الثوب الواحاتي.. أزياء عالمية تحفظ التراث وتواكب موضة العصر

الثوب الواحاتي
الثوب الواحاتي

◄ تحاك من 3 أنواع للأقمشة عالية الجودة
◄ سنوسي: نحتفظ بالأقمشة القديمة لنأخذ منها الألوان والتطريز

أديل المطربة العالمية الأشهر أطلت في إحدى حفلاتها الصاخبة بثوب سيوي فضفاض مزركش بالألوان الواحاتية الأصيلة، ما لقت النظر لهذا الذوق الصحراوي الواحاتي الأصيل، وجعل كثيرون يتسائلون لماذا لا تلقى هذه الأزياء الاهتمام اللازم .. 

عندما تأتي سيرة الملابس القديمة والتراثية لأبناء الواحات يتذكر الكثير ممن يتابعون الازياء، كيف كانت الحياه قديمًا وما هي الأزياء التي كانت الفتيات في الواحات تتزين بها .. وكيف أصبحت الملابس الواحاتية تراثا يمنح القيمة لكثير من الأزياء الحديثة حاليا بعد ادخال الكثير من اعمال التطوير والتحديث تماشيا مع موضة الازياء التي مازالت تتلون بالوان الماضي وتأخذ منه الكثير لتربط بين خصائص الزي الواحاتي القديم ومنتجات أخرى جديده دخلت إلي عالم الموضة واستمدت ألوانها وتطريزاتها من الثوب الواحاتي.

عايدة التهامي هي إحدى فتيات الوادي الجديد الملقبة بسفيرة الواحات، فهي عاشقة للتراث الواحاتي الأصيل والتي ترعرعت بين احضان الدروب الواحاتية القديمة ومنها «منطقة عين الدار» التي كانت حتي فترة السبعينيات هي المنطقة الأم التي تعمر بها المساكن والأهالي نظرًا لتدفق عين المياه المعروفة باسم عين الدار.

اقرأ أيضا|إعدام أغذية فاسدة وتفتيش 194 منشأة غذائية في الوادي الجديد

تقول عايدة: «أعمل في صناعة الثوب الواحاتي منذ أكثر من عشر سنوات والصناعة تطورت كثيرًا، ونحن كفتيات نعلم كيف تدار تللك المهنة نتيجة المشاركات الكثيفة، في المعارض التي تنظمها الدولة المصرية من خلال معارض وزارات التضامن أو التجارة والصناعة أو محافظة الوادي الجديد والتي كان آخرها إقامة معرض بنادي الزمالك في شهر فبراير 2021».

وأضافت أن تلك المعارض تكون بمثابة متنفس حقيقي لبيع الأزياء الواحاتية، وكافة المشغولات اليدوية من السجاد والكليم والخزف واللوحات المرسومة بالرمال الطبيعية بعد توقف عملات التسويق نتيجة توقف السياحة بسبب فيرس كورونا المستجد، وتوقف الرحلات سواء الداخلية او لللأفواج السياحية الخارجية.

صناعة الثوب الواحاتي

وتكمل عايدة التهامي بأن الخبرات جعلتنا نقوم باختيار أفضل أنواع الأقمشة التي يصنع منها العباءات أو «التونك – البلوزة –الفست – الجالية – الجيبة»، وهي أنواع تنحصر في قماش اسمه «الشبح – الداكرون – الكريب الأسود» وهي أنواع تجود لصناعة الزي الواحاتي.. وهناك أقمشة أخرى تصلح للأزياء للعباءات يرتديها الفتيات في محافظات أخرى من أسوان وحتى سوهاج وهي أقمشة «التل» فكل محافظة لها أزياؤها التي يفضلنها الفتيات والسيدات.

التطريز والالوان والخيوط

تقول «عايدة» بأن الثوب الواحاتي أصبح الآن يتماشى والموضة العالمية وأن الكثير من سيدات المجتمع المصري يطلبون عباءات بمواصفات معينة نقوم بتفصيلها وتطريزها بالألوان حسب طلب العميل.


وأوضحت «عايدة» بأن اعمال التطريز تعتمد علي لونين أساسيين هما الأحمر والأزرق، ويتم ذللك من خلال استخدام خيوط عالية الجودة تسمي خيوط «الكتونبارليه» مع إضافة أنواع من العملات القديمة التي يتم شرائها بالجرام من محلات خان الخليلي بالقاهرة، حيث يتم رص العملات بطرق مختلفة سواء على منطقة الصدر أو الخصر أو نهايات العباءات وعلى الأذرع.

 

الأسعار

وأضافت «عايدة» بأن عمليات التصنيع للثوب الواحاتي تتم حاليًا في كثير من الجمعيات الأهلية بمدن الخارجة وبلاط والداخلة مشيرة إلى أن سعر العباية يكون حسب كمية التطريز والشغل الذي يطلبه العميل من قصات معينه وتصميمات مبتكرة وحديثة مؤكدة بأن الأسعار تبدأ من 350 جنيهًا إلى 1200 جنيهًا.

جمعية البشندي

يقول الحاج عبد السلام سنوسي رئيس مجلس إدارة إحدى الجمعيات، بقرية البشندي بمدينة «بلاط» بأن الجمعية كانت ولازالت رائدة في تنفيذ الثوب الواحاتي ومازلنا نحتفظ بالأزياء القديمة لنؤخذ منها طريقة التطريز والألوان وكيف يتم تثبيت العملات القديمة، وأن الكثير من سيدات المجتمع يطلبن الزي الواحاتي، مشيرًا إلى أن توقف السياحة أدى إلى ركود عمليات البيع والشراء خاصة على تلك الأنواع من الأزياء التي يقدرها فقط فئات محددة لها أزواقها الرفيعة، متمنيًا سرعة عودة السياحة التي توقفت معها أشياء كثيرة أهمها قلة تسويق المنتجات التراثية ويأتي في مقدمتها الثوب الواحاتي.