بالصور|

«مدينة الأموات».. مقبرة للطيور والحيوانات بين أحضان الصعيد عمرها 2300 سنة

تونا الجبل الأثرية
تونا الجبل الأثرية

بمجرد أن تطأ قدماك منطقة تونا الجبل بملوي بمحافظة المنيا، وخاصة بمدخل السراديب، ترصد عيناك حجرة لتحنيط قرد البابون وطائر الأيبس، فطيور الأيبس كانت تُحنط عن طريق تصفية الجسد من السوائل وتغطيته بالراتنجات وملح النطرون وباقي مواد التحنيط الأخرى.

أما قرد البابون، فيتم نزع أحشائه وتجفيف الجسد، ثم يتم وضع المومياء في توابيت فخارية أو حجرية أو خشبية، ويتم الكتابة عليها بالخط الديموطيقي، ويتم وضع القردة والطيور في مشكوات على جانبي الممرات سالفة الذكر، وتغطى كل مشكاة بلوحة حجرية مدون عليها اسم الطائر او القرد، وفصيلة كل منهما، واسم المالك، وسبب الوفاة، حيث كانت عقوبة من يقتل طائر الأيبس هي الاعدام، فكان ذكر سبب الوفاة تأمين وتبرئة لمالك الطائر من ادانته بالقتل.


"بوابة أخبار اليوم" قامت بجولة داخل بوابات "مدينة الأموات" في منطقة تونا الجبل بمركز ملوي بمحافظة المنيا، لأنها تحتوي على مقبرة يتوزيرس، وبيوت للجنائز، وسراديب تحت الأرض، وتحيط بها الجبال من جميع النواحي، كأنها تعلن حماية ما تضمه من آثار ليظل ملكا للبشرية، والتاريخ .

 

اكتشاف مدينة الأموات
وسط الحجر يأتي البشر من كل فج عميق، يشاهدون آثار هذه المنطقة، ليعلنون أنهم على استعداد للوصول لأبعد مكان ليتفاخرون بالنظر لآثار مصر، وتاريخها، الذي حفظته آلاف السنين بين أحضان الصعيد .

"البركة" هو الاسم الذي عرفت به قرية تونا الجبل، فقديما عرفت باسم "تاونس " فى العصر الفرعوني ثم "تاحنت" أيام الرومان و معنى الأسمين هو البركة .

في عام 1932 تم اكتشاف المنطقة التي أسست في 300 إلى 350 سنة قبل الميلاد، حيث اكتشفها العالم المصري الدكتور سامي جبرة ويطلق علماء الآثار عليها "مدينة الأموات ".


السراديب

هي أكبر جبانة لدفن الحيوانات المقدسة، التي تمثل مجموعة ضخمة من الممرات المنقورة في الصخر، والتي كانت مخصصة لدفن طيور أبومنجل المقدسة، وكذلك القردة بعد تحنيطها، ومكونة من أربعة أجزاء A-B-«-D ، أقدمها يرجع إلى عصر الأسرة 26، اكتشفها العالم سامي جبرة، بدأ الحفر فيها منذ عام 1931 واستمر حتى 1952، بتمويل من جامعة القاهرة .


وقال مصدر مسؤل بكلية الآثار بجامعة المنيا، إن الصناديق يبلغ عددها أربعة سراديب، الأول مخصص لدفن طيور الأيبس، ويتكون من شارع رئيسي يتجه من الشمال إلى الجنوب، يتقاطع معه عند المنتصف شارع آخر يتجه من الشرق إلى الغرب، على جانبيه قاعات واسعة مخصصة لاستقبال أصحاب الطيور التي سوف يتم دفنها، في حين يتكون السرداب الثاني من عدة شوارع ممتدة، ويقف أمام المدخل معبد يتقدمه مذبح صغير من الحجر، ويستخدم المعبد في الطقوس الجنائزية الخاصة بطيور الأيبس وقرد البابون.

اقرأ أيضا| المنيا | جهود مكثفة لكسح تجمعات مياه الأمطار ورفع 850 طن من القمامة