بعد انتقاد «النواب».. «بوابة أخبار اليوم» ترصد حقيقة أزمة قصور الثقافة

صورة توضيحية
صورة توضيحية

الهيئة العامة لقصور الثقافة.. الجسر الوحيد الرابط بين الثقافة والجماهير، باعتبار أن لها منافذ للتواصل في كل المحافظات عن طريق قصور الثقافة، ولكن للأسف هذه الجسور شبه مقطوعة ولا تقوم بدورها الحقيقي من سنوات طويلة وعقود ممتدة، وأصبحت "الثقافة الجماهيرية" خارج نطاق الخدمة، ورغم حاجة البلاد لتفعيل دور الثقافة الجماهيرية إلا أنها تعاني من غياب الاستراتيجية الثقافية.

اقرأ أيضا.. جسور «الثقافة الجماهيرية» خارج نطاق الخدمة

ويتضح من البيانات الصادرة عن هيئة قصور الثقافة، تقديم الهيئة أنشطة سطحية، ولا يوجد ارتباط بينها وبين قضية التنمية، وبين النهوض بالوعي العام والتنمية البشرية، واكتشاف مواهب الشباب.

كما أن العديد من بيوت وقصور الثقافة تعاني من الإهمال والخراب، وهذا يتضح جليًا في بيت ثقافة القنطرة الذي تحول لخرابة، وتم نشر تقرير عنه في 17 أكتوبر بعنوان "رغم الجولات والافتتاحات.. بيت ثقافة القنطرة «خرابة»".

فبالرغم من أن دكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة قال في تصريحات خاصة لـ"بوابة أخبار اليوم"،عقب توليه رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة في نوفمبر 2017، إنه سيبدأ بثلاث ملفات وفي الأولوية ما نشرته "بوابة أخبار اليوم" حول الإهمال في بعض قصور الثقافة وعودة النشاط بشكل يليق بالثقافة الجماهيرية، مؤكدًا أن ذلك لن يتم حله في يوم وليلة ولكن بدأ العمل عليه بالفعل، ولم تمر يوم وليلة ولكن مرت ثلاث سنوات وبدأت الرابعة، ولم يتغير شئ.

ووعد عواض أنه سيعمل على تنفيذ ما دعا له محافظ جنوب سيناء لوصول القوافل الثقافية للوديان والمناطق الصعبة، مضيفا أنه يعمل على الوصول لكل المناطق الحدودية، ولكن جميعها وعود لم ينفذ منها إلا القليل وبشكل غير دقيق.

استطاعت "بوابة أخبار اليوم" رصد حالة الارتباك المستمة والتي تحدثنا عنها من سنوات في قصور الثقافة، والتي بدأت حينما اهتم رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، بافتتاح أماكن ثقافية جديدة، وزيارة أماكن أخرى بعلم القائمين عليها، وتجاهل متابعة الأماكن التي تم افتتاحها وتم تزويدها بموارد بشرية تأخذ من خزينة الدولة أموال طائلة كل شهر دون تقديم منتج ثقافي مؤثر في المجتمع المصري.

فرغم اهتمام الشباب بحضور الفعاليات الثقافية والتجاوب معها في كل المراكز الثقافية الخاصة والتي يضطروا لدفع مبالغ مالية لحضورها، إلا أن قصور الثقافة تغلق أبوابها المجانية في وجههم، وان فتحت فلا توفر لهم الإمكانيات اللازمة لدعم إبداعهم.

بيت ثقافة البوهي
فمنذ سنوات رصدنا بيت ثقافة البوهي الذي سيطرت عليه يد البلطجة، وفشلت وزارة الثقافة من استرداده فسلمته للمحافظة للخلاص من ضغط الصحافة، وقصر ثقافة بهتيم أغلقت أبوابه بالقمامة ، وقصر ثقافة الطور الذي ظل سنوات لت ترى قاعاته وجوه الرواد وتمت اعادة افتتاحه منذ شهور، وثقافة الإسكندرية التي تبحث عن الحياة.

 

قصر ثقافة روض الفرج
قصر ثقافة روض الفرج أو كما يعرفه أهالي شبرا «السوق القديم» هذ ا القصر الذي ترك ذكرى يعرفها أهالي المنطقة القدامى تتمثل في كون هذا المكان كان سوقا كبيرا يضم شادر سمك والعديد من تجارات الخضر والفاكهة ، ثم قامت الحكومة بإخلائه لاستغلاله كمكان ثقافى ومرشد للفنون والمعرفة لأهالي المنطقة ، إلا انه مع الوقت استطاع هذا القصر الذي تم إنشاؤه عام 1997أن يحدث تأثيره المطلوب وخاصة في الأجيال الجدد، وتألقت نشاطاته ، وأصبح يتردد عليه الكثيرون ، ثم بدأ في التدهور نظرا لقلة الإمكانيات وعدم اهتمام الجهات المعنية بالشكل الكافى لإنتعاش المكان.

أزمة سيدة القصر ...بثقافة أسيوط
ومن ناحية أخر يصدر رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة قرارات صادمة باختيار قيادات، أو التعرض لمديرة قصر ثقافة بالضرب والسب وذلك ما أثار جدلًا كبيرًا في الهيئة، وإلى الآن ما زال الخلاف قائما ولم تسترح مديرة قصر ثقافة أسيوط يوم من التحقيقات والبلاغات الكيدية لمخالفات تلقى عليها وهي حدثت قبل توليها إدارة البيت.

وفي آخر خمس سنوات أصدر مجلس الدولة مجموعة من القرارات والعقوبات ضد موظفين من هيئة قصور الثقافة، وأغلبها بسبب مخالفات مالية أو إهمال، وذلك وفق ما أعلنه مجلس الدولة في بيان له ونشرته "بوابة أخبار اليوم" تحت عنوان " أضاعوا أموال الدولة.. معاقبة 4 موظفين في «ثقافة كفر الشرفا»".

وكان كل ما سبق جزءا من مشكلات قصور الثقافة، رغم إرسال القائمين على الهيئة عشرات البيانات الصحفية كل يوم لمتابعة الأنشطة التي يندر حضور جمهور بها، فأصبحت أنشطة الهيئة تغرد في فضاء يبعد عن توجهات الشباب.