيز».. بلاغة كلماته أضعاف الشعر العربي

الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز
الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز

رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 9 فبراير 1980، الشاعر الكبير مرسي جميل عزيز، الذي تغنى بكلماته معظم مشاهير الغناء في هذه الفترة الزمنية، ولم يكن «عزيز» مجرد كاتب أغاني كغيره من كتابها، بل كان مؤسسة فنية متكاملة .

 

عمل فى بداية حياته بتجارة الفاكهة حيث إنه من مواليد الشرقية وكانت نداءات بائعى الفاكهة بأنواعها مصدر إلهام لكتاباته حتى لقب بـ"فكهانى الكلمة" وكان قدوته فى الكتابة شاعر العامية بيرم التونسى.

 

عايره البعض بالتلميح بأنه كان يعمل فكهانيًا من باب التقليل من شأنه، فقد كان والده من كبار تجار الفاكهة بالزقازيق وأصر أن يعمل ابنه معه فى التجارة فترك الدراسة بالحقوق وكان ينظم الشعر بجانب عمله بالتجارة، اشترط أن يستقل عن والده فى منطقة أخرى فعمل تاجرًا للفاكهة بالجملة بالمنصورة امتدادًا لتجارة والده الواسعة.

 

اقرأ أيضًا: ذكرى رحيل مرسي عزيز| تغنى معظم المطربين بكلماته.. وألف أغاني لـ25 فيلمًا

 

كتب أول أغنية له باسم "الفراشة" أذيعت بالإذاعة عام 1939 وكانت بالفصحى ولحنها رياض السنباطى، إلا أنه أحب ابنة الجيران وليعبر لها عن حبه تخلى عن الفصحى وكتب أول أغنية له بالعامية "الحلوة داير شباكها شجر الفاكهة ولا فى البساتين" التى غناها فيما بعد محرم فؤاد.

 

«بوابة أخبار اليوم» ترصد أبرز ماقيل عنه من الأدباء والمثقفين والنقاد .

 

قال المفكر والأديب عباس محمود العقاد: عندما أذيعت أغنية مرسى جميل عزيز الشهيرة "يامه القمر على الباب" حققت نجاحاً وانتشاراً كبيرين، ولكنها تعرضت للهجوم من البعض بدعوى أن فيها جرأة، ولكن الحقيقة أن فيها من البلاغة أضعاف المئات من قصائد الشعر العربى، وإذا لم تفتح الأبواب لهذا الصوت الجديد "فايزة أحمد" بتلك الكلمات فبأى كلمات ستفتح؟

 

الناقد والأديب يحيى حقي، قال: من الظلم ألا يُدرس مرسى جميل عزيز.. كشاعر مرهف الحس، بارع الإشارات، حلو العبارة ويعنى أشد العناية بوحدة الأغنية وضرورة احتوائها على معنى جديد، أنه يعبر عن الحب أدق تعبير، وعن الجنس بأجمل الكتابات. انظر إلى الفتاة عنده، إنها تبث همها إلى أمها، هذه المناجاة تشعر من خلالها بطبيعة الفتاة وأشجانها.

 

اقرأ أيضًا: في ذكرى رحيله| مرسي جميل عزيز.. جواهرجي الكلمة وشاعر الألف أغنية

 

وقال خيرى شلبي عن مرسي جميل عزيز: هو كفلاح من محافظة الشرقية وابن أحد كبار تجار الفاكهة فى الزقازيق، كان لا شك على وعى تام بتراث الغناء الشعبى فى جميع مناسباته، لاسيما أن مجتمع الفاكهة غنائى عريق فى غنائياته، ولكل نوع من أنواع الفاكهة أغنياته العذبة المليئة بالصور الشعرية البديعة التى تتحدث عنه ككائن إنساني.

 

أما الشاعر فؤاد حداد فقد كانت أغنية "الحلوة داير شباكها"، عنوان مقاله الذي ذكر في مقدمته: أسماء أكبر خمسة شعراء فى تاريخ الشعر العربى القديم، بينهم المتنبى والبحترى وأبو تمام، ذاكرا بيتا شعرياً شهيراً لكل منهم، وفى مقابل بيت لمرسى جميل عزيز، ثم اتجه إلى ما قدمه فى مجال الأغنية المصرية الشعبية، خاتماً مقاله: لقد كتب مرسى جميل عزيز الفلكلور، وما هو أجمل من الفلكلور.

 

ويقول الناقد الفني والكاتب الصحفي مؤمن خليفة: لم يصد يوما‮ أي‮‬ ‬صحفي يتحدث معه صغيرا أو كبيرا، ‬وكان يحترم الجميع رغم شهرته الواسعة فكان التواضع مبدأه في الحياة وعنوانا لإبداعات مرسي جميل عزيز تاجر الفاكهة والفلاح الأصيل الذي كان يكتب الأغنية بنفس الحماس مثلما يرعي شجرات بستانه قبل أن يأتي حصادها ليزرع فاكهة موسم جديد‮.