بعد انتقاد النواب| ماذا تعرف عن أكاديمية روما المصرية للفنون ودورها؟

صورة توضيحية
صورة توضيحية

 

"الأكاديمية المصرية للفنون بروما".. التابعة لوزارة الثقافة المصرية، صرح ثقافي وتاريخي، كان منبرًا يشع بالتراث المصري في فضاء روما وصولاً إلى مصر، ولكن بعد تحقيق الأكاديمية العديد من الإنجازات، غاب وهجها وانطفأ نورها في وقت هو الأكثر أهمية لتحقيق مكاسب ثقافية واقتصادية، للتصدي إلى الأفكار المتطرفة.

 

شاهد أيضا : الأكاديمية المصرية للفنون بروما تبدأ أولى حلقات مبادرة «اتكلم عربي»

 

تاريخ الأكاديمية المصرية للفنون


نبتت فكرة إنشاء أكاديمية مصرية للفنون قبل ما يقرب من 92 عاماً، أي (عام 1929)، على يد الفنان المصري راغب عياد، الذي كان يدرس الفن آنذاك في إيطاليا، وشهد عملية ازدهار التمثيل الفني لكثير من دول العالم عبر “أكاديميات فنية” تكون بمثابة نوافذ تطل على أوروبا من خلال العاصمة الإيطالية روما، التي كان لها السبق في هذه الفكرة الريادية مع بداية القرن العشرين، فبادر عياد حينئذ، لمراسلة الحكومة المصرية وتوجيه طلب لخديو مصر بإنشاء أكاديمية مصرية للفنون بروما، بهدف إتاحة فرصة الاحتكاك بالتجربة الفنية الإيطالية العريقة، وإيجاد مكان لائق لإبداع الفنانين المصريين ورعاية مواهبهم.

 

وفي عام 1930 اعتبر قصر “كوللو أوبيو”، الذي يقع بالقرب من “الكولوسيوم”، بمثابة مقر مؤقت للأكاديمية، وعُين الفنان سحاب رفعت ألمظ مسئولاً عنها، وكان وقتئذٍ مبعوثاً لدراسة الفنون على نفقة الملك فؤاد الأول، ثم قامت السفارة الإيطالية في مصر بعرض قطعة أرض في وادى “جوليا” على أطراف حدائق بورجيزي، حيث توجد مبانى معظم الأكاديميات، وذلك لبناء الأكاديمية المصرية، مقابل مساحة أرض تمنح من الحكومة المصرية لإيطاليا لإقامة معهد لدراسة الحفريات في 1974، وعُين أول مدير رسمى للأكاديمية “الملكية” المصرية للفنون من قبل الحكومة المصرية، وهو الفنان الرائد محمد ناجي الذي كان يعتلي وقتئذ منصب مدير متحف الفن الحديث، لمتابعة تنفيذ الاتفاقية الثنائية بين البلدين.
وفي عام 2013، حصلت أكاديمية الفنون على مركز الصدارة بين الأكاديميات الأجنبية المنتشرة في أنحاء إيطاليا، والنجاح في إدراج مقر الأكاديمية على قائمة المزارات السياحية في إيطاليا، وتسجيل مبناها ضمن قوائم الطرز المعمارية المتميزة عام 2013 على خلفية مبادرة من بلدية روما، والحصول على تصنيف لمعرضها الدائم "توت عنخ أمون ... واللغز المفقود" ضمن المعارض الفنية الأكثر أهمية في روما وكذلك إدراج مكتبة الأكاديمية ضمن أفضل المكتبات التي تولي اهتمام خاص باستقبال الشباب و الأطفال و تقيم أنشطة ثقافية وتعريفية بالحضارة القديمة، فضلاً عن الإشراف على تنظيم فعاليات ذات رسائل دبلوماسية ثقافية فى المراحل الدقيقة التى مرت بها مصر خلال الأعوام الأخيرة من خلال برامج الأكاديمية المصرية للفنون بروما.

وفي عام 2016 شهد مقر الأكاديمية إقبال غير مسبوق لمجموعات كبيرة من الجماهير الإيطالية في إطار احتفالات بلدية روما بيوم "التميز المعماري، ومنذ ذلك الوقت غابت فعاليات أكاديمية روما بالتدريج، رغم أهمية دورها في تصحيح صورة الشعب المصري امام المجتمعات الغربية، ولم يستحدث عليها أي جديد سوى تغيير رؤسائها تباعًا.