تعتبر ليالي شهر فبراير وقت رائع لرؤية «نجم الشعري» الذي يمكن رصده بسهوله بالعين المجردة فهو ألمع نجم في قبة السماء ومعظم الراصدين في النصف الشمالي للكرة الأرضية يشاهدون «الشعري» بالأفق الجنوبي الشرقي بداية الليل أو الجنوبي الغربي فجرًا في ليالي الشتاء وحتى منتصف الربيع.
ووفقًا لجمعية الفلكية بجدة، على الرغم من لون الشعرى الأزرق الأبيض فهذا النجم يسمى نجم قوس قزح، لأنه غالبًا ما يومض بعدة ألوان، وأن سطوع «نجم الشعري» وتغيرات لونه تدفع الناس في بعض الأحيان إلى الاعتقاد انهم يشاهدون جسم طائر مجهول الهوية، ببساطة هذه التغيرات اللونية تحدث عندما يعبر ضوء نجم ساطع مثل الشعرى من خلال طبقة كثيفة من الغلاف الجوي للأرض، وتؤثر الكثافة ودرجة حرارة هواء الأرض المتفاوتة على ضوء النجوم المرئي خاصة عندما يكون النجم منخفضًا في السماء.
اقرأ أيضا| اكتشاف أسباب الانهيارات الأرضية على سطح المريخ
ويحدث هذا الأمر مع النجوم أخرى أيضًا، ولكنه أكثر وضوحًا مع الشعرى لأنه نجم ساطع جدًا، وكما يرصد من جميع أنحاء العالم، فإن «نجم الشعري» يشرق في منتصف المساء في ديسمبر وبحلول منتصف أبريل، فانه يغرب في الجنوب الغربي منتصف المساء.
ومن السهل العثور على «نجم الشعري» ولكن يمكن لأي شخص يعرف مجموعة نجوم الجبار أو الجوزاء «أورايون» أن يقوم ببساطة برسم خط من خلال حزام الجبار للعثور على «نجم الشعري».
«الشعري» معروف بإسم «نجم الكلب»، لأنه هو النجم الرئيسي في مجموعة نجوم «كانيس ماجور»، أو الكلب الأكبر.
وخلال فصل الصيف، سيكون «نجم الشعري» وراء الشمس كما يشاهد من الأرض في نصف الكرة الشمالي وفي أواخر الصيف، يظهر في الأفق الشرقي قبل شروق الشمس بالقرب من الشمس في سماء الأرض.
واللمعان الظاهري لنجم الشعرى هو «- 1.44»، وهو بذلك - أكثر إشراقًا - من أي نجم آخر، علما بأن هناك النجوم أكثر سطوعًا من الشعرى من حيث الطاقة الفعلية والضوء الناتج، لكنها أبعد، وبالتالي تظهر باهتة بالنسبة لنا.
عادة، الأجسام الوحيدة التي تتفوق على الشعرى في سماء الأرض هي «الشمس والقمر والزهرة والمشتري والمريخ وعطارد»، وفي بعض الأحيان يفوق الشعري لمعان عطارد أيضًا.. وبعد أخذ الشمس بعين الاعتبار، فإن ثاني ألمع نجم في سماء الأرض بعد الشعري هو نجم سهيل.
ويبعد نجم الشعرى مسافة في 8.6 سنة ضوئية وهو بذلك واحد من أقرب النجوم لنا بعد الشمس، ويصنف الشعرى كنجم من نوع «A» وهذا يعني أنه أكثر سخونة من الشمس، ودرجة حرارة سطحه حوالي 9,667 درجة مئوية مقارنة بالشمس 5,505 درجة مئوية، وهو نجم تسلسل رئيسي، بمعنى أنه ينتج معظم طاقته بتحويل الهيدروجين إلى الهيليوم من خلال الاندماج النووي.
ويوجد لدى «الشعري» مرافق صغير، وهو نجم خافت يسمى بشكل مناسب «الجرو» هذا الإسم يدل على العنفوان، ولكن في الواقع رفيق الشعري هو نجم ميت يسمى قزم أبيض بحجم الأرض وهو خافت جدًا وهناك حاجة لاستخدام التلسكوب لرؤيته.
