في ثلاثينات القرن الماضي كانت روسيا تحت حكم «البلاشفة»، ومن المعروف عن النظام البلشفي بأنه نظام ملحدا يضطهد كافة الأديان السماوية ، فكان يهدم المعابد والمساجد والكنائس في روسيا، حيث بدأت حملة التطهير الديني في روسيا أوائل القرن 18.
تبدأ القصة بهروب رجل مسيحي من اضطهاد «البلاشفة» له ، ليجد نفسة في غابة «التايغا» التى أصبحت مأوي له وبعيده عن ظلم «البلاشفة ».
وبرغم من أن العيش في غابة «التايغا» أمر صعب بسبب أنها منطقة منعزلة تغطيها الثلوج ، ولا يوجد فيها لا مأكل ولا مشرب ، ولكن استطاعت الأسرة ان تتكيف علي هذا الوضع لمدة 40 عاما ، وذلك قبل يكتشفهم الباحثين الجيولوجيين عام 1978 أثناء بحثهم عن مناجم للحديد الخام.
وأثناء رحلة بحثهم عن الحديد، قرروا أن يهبطوا بالمروحية في منطقة غابات «التايغا» ، حيث لفت نظرهم أخشاب الصنوبر المثبتة على ارتفاع 6 آلالف متر تقريبا ، ولأنه من المعروف أن هذه المنطقة نائية وغير مأهولة بالسكان أستغرب الباحثين وقرروا يستكشفوا المكان.
وأثناء البحث وجدوا كوخاً خشبياً وسط الغابة فاقتربوا منه ، ليخرج لهم رجل عجوز من داخل الكوخ ، وكان حافي القدمين ويرتدي قميص وبنطلون مصنوعين من لحاء الخشب.
فعرض عليهم العجوز بأن يدخلوا معه الكوخ الصغير الذي لا يوجد به أي إمكانيات ، وأثناء الحديث أكتشف الباحثون بأن العجوز الذي يسمي «كارب ليكوف» وعائلته لم يتعاملا مع إي إنسان منذ 40 عاماً تقريباً !
حكا «كارب ليكوف» للباحثين مأساته في العيش في الغابة ، حيث الطقس السيئ والموارد المعدومة ومأساته هو زوجته وأولاده الثلاثة أثناء فتره الجفاف التي عانت منها غابة «التايغا» ، حتى توفت زوجته عام 1981 ميلاديا ،بسبب الجوع والفقر الذي عانت منه الأسرة لفترات ، ويقال بأن زوجته توفت بسبب الفشل الكلوي.
ومع الوقت أصبح الباحثون أصدقاء مع عائلة «كارب ليكوف» ، حتى توفي «ليكوف» عام 1988 ميلاديا بسبب أصابته بمرض الالتهاب الرئوي .
اقترح الباحثون على أولاده أن يغادروا الغابة ليعيشوا مع باقي أفرد أسرتهم الذين نجوا من حكم «البلاشفة» المستبد ، ولكن أولاد «كارب ليكوف» لم يقتنعوا، وقرروا بناء منزل صغير بجانب كوخ أبيهم.
لم يتبقي من أولاد «كارب» سوا ابنته التي بلغت من العمر 70 عاما ومازالت تعيش في الغابة حتى ألان .
شاهد ايضا :-أمريكية عاشت في أسيوط.. من هي صاحبة أول ملجأ أيتام بمصر؟
