ترامب وبايدن وجهان لعملة واحدة (٢-3)

أحمد مبارك
أحمد مبارك

بقلم : أحمد مبارك

مفاجأة انتصار مصر فى حرب أكتوبر وقدرتها على مهاجمة إسرائيل وتهديدها كانت مفاجأة بكل الحسابات السياسية والعسكرية، وتهديدًا مباشرًا لاستراتيجية وأهداف الولايات المتحدة فى الشرق الأوسط وجعل الولايات المتحدة تعيد كل حساباتها من جديد ليبدأ فصل جديد من المؤامرة.. الفصل الثانى التموضع العسكرى المباشر داخل الشرق الأوسط .. هزيمة إسرائيل فى 73 كانت تعنى حاجتين:

− عدم قدرة إسرائيل العسكرية وحدها على مواجهة دول الشرق الأوسط.

− استخدام النفط كسلاح سياسى خلال الحرب يستدعى إجراءات جديدة لمنع تكرار ما حدث.

لذلك فى نهاية السبعينيات وتحديدا خلال حكم جيمى كارتر تم وضع ما يسمى "إستراتيجية التدخل الأمريكى فى المنطقة بالقوة المسلحة"، وعدم الاعتماد على إسرائيل وحدها، وظهر فى الفكر العسكرى الأمريكى ما يعرف بإنشاء "قوات الانتشار السريع∪ التى خصصت للعمل فى منطقة الشرق الأوسط وتم دخول هذه القوات للمرة الأولى فى عهد رونالد ريجن فى الثمانينيات لما دخلت القوات الأمريكية لأول مرة إلى مياه الخليج أثناء الحرب العراقية الإيرانية ومن ساعتها لم تخرج بل بدأت بعدها فى توسيع شبكة قواعدها العسكرية فى الشرق الأوسط، وتم عمل اتفاقيات دفاع مشترك مع عدد من دول الخليج.

والسؤال هنا: هل كانت الحرب الإيرانية العراقية صدفة وظفتها أمريكا للانتشار فى الشرق الأوسط أم مخططاً دفعت له لتجد مبررا للانتشار فى الشرق الأوسط؟! وهل كان الانتشار الأمريكى العسكرى فى الشرق الأوسط لحماية منابع النفط فقط أم لقيادة حروب على دول المنطقة ؟! الحقيقة التاريخية أن الولايات المتحدة منذ التسعينيات حتى 2011 دخلت بقواتها العسكرية 5 حروب كبيرة فى الشرق الأوسط لذلك أسمى هذه المرحلة الفصل الثالث من الخطة أو "مرحلة المواجهة المسلحة فى الشرق الأوسط∪.

فى 2008 عندما غيرت أمريكا ثوبها بتولى أوباما الذى تبرأ من سياسات بوش كان الشرق الأوسط ممهدا للمزيد من التجزئة 

ومع ذلك لم تتخل الولايات المتحدة يوما عن مشروعها للهيمنة ولكن أعطى أوباما هذا الدور الصفة الأخلاقية التى كانوا يحتاجونها بعد تشويه صورتهم نتيجة الجرائم التى تمت خلال حربى أفغانستان والعراق.. لذلك تخلى أوباما عن مصطلحات من نوع الحروب الاستباقية، والحرب على الإرهاب، لكنه تبنى فكرا أكثر رونقا من الخارج لكنه أكثر خطورة وهو دعم الشعوب للتغيير، والشرق الأوسط الكبير فدعمت الولايات المتحدة الثورات العربية وبذريعتها قامت بضرب الجيش السوري ودعمت الناتو لضرب ليبيا وإسقاط نظام القذافى وقامت بالضغط على مصر لوصول الإخوان إلى الحكم وكانت النتيجة هى المزيد من الانقسام والتدمير للمنطقة العربية.

حرب العراق الأولى وحرب أفغانستان وحرب العراق الثانية وضرب سوريا وليبيا لتنتهى مرحلة المواجهات العسكرية المباشرة ويبدأ فصل جديد من الخطة بمغادرة أوباما الحكم أسميه مجازا "الفصل الرابع فصل جنى الثمار وتقسيم المقسم".           ونكمل فى المقالة القادمة