تحويل حديقة الحيوان لغابة أسمنتية وإهمال «الهابى لاند» وعروس النيل

الكتل الأسمنتية تغتال حدائق عروس الدلتا
الكتل الأسمنتية تغتال حدائق عروس الدلتا

كانت جزيرة للورد.. سميت بهذا الاسم لوجود أكبر حدائق للورود فى مصر بها.

المنصورة.. التى كانت نموذجا للمدينة العصرية بحدائقها ومتنزهاتها الفريدة مما جعلها قبلة الباحثين عن الراحة والهدوء حيث كان يفد إليها الكثير من أبناء المحافظات المجاورة للاستمتاع بنقائها ولوحات الزهور البديعة بها وهى تعانق النيل المدينة بدأت تئن مؤخرا من اغتيال الرئات الخضراء بها فقد تم إهمال حديقة الهابى لاند وتدمير حديقة الحيوان تحت زعم تطويرها بإحاطتها بغابة أسمنتية كما تم إهمال عروس النيل ومؤخرا ومنذ أيام تتعرض أهم حدائق المحافظة لمحاولة اغتيال ببناء 50 محلا تجاريا بها.

الدكتورة فرحة الشناوى نائب رئيس جامعة المنصورة الأسبق وعضو مجلس النواب تؤكد أن الحدائق العامة والمتنزهات من أساسيات تخطيط المدن التى تحرص جميع الدول على إنشائها لتكون مرافق عامة.

وقد تضاعفت أهميتها فى الآونة الأخيرة مع انتشار كورونا والحاجة الملحة للبيئة الصحية الخالية من التلوث وهذا لن يتحقق إلا بنسب عالية من المساحات الخضراء.

فمن المعروف أن الهواء فى المدن المكتظة يكون مشبعا بأكاسيد الكربون وأكاسيد الكبريت وغيرها من الملوثات الصادرة من دخان السيارات والمصانع وغيرها وهنا يأتى دور الحدائق والمساحات الخضراء فى التخفيف من هذا التلوث بسبب قيام النبات بامتصاص هذه الغابات وإطلاق الأكسجين من خلال عملية التمثيل الضوئى.

وتشير إلى أن ما يحدث فى المنصورة من انتشار الغابات الأسمنتية وتآكل المساحات الخضراء بها فى ظل ارتفاع نسبة التلوث نتيجة الكثافة السكانية أمر لا يمكن الصمت عليه لذا بات الحفاظ على ما تبقى من المساحات الخضراء ومحاولة التوسع فيها قدر الإمكان ضرورة حتمية وقد تقدمت بالفعل بطلب إحاطة لوزيرة البيئة حول هذا التدمير لحدائق المدينة.

المهندس محمد عبد العظيم مؤسس مجموعة تطوير الدقهلية يؤكد على أن حديقة الحيوان تعرضت لتخريب منظم تحت زعم تطويرها رغم أنها كانت حديقة الحيوان الوحيدة بالمنطقة حيث تم إقامة 45 محل بمساحات تصلح لمولات وبنوك ومطاعم دون مراعاة لمضاعفة مشاكل المنطقة المرورية والاختناق الذى تسببت فيه حتى قبل تشغيل تلك المحال.

ويحذر من خطورة تنفيذ مشروع إقامة 50 محلا بحديقة شجرة الدر على نيل المنصورة حيث أنها المتنفس الوحيد المتبقى بالمدينة ويكفى أن مساحتها تقلصت من 34 فدانا إلى 16 فدانا فقط..والمشاكل التى سيتسبب فيها المشروع لا يمكن علاجها فى المستقبل وإذا كان المبرر من وراء إنشاء تلك المحال زيادة المواد فإن علاج ما ستخلفه من مشاكل سيحتاج لأضعاف المبالغ التى سيحققها.

الدكتور عبد الغنى الإمام أستاذ الهندسة بالجامعة الأميركية وأحد مؤسسى مجموعة تطوير الدقهلية أكد أن مشروع إقامة محال تجارية على المسطحات الخضراء يعد استمرارا لمسلسل فتاوى غير المتخصصين فى مخالفة كل أسس ومبادئ التخطيط العمرانى السليم وبالتالى سيتم القضاء على آخر متنفس بالمدينة.

وطالب أعضاء مجلسى النواب والشيوخ بالمنصورة وطلخا وأساتذة ومسئولى التخطيط العمرانى ومسئولى المحافظة بمناقشة واقع المدينة وضواحيها فى ندوة يتم تنظيمها بالجامعة أو بقصر الثقافة يحضرها أهالى المنصورة المهتمون والمتخصصون ويشرحون لهم كيفية أخذ اعتبارات سعة الطرق والشوارع وانسياب المرور وتوفير الرعاية الصحية والتعليمية والخدمات الحكومية بالمعايير العلمية بدلا من استمرار التدهور والقبح فيما كان يطلق عليها عروس الدلتا.

المهندس الاستشارى مجدى دياب يبدى استغرابه من تجاهل آراء أبناء المدينة فى ظل غياب المخطط الاستراتيجى والتفصيلى للمدينة.. وطالب بحظر عمل تعديلات جوهرية بالمدينة المكدسة دون حوار هادف وبناء حول أى تعديل جوهرى مع الحفاظ على المسطحات الخضراء وحظر المساس بها.