إعادة إحياء صناعة وإنتاج الحرير.. عودة للريادة العالمية

صورة موضوعية
صورة موضوعية

الزراعة: مدينة متكاملة لإنتاج الحرير على مساحة 40 ألف فدان.. وتوطين 8000 أسرة منتجة من شتى بقاع مصر
خبراء: مخلفات ديدان الحرير تستخدم فى تربية الأسماك وأسمدة لإنتاج عيش الغراب

محرم الجهينى

 تعد صناعة الحرير إحدى الصناعات القديمة وتمتد جذور تلك الصناعة فى مصر إلى مدينة «أخميم» بمحافظة سوهاج؛ حيث كان للحرير الأخميمى منذ القدم وليومنا هذا ومنتجاتها شهرة كبيرة على المستوى العالمى حتى أطلق عليها الغرب «مانشستر الشرق» مقارنة بأكبر مدن إنجلترا التي تشتهر بمنسوجاتها عالية الجودة؛ حيث كانت تستخدم منسوجات الأقمشة التي ينتجها أهالي أخميم فقط للكهنة ولملوك الفراعنة تحمل نقوشا وزخارف ورسوما تتناسب مع التعاليم الدينية الفرعونية، وظل الوضع كذلك حتى عصر الملك (توت عنخ آمون).

بدأت أخميم  إنتاج الأقمشة الحريرية المخططة والملونة باللونين الأحمر والأزرق عام 1500 ووضع في طرفها زخارف من الأشكال الهندسية وزهرة اللوتس والنباتات البردية والنجوم.

وعلى مر الأيام تحول النسيج (الأخميمي) من حرفة إلى فن مميز يتهافت عليه الأجانب والسياح ويعتبرونه قطعة فنية فكل غرزة صنعت يدوياً ولا مجال للميكنة في غزل الحرير الأخميمي ذي الصيت العالمي مما ساعد على ببناء قرية النساجين الجديدة منذ عدة أعوام وأنشأت كلية الزراعة بجامعة سوهاج معملا كبيرا لتربية دودة القز لإنتاج خيوط الحرير الطبيعي وزراعة الآلاف من أشجار التوت لتغذية دودة القز وكل النتائج تؤكد نجاح التجربة لإحياء التراث اليدوي من الاندثار من خلال إقامة معارض للحرير الأخميمي داخل المدينة وخارجها بما يعمل على الترويج لصناعة المنسوجات, "الأخبار المسائى" استطلعت آراء الخبراء والمتخصصين بصناعة وإنتاج الحرير فى مصر، وسبل إعادة إحياء هذه الصناعة التاريخية واستعادة الريادة التاريخية للحرير المصرى.


فى البداية أكد الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمى لوزارة الزراعة، أنه تم توقيع بروتوكول مع محافظة الوادى الجديد لإعادة إحياء إنتاج وتصنيع الحرير الطبيعى بمحافظة الوادى، وتستهدف الوزارة من هذا التعاون إنشاء نموذج ناجح قابل للتطبيق على مستوى جميع محافظات مصر, من خلال التوسع في زراعة أشجار التوت لإنتاج الحرير الطبيعى، وزيادة كمية المنتج بالجودة العالية والأسعار المناسبة من خلال خطة منهجية جديدة لإعادة المجتمع إلى سابق عهده كمجتمع منتج، وقرية منتجة، وخلق فرص للمرأة الريفية، وفرص تشغيل للشباب وتحسين الدخول بما يحقق التنمية المستدامة وتحقيق قيمة مضافة بجانب أن التوسع فى زراعة أشجار التوت يتوافق مع المبادرة الرئاسية لزراعة الأشجار المثمرة.

ويقول الدكتور محمد سليمان رئيس مركز البحوث الزراعية إن المركز أعد برامج تنفيذية لتنمية صناعة الحرير الطبيعى فى مصر كأحد آليات التنمية الزراعية المستدامة من خلال التوسع فى إنشاء مشاتل وحقول التوت وتربية ديدان الحرير «دود القز» وسلالاتها وطرق إنتاجها واستخدام طرق التفقيس الصناعى لتربية ديدان الحرير وإنتاج الحرير الخام وذلك لفتح المجال إلى توفير فرص عمل للشباب بالإضافة إلى دورها فى تدوير مخلفات ديدان الحرير وإحياء القرى المتخصصة فى صناعة الحرير، ولإحياء المشاريع الشبابية لإنتاج الحرير ومحور احتياجات السوق المحلى من الحرير, كما أن عمر شجرة التوت الهندى يصل إلى 20 عاماً.. مشيراً إلى أن تكلفة الشتلات تصل إلى 5 آلاف جنيه لعدد 1000 شتلة  توت و500 جنيه أسمدة و750 جنيهاً تكلفة مستلزمات الإنتاج ومعاملات الحرث والتخطيط والزراعة بجانب أنه يمكن زراعة وتحميل محاصيل أخرى علفية بين أشجار التوت لزيادة ربحية الأرض مثل البرسيم ولوبيا العلف مما يرفع من عائد المزارع من الإنتاج الزراعى وإنتاج الحرير.


وتضيف الدكتورة رحاب حسنى بقسم بحوث الحرير بمعهد بحوث وقاية النبات التابع لمركز البحوث الزراعية أن هناك برامج تدريبية شهرية  لتنمية صناعة الحرير الطبيعى من خلال التوسع فى إنشاء مشاتل وحقول أشجار التوت من الأصناف عالية الإنتاجية واستخدام التقنيات الحديثة فى تربية ديدان الحرير دودة القز وسلالاتها وطرق إنتاجها واستخدام طرق التفقيس الصناعى لتربية ديدان الحرير وإنتاج الحرير كأحد آليات التنمية الزراعية المستدامة منها يوم عملى فى مناطق الإنتاج والتى تضم  إنشاء مشاتل وحقول التوت التى تقيمها وزارة الزراعة وتربية ديدان الحرير وسلالاتها وإنتاج الشرانق, كما يتم خلال الدورت عرض تجارب شبابية لتنمية صناعة الحرير ودورها فى تدوير مخلفات ديدان الحرير كأسمدة وفى تربية الأسماك وبعض أنواع عيش الغراب الذي يستخدم كعلف للدواجن .

ويقول سامح فؤاد مسؤول رابطة منتجي ومسوقي الحرير فى مصر, نسعى الآن إلى إنشاء مدينة الحرير على مساحة 40 ألف فدان وهي مجتمع سكني زراعي صناعي متخصص في إنتاج الحرير الطبيعي بهدف تدريب وتوطين 8000 أسرة منتجة للحرير الطبيعي من شتي بقاع مصر بشكل مبدئي في مكان تم اختياره بعناية ليلائم إنتاج الحرير بشكل مثالي من مناخ وتربة ومياه وقربه من المدن الرئيسية مقسمة إلى 8000 مزرعة لإنتاج شرانق الحرير كل مزرعة 5 أفدنة بها 45 ألف شجرة توت هندي وعنبر لتربية دودة القز بمساحة تقريبية 400 متر ومنزل لعائلة المربي على مساحة  120 متراً ومفروشة بشكل معقول إضافة إلى سيارة جولف ليتنقل بها في المدينة كيفما يشاء وكما يتسلم الشاب المزرعة على الإنتاج يعني بعد ما يستلم بـ 45 يوماً يكون في حسابه أرباح المشروع, المزرعة ممولة من قرض مليون جنيه يسدد على مدة 20 سنة بفائدة سنوية 5% فقط ولضمان النجاح سيتم تأسيس شركة لإدارة المدينة من أعضاء فريق عمل رابطة منتجي الحرير وبعض الخبراء؛ حيث ستتولي الشركة إدارة وتشغيل مشاريع الحرير ودعم المربين مدي الحياة مشيراً إلى أنه تم التخطيط لأن تعتمد المدينة على ذاتها فى توفير جميع متطلبات الحياة من السلع الغذائية وعمل مزارع دواجن وأسماك وماشية وخضار وفاكهة لاكتفاء المدينة من احتياجات الغذاء ذاتيا قدر الإمكان .

 

اقرأ أيضا «الزراعة»: خطة طموحة للنهوض بصناعة الحرير.. فيديو