مبادرات ردع المتحرشين ..(العيار اللي ما يصيبش )

صورة موضوعية
صورة موضوعية

مبادرات  ردع المتحرشين ..(العيار اللي ما يصيبش )
حملات شبابية وأهلية وحكومية لمواجهة الظاهرة ..صوت الضحية بقي مسموع  
الباسوسى: خطوة جيدة وإيجابية للتوعية بخطورة هذا السلوك المشين
 الصبغ: تخلق لدي المتحرش شعور بأن هناك أعين تتربص به

 عزالدين: يجب ترشيد الاختلاط بين الشباب والفتيات سواء في المدارس أو الجامعات

تحقيق: حسام عبدالعظيم

أنتشرت فى الآونة الأخيرة العديد من الحملات  والمبادرات للحد من ظاهرة التحرش التى باتت آفة تهدد المجتمع وتسيئ للقيم والمبادئ التى تربى عليها المصريين قديماً، وتهدف هذه الحملات الى توعية الفتيات بكيفية التصرف والتصدى فى حالة تعرضهن «للتحرش»، وتمثل حملة «بلاش تعاكسها» لحماية الفتيات من المضايقات خاصة اثناء قيادة  الدراجات البخارية و"الاسكوتر" تزامناً مع الإنتشار الكبير لثقافة إستقلال الإسكوتر خاصة بين الفتيات هروبًا من الزحام وفي بعض الأوقات هروباً من المضايقات..احدث حملات الدفاع عن حق الفتيات في شارع بلا تحرش
 
 ومع توالي حملات الشباب و المجتمع المدني  وغيرها من مبادرات الدولة باتت قضية التحرش  من القضايا المجرمة عرفاً وقانوناً ..رغم كثرة مرتكبيها يتزايد كل يوم التفاعل الشعبي مع حق الفتيات في السير بأمان بالشارع ، فمسبقاً دشنت حملات (الشارع لينا)، (لا للتحرش)، كحملات  ميدانية دشنتها المؤسسة المصرية للتنمية الشاملة،كما انطلق  حركة تحت مسمي ( بصمة) لمواجهة التحرش في مؤسسات الدولة العامة والجامعات، ووزع المشاركون في الحملة بانرات وبوسترات ضد التحرش، وتم تدشين الحملة ضمن فعاليات مشروع مدن آمنة التابع لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، وبدأت الفاعليات الخاصة بالتوعية في منطقة منشية ناصر وفي جامعة الزقازيق.
 
ولم تكتفي مبادرات مناهضة التحرش عند هذا الحد بل انطلقت المبادرات الحكومية للحد من الظاهرة مثل (مباردة لا للتحرش) التي أطلقها وزير الرياضة وصندوق الأمم المتحدة بحضور ريتشارد ديكتس منسق صندوق الأمم المتحدة للسكان ، وقامت تلك المبادرة بتعليم الفتيات حماية أنفسهم باستخدام مهارات رياضية حتي تختفي الظاهرة في المجتمع.
 
كما اطلقت وزارة الشباب حملة اخري بعنوان  «شباب ضد التحرش»، حملة مصرية لحماية الفتيات من التحرش، أطلقتها بالشراكة مع الوكالة الألمانية للتعاون الدولي، عبر تنفيذ دورات تدريبية لتعليم الفتيات مهارات الدفاع عن أنفسهن، معلناً ان الحملة تواجه التحرش وكل أشكال العنف ضد المرأة.
 
بالإضافة لحملة «السكة أمان»، والتي تم إطلاقها بمقر وزارة النقل بالشراكة مع المجلس القومي للمراة، وبالتعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، بهدف دعم التعاون بين الطرفين لتوفير بيئة آمنة للمرأة، بعد إنشاء هيئة السكة الحديدية لجنة لمنع التحرش الجنسي في النقل بالسكك الحديدية.
قالت هناء سعيد أن معظم البلاغات التي تقدمها المراة ضد المتحرش، تكون نهايتها إما البراءة أو أن تظل في المحاكم لسنوات فتضطر المرأة إلي التنازل لتفادي (مرمطة )المحاكم، كما أن عقوبة المتهمين غير مغلظة، فتري الفتاة أن لا فائدة للذهاب للقسم لتحرير محضر، لذلك لابد من الإهتمام أولاً بالبلاغات المقدمة بالإضافة إلي حملات التحرش.
 
فيما أشار مصطفي علي إلي أن الحملات كان لها دور في إضفاء شعور الأمان والطمأنينة للمرأة المصرية وأنه ليس من العيب فيها إذا تعرضت لمثل هذه السلوكيات، وأنه يجب عليها أن ترفضها وتساعد المجتمع علي مناهضتها.

يقول احمد الباسوسي استشاري علم النفس، أن حملات لا للتحرش خطوة جيدة وإيجابية للتوعية بخطورة هذا السلوك المشين، حيث  تعتبر جرس إنذار بالأخص للفتيات لتشجيع الضحايا علي إتخاذ موقف، وخاصة أن هذا السلوك والتصرف يؤثر نفسياً علي الضحية ومن الممكن أن يحوله لشخص غير سوي ويصاب بمرض نفسي، لذلك لابد من التركيز علي أن الضحية ليست بمفردها وأن الأيدي الاجتماعية تمد لها يد العون للمساعدة في مكافحة هذه الإنتهاكات الأخلاقية.
 
وتابع قائلا: لابد من التركيز خلال الحملات علي إحصائيات بأرقام بلاغات قدمت ضد متحرشين وبالفعل تم معاقبة الجناة، كما لابد من التركيز علي جدية الإهتمام بتلك البلاغات، موضحاً المتحرش يعتقد أنه يملك كل القوة والسلطة لذلك يبادر بتلك السلوكيات لذلك لابد من أن تكون تلك الحملات عصاً لردع المتحرشين ومكافحة سلوكياتهم، وأيضا يجب توضيح الفهم الصحيح للدين بالاستعانة برجال دين للتاكيد علي تحريم سلوك التحرش.
وفي نفس السياق، يقول ماهر الصبغ استاذ علم النفس بالجامعة الامريكية حملات لا للتحرش تخلق لدي المتحرش شعور بأن هناك أعين تتربص به، كما أنها تخلق شعور لدي السيدات بصفة عامة وسيدات القري والأرياف أن المجتمع وراءهم وأنهم ليس وحدهن يواجهن هذا الطاعون الأخلاقي، وأنهم أقوي بالرفض والمواجهة وأنه من "الجدعنة" والتعبير عن الاحترام ان يرفضوا ويواجهوا تلك السلوكيات البذيئة، وأن يتأكدوا أن خط الدفاع الأول عن اخلاقيات المجتمع ومواجهتها أن تكشف السيدة ما تعرضت له من تحرش وتقدم بلاغ ضد المتهم
وعلي الجانب الآخر، تقول إنشاد عزالدين استاذة علم الاجتماع بجامعة المنوفية أنه لإيجاد جدوي لحملات لا للتحرش وجمع ثمارها لابد من تعديل بعض الأوضاع الحالية في المجتمع المصري كترشيد الاختلاط بين الشباب والفتيات  في المدارس والجامعات أو الاسانسير ومنع الحمامات العامة.

 

شاهد ايضا :-نائبة تطالب بتركيب كاميرات مراقبة في المواصلات لمقاومة التحرش