الكونغو تستلهم «التجربة المصرية» لتعزيز العمل المشترك

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تقرير: ريهام نبيل

تسلمت الكونغو الديمقراطية أمس الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقى من جنوب أفريقيا، لتجد فى انتظارها عددا من الملفات المُلحة، ترتبط بأزمات مشتعلة فى دول عديدة، من أبرزها السعى إلى حل مناسب للنزاع فى ليبيا، تقليص حركات التمرد فى منطقة الساحل، والضغط من أجل تحقيق الديمقراطية فى مالى، والتعامل مع التأثير الطبى والاقتصادى لجائحة فيروس كورونا، بالإضافة إلى مشكلات فى منطقة البحيرات الكبرى مثل المواجهات بين رواندا وأوغندا، ويُضاف لكل هذه الملفات نزاع تجدد مؤخرا على الحدود بين إثيوبيا والسودان، فضلا عن أزمة سد النهضة التى يجب حلها قبل موعد الملء الثانى فى يوليو القادم حسبما أعلنت أديس أبابا.

 

مجموعة من الملفات يمثل كل منها تحديا صعبا، سيوليها الرئيس الكونغولى فيليكس تشيسيكيدى اهتماما، وسط تحديات داخلية عديدة تواجهها بلاده، أهمها المشكلات الأمنية وعدم الاستقرار السياسى، بجانب التحديات الاقتصادية، ومحاولات الإصلاح ومواجهة الفساد وإحكام السيطرة على الموارد الاقتصادية، وتوظيفها لصالح جهود الأمن والتنمية، وهى الأمور التى يسعى جاهداً لتحقيقها.

 

وقد شكل تشيسيكيدى، فى أغسطس الماضى، لجنة عمل استعدادا لتوليه رئاسة الاتحاد، وتم اختيار البروفيسير ألفونس لوابا منسقا لها، وتشارك فيها عدة وزارات منها وزارة الخارجية التى تتولاها مارى تومبا نزيزا، وتم تقسيم اللجنة إلى عدة إدارات تتولى متابعة مختلف الموضوعات، مثل منطقة التجارة الحرة، والتكامل الاقتصادى، وجدول أعمال أجندة الاتحاد 2063، والتعاون الثقافى، وقد أجرت اللجنة اتصالات منتظمة مع جان ليون نغاندو ايلونغا سفير الكونغو لدى اثيوبيا والممثل الدائم لدى الاتحاد الأفريقى لتنظيم أمور عديدة .

 

وأشار الرئيس الكونغولى إلى أنه سيساهم فى تعزيز العلاقات بين القارة والصين بعد توليه رئاسة الاتحاد، خاصة أن الشركات الصينية تستثمر بشكل متزايد فى المنطقة، وبصورة كبيرة فى تطوير البنية التحتية، وهو ما يعنى أنه يضع ملف الاقتصاد على رأس قائمة اهتماماته.

 

ونظرا للعلاقات التاريخية الوثيقة والتعاون المشترك، حرص تشيسيكيدى على زيارة القاهرة منذ أيام، حيث أعرب عن تقدير بلاده للعلاقات المتميزة مع مصر، وأكد حرصه على تطوير تلك العلاقات فى مختلف المجالات، خاصة التعاون التجارى والاقتصادى، ليتناسب مع عمق وتميز العلاقات السياسية بين البلدين، كما أشاد بنشاط الشركات المصرية فى الكونغو الديمقراطية، بقطاعات التشييد والبناء والطاقة والبنية الأساسية.

 

كما أكد حرصه على الاستفادة من التجربة المصرية فى تعزيز العمل الأفريقى المشترك وقيادة دفة الاتحاد، خاصةً فى ضوء ما تشهده القارة بشكل عام، ومنطقتا حوض النيل والقرن الأفريقى على وجه الخصوص، من تحديات متلاحقة ومتزايدة.

 

حرصت  مصر على مدى السنوات السابقة على تعزيز العلاقات وترسيخ التعاون الاستراتيجى مع الكونغو الديمقراطية فى شتى المجالات، لإقامة شراكة مستدامة بين البلدين، حيث سعت فى بداية العام الماضى، لبحث آفاق التعاون فى مجالات التنمية والموارد المائية، من خلال عرض وفد مصرى برئاسة وزير الكهرباء، محمد شاكر، المشاركة فى أعمال سد إنجا، وتفعيل مشاريع الربط الكهربائى، ليمثل نافذة للانفتاح على فرص وآفاق اقتصادية واعدة، وتظهر ملامح التقارب وفرص التعاون فى العلاقات السياسية المستقرة بينهما، التى دفعت مصر لمساعدة الكونغو فى مسئوليتها، أثناء رئاستها للاتحاد الأفريقى، واتضح ذلك خلال لقاء سامح شكرى وزير الخارجية مع منسق لجنة العمل الكونغولية المختصة برئاسة الاتحاد فى ديسمبر الماضى، وناقش المسئولان سبل دعم الرئاسة الكونغولية للاتحاد فى جميع المجالات، وإمكانية تدريب الكوادر الكونغولية على مختلف القضايا ذات الصلة، مثل تنظيم الاحتفالات والمؤتمرات.