حكايات| يستخرجها «فضل» وشركاؤه.. كنوز نوبية مدفونة في «مخلفات النخيل»

يستخرجها «فضل» وشركاؤه.. كنوز نوبية مدفون في «مخلفات النخيل»
يستخرجها «فضل» وشركاؤه.. كنوز نوبية مدفون في «مخلفات النخيل»

بسماره وأصابعه الذهبية وابتسامته المعهودة، يضرب عم فضل المولى بيديه في جذوع النخيل فيستخرج منها مشغولات تلامس الذهب في قيمته.

 

تقف البيوت النوبية متراصة لتعكس خصوصية الثقافة والفن النوبي، ففي الرسوم الجدارية التي تزين واجهات المنازل داخلها وخارجها، وكذلك مشغولات الخرز وزخارف مشغولات السعف والخوص.

 

 

ففي الصعيد الجواني، وبالتحديد في بلاد الذهب «لا صوت يعلو فوق صوت العمل والابتكار»، شعار رفعه فضل المولى علي عبدالله (75 عاما) ابن قرية أدندان التابعة لمركز نصر النوبة بمحافظة أسوان، حاصل على دبلوم تلمذة صناعية نظام 3 سنوات.

 

التحق عم فضل وقتها بمصنع السكر بكوم أمبو كفني برادة بورش المصنع، عشق العمل في مولدات توليد القوى داخل المصنع، وشغف العمل في المرحلة الإعدادية حتى جاء «خاله» بساعة يد متوقفة في عام 1962لم يكن وقتها يوجد فني تصليح ساعات في النوبة القديمة حتى عقد فضل العزم على تفكيكها «حتة حتة» وأعاد تجميعها مرة أخرى.

 


 

اقرأ أيضًا| «الحصاد المُر».. صناعة السكر من الأرض حتى المصنع 

 

كانت ساعة الخال نقطة تحول في حياة عم فضل؛ حيث ترك العمل في مصنع السكر (معاش مبكر)، في عام 1984، وزاول مهنة "الساعات" حتى 2012.

 

ولا يزال الرجل «بيجرى ويعافر» في محاولة البحث عن الذات مع ظهور عصر الهاتف المحمول، إذ سارع عم فضل إلى الحفاظ على التراث الذي نشأ عليه، فهوى فن تشكيل الأعمال التراثية من جميع أنواع الخامات مثل الزجاج والبلاستيك ليقوم بإعادة تدويرها مرة أخرى لتصبح تحفة فنية تسر الناظرين.

 

ظل الراجل هكذا إلى أن استقر في أعماله التراثية على خامة «الكرناف» وهي قضبان النخل التي تبقى في الجذع بعد قطع القضبان وذلك لسهولة تشكيله وتطويعه لعمل نماذج تراثية.



 

وتحكي الحياة النوبية القديمة مثل: «المراكب الشراعية والساقية والنخلة وبراد الشاي والموقد والسيوف والخنجر، شارك مجتمعياً كثيرا بالمعارض التي تقام بالمدارس حتى ذاع صيته ومثل أسوان ومصر في العديد من المعارض المحلية والدولية وأبرزها محلياً كان معرض سيوة للتمور ومشاركات دولية أيضاً.