رؤية

يعتذرون لوزيرة الصحة.. لفشلهم مع الكورونا بالمستشفيات الخاصة !

صبرى غنيم
صبرى غنيم

جاءتنى تبكى بعد أن باعت مصوغاتها لتصرف على أبيها للعلاج من الكورونا.. قلت لها أكيد كان ابوك يعالج خارج مستشفيات وزارة الصحة..هزت رأسها وفى صمت قالت هذه مصيبتي، فقد أدخلته مستشفى خاصا لمجرد أنه يستقبل حالات الكورونا، واكتشفت أننى أدفع له خمسة وعشرين ألف جنيه عن الليلة الواحدة فى العناية المركزة، ولما احتاجوا اكسجين اشتريت الاسطوانة بعد اذلال وترج ودفعت فيها خمسين ألفا، كنت مطالبة بمائة ألف أخرى فاضطررت أن أبيع مصوغاتي، وفى النهاية لم يكتب الشفاء لأبي، فقد لقى نهايته، فقد كان أجله ولا اعتراض على قضاء الله.

وظلت المسكينة تبكى وهى تقول، هذا هو قدري، مع أننى أسمع تصريحات وزيرة الصحة وهى تعلن أن ابواب المستشفيات الحكومية مفتوحة وبالمجان، لم أتعلم ولم أستفد من تجربة علاج عمرو موسى فالرجل دخل مستشفى الشيخ زايد الحكومى وكتب الله له فيها الشفاء، وغيره وغيره، صفوة المجتمع يعالجون فى مستشفيات الدولة..مع أن فى مقدورهم الاتجاه للمستشفيات الخاصة، ومع ذلك فضلوا المستشفيات الحكومية لأنها تفتح أبوابها للعلاج من الكورونا "وببلاش" يعنى تدخل المستشفى من غير ما يطلبون منك أن تدفع جنيها واحدا، هذا هو العلاج المجانى الذى وفرته الدولة لمواطنيها، فهى لم تفرق بين مريض قادر ومريض غير قادر..

الشيء الذى يفرح أن رئيس الدولة اعتبر العلاج المنزلى امتدادا للعلاج بالمستشفى الحكومي، يعنى المريض الذى تسمح حالته بالعلاج فى البيت بيحصل أيضا على العلاج المنزلى مجانا، ويظل تحت رعاية المستشفى الحكومى طول إقامته فى البيت وتتحمل الوزارة تكلفة المسحات التى تجرى له للتأكد من الشفاء، ويوم أن تتعثر حالته الصحية ولم يحدث استجابة فى العلاج فى البيت يتم نقله فورا إلى مستشفى من مستشفيات العزل ويعالج فيها إلى أن يكتب الله له السلامة..

هذا الكلام أقوله بعد أن تعددت الشكاوى من العلاج فى المستشفيات الخاصة التى أصبحت مذبحة فى اسعار العلاج من الكورونا، أنا شخصيا لا أعارض أن تكون هناك مصاريف للعلاج فى هذه المستشفيات، لكن تكون معقولة بدلا من ٢٥ الف جنيه فى الليلة ممكن تكون ب ١٥ألفا حسب رغبة المريض طالما يجد رعاية أفضل وعلاجا أسرع، لأن هذه المستشفيات عليها التزامات مالية أيضا، وكون أن العلاح فى المستشفيات الحكومية مجانا، لأن الدستور كفل للمواطنين العلاج على نفقة الدولة، كون أن رجلا قيمة وقامة مثل عمرو موسى اتجه إلى مستشفى الشيخ زايد الحكومى ليس لأنه لا يملك، لكن الاطباء المعالجين نصحوه بأن كل شيء متوافر فى المستشفى الحكومى من أجهزة وادوية وأطباء من ذوى الكفاءة فالرجل فورا وافق على نقله إلى المستشفى الحكومى وكتب الله له السلامة..

مرضى كثيرون أخطأوا الطريق وبدأوا علاجهم فى المستشفيات الخاصة، وأصبحوا نادمين أنهم لم يأخذوا بنصيحة وزيرة الصحة التى بح صوتها فى جميع أجهزة الإعلام وهى تنوه عن الخدمات التى توفرها وزارة الصحة لمستشفياتها، ولاول مرة تعلن الوزارة عن اسماء المستشفيات التابعة لها فى جميع محافظات مصر سواء كانت متخصصة للعزل أو الفرز، لقد وصل تعدادها إلى ٣٦٣ مستشفى تضم ٣٤٢٧٥ سريرا بالاقسام الداخلية خلاف ٢٣٨٣سرير عناية مركزة وكلها بالمجان..

الشهادة لله أن الدكتورة هالة زايد كانت حريصة على دعم الجيش الابيض بمزيد من الأطباء الجدد انضموا بعد أن تدربوا على مواجهة الكورونا، والشيء الذى يسعدنا كمصريين أن نتيجة العلاج فى مستشفيات الدولة ايجابى بفضل الحنكة والخبرة التى اكتسبها أطباؤنا.. يعنى فى تعاف مستمر،فقد بلغ عدد حالات كورونا ١٦٧٠١٣ تم شفاء ١٣٠٥١٤ منها وعدد الوفيات وصل ٩٤٠٧ منذ دخول كورونا مصر، كما وصلت نسب الشفاء فى مستشفيات العزل إلى ٧٨٫١% بعد ارتفاع اعداد المتعافين إلى ١٣٠٥١٤ حالة..

    لو أتيحت لى فرصة سوف أحنى رأسى للدكتورة هالة زايد التى جعلت من قضية الكورونا شغلها الشاغل، حتى أصبحت أيقونة المرأة المصرية فى التحدى والاصرار هكذا يقول لى الدكتور شريف وديع مستشارها للحالات الحرجة..والرجل لأنه قريب منها فهو يشفق عليها من الاجهاد ومع ذلك تراها كما يقول قوية وعندها اصرار على التواصل والتنقل من مستشفى إلى مستشفي، تعايش الاطباء وتستمع لهم وتأخذ بآرائهم، من هنا أحبها الاطباء وعبروا لها عن سعادتهم فى تنفيذ توجيهاتها لهم.. وهذا هو سبب من اسباب نجاحها.