أسرار من مشوار عزت العلايلى

وفاة والده اضطرته للعمل «محصل».. وموظف بمعهد التمثيل كاد يدمر أحلامه

عزت العلايلى
عزت العلايلى

فى السادسة صباحًا.. أيقظنى رنين الهاتف.. وجاءنى صوته قائلًا: «أنا عزت العلايلي»، قلت: «أهلا يا أبو محمود.. وهل يخفى صوت القمر.. خير يا فنان؟»، فرد: «أنت لسه نائم؟، فأجبته: «أنا لم أنم إلا من ساعة فقط!»، فضحك قائلًا: «يبدو أنك من الكائنات الليلية».
واصل ضحكته التى قطعها بقوله: «حظى أوقعنى فى كاتب ومخرج مثل الخفافيش، عموما.. لقد اتصلت بالمخرج عمرعبد العزيز فوجدته مازال نائما.. أردت أن أتحدث معك بشأن بعض التفصيلات فى سيناريو فيلم البنديرة».

عزت العلايلى رجل رياضي، ينام مبكرا ما لم يكن لديه ارتباط بعمل مسرحى ولكنه فى كل الأحوال يستيقظ قبل السادسة صباحا، بيته على بعد خطوات من نادى التوفيقية الرياضى بحى المهندسين، يتناول إفطارا خفيفا يعقبه بفنجان من القهوة وينطلق بعدها إلى النادى لممارسة رياضته المفضلة «ركوب الخيل»، إذ لم يكن لديه تصوير أو غير مرتبط بأعمال سينمائية أو تليفزيونية يعود إلى البيت ليجرى مكالماته الهاتفية، يتقوقع داخل صومعته الصغيرة التى هى غرفة مكتبه ليطالع الصحف والمجلات، ويقرأ ما لديه من سيناريوهات، ويستكمل مطالعة ما كان يطالعه من كتب صدرت حديثا، فهو قارئ نهم ومثقف حقيقي، يدون بالقلم الرصاص بعض الملاحظات على هوامش الكتاب، يقرأ فى كل شيء، القصص والروايات والمسرحيات تعنيه فى المقام الأول، بعد ذلك تأتى اهتماماته بالكتب السياسية وخاصة كل جديد يصدر للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.
الثائر المقاوم
لا يوجد انفصال بين عزت العلايلى الفنان والإنسان وبين شخصية «عبد الهادي» الثائر المقاوم المناضل الذى جسده فى فيلم «الأرض» للمخرج الكبير يوسف شاهين.
قبل فيلم «البنديرة» كان من المفترض أن نلتقى معا فى مسلسل تليفزيونى طلب منى كتابته بناء على فكرة طرحتها عليه مستمدة من كتاب «آدم يصرخ وحواء تستغيث» للكاتب الكبير موسى صبري، وكان قد اتفق على إنتاجه مع الموسيقار كمال الطويل الذى كان يدير مكتب الشركة الكويتية بالقاهرة، وقد تم وأد المشروع لخلاف حدث بين كمال الطويل والشركة الأم، لكنى كسبت ما هو أغلى من المسلسل ألا وهو صداقة عزت العلايلى الفنان والإنسان، وأهم ما أعجبنى فيه شهامة أولاد البلد، وثقافته الموسوعية التى تعطية تميزا عن بقية النجوم.
وتتوالى مشاهد الذكريات، كان من المفترض أن يقوم ببطولة مسرحية «برج المدابغ» على المسرح القومي، وفى ثالث بروفة للقراءة اتصل بى يخبرنى أنه قد انسحب من المسرحية مبينا أنها تحتوى على الكثير من الإساءة للعقيدة والدين، انسحاب العلايلى من المسرحية فى حد ذاته خبر خصنى به كانفراد صحفي، ولكن القنبلة الصحفية تبلورت فى سبب انسحابه، تعاملت مع الخبر بحيادية لأننى لم أكن قد قرأت النص بعد، فهاج وماج المخرج الكبير سعد أردش وكاد أن يفتك بى عندما التقينا فى المسرح ظنا منه أننى أروج لوجهة نظر العلايلي، ومن منطق الأمانة نشرت له وجهة نظره التى أشعلت الموقف بين الطرفين وزادت من حدة التوتر عندما كتب العلايلى مذكرة تفصيلية للدكتور رشاد رشدى الذى كان يشغل وقتها منصب المستشار الثقافى والفنى للرئيس أنور السادات مطالبا فيها بوقف البروفات، وكان لا بد من نشر تفاصيل المذكرة وما جاء بها ومتابعة الموضوع صحفيا وصولا للفصل الأخير من تلك الأزمة التى انتهت كما كان يرغب العلايلى لنجاحه فى إثارة الرأى بتلك الأزمة، ومن هذه المعمعة خرجت بانطباع جديد عن عزت العلايلى المقاتل العنيد الذى لا تلين له قناة، فهو يملك حرفية تحريك أى قضية يؤمن بها ويناضل من أجلها دون خوف أو هوادة.
كوميديا البنديرة
عندما كتبت قصة وسيناريو وحوار فيلم «البنديرة» لم يكن فى بالى على الإطلاق أن يقوم ببطولته عزت العلايلي، فالفيلم يتناول عددا من القضايا السياسية والاجتماعية فى سياق ما يعرف بالكوميديا السوداء، ولم يسبق للعلايلى المغامرة بالدخول فى مجال الكوميديا فى السينما، لهذا كان ترشيح المخرج عمر عبدالعزيز له بمثابة مفاجأة لى ولعزت نفسه، فقد كان فى البداية يشعر بقلق شديد، ولهذا كان يوقظنا كل صباح لتفريغ ما لديه من قلق وتقديم ما لديه من اقتراحات لإضافة أو حذف أو تعديل بعض المشاهد، الأمر الذى كشف لى جانبا آخر من قلق العلايلى قبل وأثناء كل عمل فنى يعايشه ويعيش فيه، فعزت العلايلى بدأ حياته مؤلفا وكاتبا ومعدا لثلاث مسرحيات وكتب العديد من الحلقات التليفزيونية، وشارك فى كتابة بعض السيناريوهات السينمائية، ومارس مهنة الإخراج فى المسرح والتليفزيون قبل أن يحترف التمثيل، ولإزالة ما بداخله من قلق اتفقنا أن يتعامل مع الشخصية بجدية تامة، فالضحك فى الفيلم ينبع من المفارقات والمواقف المتناقضة وليس من الشخصية ذاتها، وكان أداء العلايلى فى الفيلم بمثابة مفاجأة للجميع، ويبدو أن ما سمعه العلايلى من شهادات إيجابية هو ما شجعه لخوض التجربة مرة أخرى مع المخرج عمر عبد العزيز بعد عشر سنوات فى فيلم «دسوقى أفندى فى المصيف»!
ابن بركة الفيل
ولد عزت حسن العلايلى فى الخامس عشر من شهر سبتمبر عام 1934 فى درب الملاح بحى باب الشعرية الشعبي، لكن والده حسن أفندى سجله فى مكتب المواليد فى الثالث والعشرين من نفس الشهر، ومن مصادفات القدر أن هذا اليوم هو تاريخ ميلاد النجمة السينمائية الإيطالية العالمية صوفيا لورين النجمة المفضلة للعلايلى من بين جميع نجمات السينما العالمية، وعزت هو الولد الوحيد لأبيه على خمس بنات، ثلاث شقيقات وأختان من أم أخرى تزوجها الأب قبل زواجه من والدته، ولهذا نشأ عزت مدللا، انتقل الوالد مصطحبا أسرته من القاهرة إلى الإسكندرية للعمل موظفا للحسابات بدائرة سيف الدين باشا، فتلقى عزت دراسته الابتدائية بمدرسة محرم بك، ولكن الحرب العالمية التى اقتربت نيرانها المشتعلة من شواطئ الإسكندرية دفعت بالأسرة للعودة مرة أخرى إلى القاهرة القديمة ليستقر المقام فى «بركة الفيل» الواقعة بين حى السيدة زينب الشعبى وحى الحلمية الجديدة الذى يتسم بالأرستقراطية، ومن هنا أدرك وعى العلايلى فى سن صغيرة معنى التفاوت الطبقى وأثره على الطبيعة الإنسانية، الأمر الذى سيشكل فيما بعد جزءا من وعيه السياسى وطبيعة اختياره للأدوار التى يجسدها على الشاشة، وقد نمى هذا الوعى لديه مبكرا عندما التحق بفريق التمثيل بمدرسة الشيخ صالح الابتدائية، التى بدأ من خلالها فى تقديم اسكتشات ساخرة يقلد فيها أساتذته بالمدرسة.
يسقط الاستعمار
فى أواخر الأربعينيات وبدايات الخمسينيات تطور وعى العلايلى السياسى ووجد نفسه مرتبطا بثورة 23 يوليو التى رأى أنها جاءت كانتفاضة لتحقيق أحلام الشعب والقضاء على التفاوت الطبقي، وحبا فى الثورة ظهر لأول مرة على شاشة السينما من خلال فيلم «يسقط الاستعمار» بطولته وإخراج حسين صدقي، ظهر العلايلى فى الفيلم ضمن من يهتفون بعبارة «الجلاء التام أو الموت الزؤام».
رحيل والده المفاجئ اضطره للعمل كصراف فى أحد المصالح لاستكمال مسيرة رعاية الأسرة، ولإشباع هواية الفن التى أحس أنها تجرى فى دمه وخلق من أجلها، التحق للدراسة المسائية بالمعهد العالى للتمثيل عام 1955 لكى لا تتعارض مواعيد الدراسة مع عمله الصباحي، ومن غرائب الأمور أن الموظف البيروقراطى المسئول عن تلقى طلبات الالتحاق بالمعهد كاد أن يحرمنا من موهبة العلايلى عندما رفض قبول أوراقه بحجة أنه تأخر عن الموعد المحدد لتقديم الأوراق، فكاد عزت من يأسه أن يمزق أوراق التقديم وهو فى الطريق إلى بيته لولا ظهور عميد المعهد ممدوح أباظة فى طريقه بالصدفة البحتة، فتجرأ عزت وأخذ يناشده قبول أوراقه، ولولا تفهم العميد للموقف لكان مسار عزت العلايلى قد تغير بالكامل وربما كنا خسرناه كفنان رفيع القامة والقيمة!
ومن الغريب أنه فور تخرجه لم تتح له الظروف للالتحاق بالفرقة القومية مما دفع به للعمل بفرقة يوسف وهبى التى أعاد تشكيلها عام 1960 لتصوير تراثه المسرحى وتسويقه للتليفزيونات العربية، وبعد شهرين من عمله ومشاركته فى مسرحيتى «راسبوتين» و«الدفاع» ترك الفرقة لشعوره بديكتاتورية نجمها وصاحبها يوسف وهبي، ولم يندم العلايلى على ما فعل عندما علم بحاجة التليفزيون للخريجين الجدد من معهد التمثيل، وشاء حظه أن يعمل مديرا للأستديو الذى كانت تترأسه الإعلامية تماضر توفيق، وبعد ستة أشهر بدأ فى ممارسة الكتابة والإخراج التليفزيونى وبدأ اسمه فى الظهور على برنامج «رحلة اليوم» وتوالى إخراج مجموعة من البرامج من بينها « الفن الشعبى  صحتك ــ عالم الحيوان ــ رسالة».
ثورة قرية!
أدرك عزت العلايلى أن هناك صراعا بين سياسات وزير الثقافة الدكتور ثروت عكاشة، والدكتور عبالقادر حاتم وزير الإعلام، وكلاهما رفقاء سلاح فى ثورة يوليو، فانتهز الفرصة وقدم مع زميله رشوان توفيق مشروعاً يرضى طموح الدكتور حاتم، وتبلور المشروع فى تقديم المسرحيات العالمية من خلال التليفزيون التابع لوزير الإعلام، فأعجب الوزير بالفكرة التى ستتيح إنشاء نواة لفرق مسرحية تابعة للتليفزيون ينافس بها الفرق المسرحية التابعة لوزير الثقافة، ومن هنا ولد مسرح التليفزيون الذى خلق نهضة مسرحية غير مسبوقة، وكان سببا فى ولادة العديد من النجوم والكتاب والمخرجين والفنيين، وولادة نجومية عزت العلايلى نفسه ككاتب ومخرج وممثل برع فى عرض «شيء فى صدرى» ثم أكد براعته فى أداء شخصية الشيخ يوسف فى مسرحية «الأرض» التى شارك فى بطولتها مرة أخرى للسينما ولكن من خلال شخصية «عبد الهادي» التى صنعت شهرته ونجوميته على يد يوسف شاهين، وكان العلايلى قبل ذلك قد قرأ رواية «ثورة فلاح» لأمير الصحافة الأستاذ محمد التابعى فقام بتحويلها لمسرحية بعنوان «ثورة قرية» التى أخرجها حسين كمال العائد من بعثته الدراسية بالخارج وعمل العلايلى مساعدا له فى الإخراج، وكرر التجربة عندما حول رواية «بعد الغروب» للكاتب محمد عبد الحليم عبد الله إلى مسرحية بنفس العنوان، وانتقل من مرحلة الإعداد لمرحلة التأليف عندما كتب مسرحية «الطوفان».
وأكد لى ذات مرة أنه شارك فى كتابة سيناريو فيلم «الاختيار» مع المخرج يوسف شاهين بعد قراءته لقصة «يوم الحساب» لنجيب محفوظ، وكان من المفترض أن يتولى العلايلى إخراج الفيلم ويقوم يوسف شاهين ببطولته، لكن يوسف تردد ورشح للعلايلى رشدى أباظة ثم عبد الحليم حافظ، وانتهى الموقف بقيام عزت ببطولة الفيلم وهذا ما لم يحدث.
القادسية وبيروت
من سياق ما سبق يتبلور لنا مفهوم عزت العلايلى لدور الفن، فهو يرى أنه ظل المجتمع، ومرآته التى تعكس كل ما يجرى فيه، ووثيقة تسجل الواقع، وركيزة أساسية فى النص الدرامي، وهذا يرجع بالأساس إلى حرفية الكتابة التى اختزنها عزت العلايلى فى داخله عندما اختطفته نجومية التمثيل، فظلت هذه الحرفية قابعة فى داخله كمنطلق لتقييم كل فيلم ومسرحية ومسلسل تليفزيونى يشارك به، وهذا يعكس نوعية الأعمال التى قدمها، فهى أعمال منتقاة بدقة، فعزت العلايلى يحمل خلفية ثقافية تجعله يؤمن بأن مصر فرعونية الجد وعربية الأب، وهذا الإيمان هو ما دفع به لأن يكون عاشقا لمصريته، ساعيا وباحثا عن تلك السمات المصرية الأصيلة لكى يجسدها فى أعماله، وهو فى نفس الوقت معتزا بقوميته العربية التى ترجمها فى قيامه ببطولة الفيلم السورى «عملية فدائية»، والفيلم اللبنانى «بيروت يا بيروت»، والفيلم المصرى العراقى «القادسية»، واعتزازه بقوميته العربية هو ما دفعه للتحضير لسنوات طويلة لإنتاج فيلم «لا» عن قصة مصطفى أمين الذى أسند إخراجه للمخرج الجزائرى أحمد راشد، لكن رحيل المبدع حسن فؤاد قبل استكمال كتابة السيناريو جعل المشروع يتوقف.
وكان العلايلى قبلها قد قام ببطولة فيلم «الطاحونة» للجزائرى أحمد راشد، وقام ببطولة الفيلم المغربى «سأكتب اسمك على الرمال» للمخرج عبد الله المصباحي، وكل ما سبق من رصد يؤكد أن عزت العلايلى من أكثر نجوم السينما العربية الذين تعاملوا مع العديد من جهات الإنتاج العربية، وله مع المخرجين العرب فى المشرق والمغرب رصيد سينمائى لم يتكرر مع فنان آخر، لأنه كان يؤمن بأهمية التواصل بين الفنانين والمثقفين العرب، لطرح همومهم وقضايا الأمة برؤى فنية، فإذ ما كانت السياسية من أهم مظاهر الفرقة، فالفن هو ما يوحد الشعوب العربية.
سارق الكاميرا
عزت العلايلى من أهم الفنانين الذين لديهم وعى بفاعلية الدور الذى يلعبه، وهو يدرك العلاقة التفاعلية بين الفن والمجتمع، لهذا فهو يفضل دائما اختيار شخصية المواطن المصرى والعربى البسيط بسماته الأصيلة، كما يميل دائما للشخصية النقية السوية المناضلة التى تدافع عن حقوق الآخرين وتعلى القيمة الأخلاقية والجمالية، ولم يغير تلك المفاهيم طوال مشواره السينمائي، فمنذ أن التقطه المخرج حسن الأمام بداية 1964 لتجسيد دور طالب الحقوق الوطنى القائد للمسيرات الشبابية فى فيلم «بين القصرين» الذى أدى فيه ما يقرب من سبعة مشاهد متناثرة، يسرق العلايلى فى هذه المشاهد عين المتفرج بجسده الفارع وحركته المدروسة وصوته القوي، وفى الفيلم التالى «الجاسوس» للمخرج نيازى مصطفى يؤدى تسعة مشاهد فقط تجعله يسرق الكاميرا من النجوم الكبار ليؤكد أنه ممثل يعرف كيف يمسك بتلابيب الشخصية لضابط المخابرات الذى يشارك فى عملية ضبط شبكة جاسوسية تعمل لحساب إسرائيل!
أهل القمة والقاع
تنوعت وتيرة العزف عند العلايلى فى سيمفونيات الأداء التمثيلى التى قدمها طوال مشواره بتنوع من عمل معهم من كبار المخرجين والمخرجين الشبان، فقد كان فى أفضل حالاته مع كل من صلاح أبو سيف ويوسف شاهين الذى اتفق معه كثيرا فى الرؤى واختلف معه أكثر فى رؤى أخرى جعلته يعتذر عن بطولة الكثير من أفلامه الأخيرة، وتألق مع حسين كمال، وخيرى بشارة، وتوفيق صالح، وهنرى بركات، وتنوعت القضايا التى تناولها فى أعماله السينمائية والمسرحية بتنوع كل مرحلة زمنية، فقد لعب أدوار أهل القمة وأدوار أهل القاع، فهو فى أدوار أهل القمة الباحث دائما عن حقوق الغلابة وحقوق المجتمع وحقوق الوطن، وفى أدوار أهل القاع مجسدا لمعاناة البسطاء وهمومهم وحقهم فى الحصول على الحياة الكريمة، هذه الأمور المتباينة هى ما جعلت عزت العلايلى قامة كبيرة لدى النقاد، فهو ليس فنانا متميزا فى الأداء فقط، يتسم بالصدق والمعايشة، إنما فنان مثقف واعٍ بقضايا مجتمعه وأمته، مهموم وغير منفصل عن الواقع، فاستحق تقدير الجميع، ونال من الجوائز وشهادات التقدير الكثير والكثير محليا وعربيا، ونال تقدير واحترام كل الفنانين والمثقفين العرب، وترجمت المؤسسات السينمائية تقديرها له كقامة كبيرة فى تاريخ السينما بدعوته للمشاركة فى رئاسة الكثير من لجان تحكيم المهرجانات السينمائية العربية، ثقة فى تاريخه ومكانته وثقافته ورجاحة ما لديه من تقييم موضوعي، وما لديه من ثقافة فنية عالية ترجمتها مفاهيمه للشخصيات التى يجسدها والأعمال الكبيرة التى قدمها للسينما والمسرح والتليفزيون.
القدير الكبير عزت العلايلى غادرنا بالجسد فجأة ودون مقدمات يوم الجمعة الماضية، وجاء رحيله المفاجئ ليشكل صدمة للوسط الفنى وكل محبيه، وكنت على اتصال تليفونى معه قبل وفاته بأسبوع، وحدثنى عن استعداده لإعادة عرض مسرحية «أهلا يا بكوات» على خشبة المسرح القومى التى حقق فى عرضها الأول نجاحا خرافيا.
عزت العلايلى سيظل أيقونة ورمزا إبداعيا كبيرا، سيظل من الكبار الذين لا يمكن وضعهم فى دائرة النسيان.