في مثل هذا اليوم.. رحيل الشاعر والروائي علي الجارم

 الشاعر والروائي على الجارم
الشاعر والروائي على الجارم

تحل علينا اليوم ذكرى رحيل الشاعر والروائي، على الجارم في 8 فبراير 1949، والذي توفي بينما كان يصغي إلى أحد أبنائه وهو يلقي قصيدة في الحفل التأبيني لمحمود فهمي النقراشي، فاجأته سكتة قلبية ورحل عن عالمنا.

شاهد أيضا : فيديو| نجل النقراشي: الإخوان هددوا بخطفي بعد مقتل والدي

من هو علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب ولد عام 1881 بمدينة رشيد في مصر، بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة.

حياة علي الجارم 

علي صالح عبد الفتاح الجارم، ولد بمدينة رشيد عام 1881م هذه المدينة التي شهدت الكثير من الأحداث المرتبطة بتاريخ مصر وفيها نبتت جذور الجارم، وكان والده الشيخ محمد صالح الجارم أحد علماء الأزهر والقاضي الشرعي بمدينة دمنهور وتوفي عام 1910م.

تلقى علي تعليمه الابتدائي بمدينة رشيد، وواصل تعليمه الثانوي بالقاهرة حيث التحق بالأزهر الشريف، ثم التحق بعد ذلك بكلية دار العلوم جامعة القاهرة، وسافر الجارم إلى إنجلترا لإكمال دراسته في بعثة دراسية عام 1908.

عُين «الجارم» بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عين وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى 1924، كما اختير عضوا في مجمع اللغة العربية، وزار بغداد مرتين الأولى مشاركته في الحفل التأبيني الذي أقيم للشاعر المرحوم جميل صدقي الزهاوي عام 1936 أما الثانية فهي التي نظم فيها قصيدته المشهورة «بغداد يا بلد الرشيد». 

شخصية الجارم

عرف الجارم بروحه المرحة الخفيفة، فكان مجلسه يمتلئ بالضحك فيما يروي من حديث ونوادر، وما يعلق على أحداث، وعلى الرغم من مرضه وبعض المآسي التي ألمت به، لم تختفي ابتسامته والتي كانت تظهر على وجهه لتحجب من خلفها الحزن والألم الذي في قلبه.

مؤلفات الجارم

برع في الشعر التقليدي فأخرح ديوانا بأربعة أجزاء ضم عددًا من القصائد السياسية والأدبية والاجتماعية،واهتم الجارم بالتاريخ العربي فقدم العديد من الروايات الأدبية التاريخية نذكر منها : «الذين قتلهم شعرهم، فارس بني حمدان، الشاعر الطموح»، ويتضمن دراسة عن حياة وشخصية الشاعر أبي الطيب المتنبي، «خاتمة المطاف»، قصتي «الفارس الملثم، السهم المسموم، مرح الوليد» وهو سيرة كاملة للوليد بن يزيد الأموي، «سيدة القصور» آخر أيام الفاطميين في مصر.

كما قام «الجارم» بتأليف عدد من الكتب المدرسية في النحو منها «النحو الواضح» مع مصطفى أمين وكان يدرس بالمدارس المتوسطة والثانوية بالعراق، وشارك في إصدار كتب أخرى مثل المجمل من الأدب العربي، والمفصل، والبلاغة الواضحة، وكتب مدرسية في النحو والتربية.

مواهبه

يُعد الجارم من الشعراء الذين انفردوا في القصائد التي دعت إلى القومية العربية وإن كان قد أخذ عليه مبالغته في قصائد المدائح الموجهة إلى الملكين فؤاد وفاروق، وله دور بارز في تجديد الأفكار والمعاني، وقد احتفى شعره بتاريخ مصر الفرعوني والعربي، إبداعاته الوطنية والشعرية حافلة بصور البطولة للدفاع عن الإسلام والعروبة واللغة العربية.

كان خطيبًا فصيح اللسان، أجاد فن الإلقاء باللغة الإنجليزية واللغة العربية، اختاره أمير الشعراء لتبادل إلقاء قصائده – أي قصائد أحمد شوقي – مع خطيب زمانه «محمد توفيق دياب».

كتب عباس محمود العقاد مقدمة لكتاب «قصائد علي الجارم» يقول فيها: كان «علي الجارم» زينة المجالس، كما كان يقال في وصف الظرفاء من أدباء الحضارتين العباسية والأندلسية، وتجلس إليه فتسمع ما شئت من نادرة أدبية أو ملحمة اجتماعية أو شاهد من شواهد اللغة ونكتة من نكت الفكاهة، هو أديب وافر المحصول من زاد الأدب، زاد الرواية الأدبية قديمها وحديثها، ومن مبتكرها إلى منقولها، وهو عالم باللغة، وهو الشاعر الذي زوده الأدب والعلم بأسباب الإجادة والصحة، نقول عليه: «أديب الشاعر العالم.. وكان شعره زادًا لطالب البيان». 

وفاة الجارم

جاءت وفاته مفاجأة بالقاهرة وهو مصغ إلى أحد أبنائه وهو يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراشي، عام 1949م.