كشفت نهال إبراهيم باحثة فى الآثار الإسلامية، عن تاريخ «مدينة القطائع» والتي أسسها أحمد بن طولون لتكون عاصمة له ولحكمه في مصر طوال العصر الطولوني، والتي ترك لنا العصر الطولوني آثارًا هامة وهي تسمي جبل يشكر «قلعة الكبس» الآن ، وهي بين الفسطاط وتلال المقطم وقد سميت القطائع؛ لأن كل طائفة إتخذت جزء من المدينة أو «قطيعة» فيقال «قطيعة السودان» و«قطيعة الروم» و«قطيعة الفراشين» وغيرهم من الأسماء.
وأضافت نهال إبراهيم، أما عن سبب الإبتعاد عن إتخاذ الفسطاط عاصمة لمصر فى عصره فيرجع إلى أنها ربما ضاقت بجنوده وإزدحمت الفسطاط بسكانها وجهوده فرأى بناء عاصمة مصرية جديدة فى ذلك الوقت وإختار منطقة مرتفعة عن سطح الأرض تقع بين «جبل يشكر» و «جبل المقطم» لتكون فى موقع إستراتيجى مميز ومرتفع عن سطح الأرض.
اقرأ أيضا| "متحف جاير أندرسون" 400 عام من الفن والآثار في قلب القاهرة
وبدأ أحمد بن طولون فى تأسيس القطائع فى شعبان عام 256ه، وبني أحمد بن طولون لنفسه فيها قصراً فخماً وإتخذ فيه ميداناً كبيراً كان يلعب فيه بالكرة وأنشأ فيه أماكن للطيور ومرابط للسباع وغرس فيه الأزهار والرياحين وكان القصر على الطراز الفارسى "العراقى"، كما كان منظرهما رائعاً للناظرين وأنشأ بجوار القصر والميدان مسجده الذى إشتهر بإسمه وأقام دور الحكمة فى الجنوب من هذا المسجد وبنى كبار القادة دورهم بجوار المسجد والميدان وعمرت القطائع وإتسعت مساحتها ، حيث بنى بها المساجد والطواحين والحمامات فصارت القطائع من المدن الإسلامية الكبيرة آنذاك.
