رحلة في محمية وادي الريان (2) | بحيرة مسحورة في قلب الصحراء.. صور

منطقة االبحيرة المسحورة
منطقة االبحيرة المسحورة

طبغرافية الأرض المميزة بأشكالها المتنوعة من الرمال الناعمة المتحركة والثابتة التي تأخذ اللون الذهبي، والصخور المتنوعة والنتوءات وقروش الملك المتناثرة في كل مكان والتي تشبه العملات المعدنية.. إنها الطبيعة الخلابة تتجلى في أبهى صورها في وادي الريان.

رحلة قد تستغرق منك 4 ساعات من القاهرة إلى الفيوم ولكنك ترى فيها متعة تتمنى ألا تنتهي حينما تشاهد سحر الطبيعة وجمالها في كل جانب من جوانبها، فقط تتذكر أنك في منطقة عالمية تقع على أرض الفيوم المصرية.


 
حين تفكر في أن تذهب في رحلة بعيدًا عن ضوضاء المدينة، وبعيدًا عن زحام المناطق السياحية المعروفة، فلن يخطر في بالك أن المتعة بعينها تجدها على أرض محمية وادى الريان فكما يلقبها أهل الفيوم جنة الله على الأرض، تلك البقعة الساحرة التي تجذبك إليها وترى فيها عبق التاريخ يناديك فهنا غرود صموئيل وهنا البحيرة المسحورة وهناك جبل المدورة ومنطقة الشلالات والعيون الكبريتية والحيوانات النادرة والتزحلق على الرمال، بالإضافة إلى الهواء النقي بعيدًا عن أي مصادر تلوث، كل هذا لن تراه إلا هناك على أرص المحمية؛ رحلة مشوقة قام بها محرر بوابة الأخبار ليكشف لنا عن كنز من كنوز الطبيعة وما آلت إليه بعدما عبثت بها أيادي البشر في الحاضر.

 

لقراءة الحقلة الأولى:


جبل المدورة

فور أن تنتقل إلى موقع آخر فى المحمية فأن أول ما يقابلك بعد الشلالات وعلى مساحة 6 كيلو مترات شمال المحمية يقع جبل المدورة بتكويه العجيب، فحينما تريد أن تذهب أنت وأسرتك إلى رحلة، فمن فضلك لا تتجاهل الصعود إلى "جبل المدورة" حتى ترى ما لا يمكن أن تراه في أى مكان فى العالم إلا فى هذه المنطقة، فإن من أجمل ما يستقبلك ويمكنك أن تشاهده ويجذب نظرك بل يخطفه "جبل المدورة" والذي يتسم بتكوينات صخرية جميلة وعلى شكل دائرى ويمكنك أن تصعد إلى قمته لتشاهد مناظر طبيعية خلابة تخطف الأنفاس تتسم بها الفيوم من بينها مشاهدة البحيرة السفلى من أعلى سطح الجبل عبارة عن هضبة عالية على شكل دائرة يقابلها بالطرف الآخر ثلاثة هضاب قريبة الشبه بالأهرامات وينساب الماء بينها على شكل لسان من البحيرة ويجد أسفل الجبل شاطئ بطول نحو 500 متر ويمتاز بأنه مظلل بظل الجبل وهو من المناظر الطبيعية البديعة للغاية فى البحيرة، وهذه المنطقة تقع بالقرب من البحيرة السفلي وهي في غاية الجمال ويوجد بها جبل بين النهدين ويصلح لتصوير أجمل أفلام السينما العالمية ولكنه غير مستغل حتى الآن.

 

قروش الملك

حينما تشاهد الرمال والكثبان الرملية فأنت قد تتوقف لبرهة بعدما يخطفك بصرك للنظر إلى الأرض لتشاهد كنز من العملات المعدنية المبعثرة على الرمال ويأخذك الشغف للحصول على هذه العملات وفجأة تكتشف أنها قطع صخرية تشبه العملات القديمة أطلق عليها العرب وسكان المنطقة قروش الملك للشبه الكبير بينها وبين العملات وهى تنتشر بكثرة فى منطقة الشلالات وجبل المدورة.

 

غرود صموئيل

"غرود صموئيل" موقع فريد من نوعه لا يوجد مثله فى صحراء مصر كلها يقع فى الجانب الأيمن لمحمية وادى الريان بعد جبل المدورة، وتسير له مسافة 15 كيلو متر للوصول إليه بعد منطقة الشلالات، ويعتبر الملاذ الوحيد لعشاق السفارى والرالى فى مصر، وتتميز الغرود بتشكيلاتها الفريدة وهى عبارة عن تلال من الكسبان الرملية، والغرود من الرمل الخالص ولا تحتوى على أى طفلة أو طين ولذلك فإن الرمال ناعمة تمامًا مما يفرض تحديًا أكبر لقائدى سيارات الدفع الرباعى والرالى .

البحيرة المسحورة

تقع البحيرة المسحورة فى قلب الصحراء، عقب تخطيك جبل المدورة وغرود صموئيل، والبحيرة تحيطها الرمال الذهبية الناعمة من كل اتجاه، وتعتبر من أجمل المناطق الصحراوية فى مصر، ويمكن أن يتم ممارسة العديد من الأنشطة هناك مثل التزحلق على الرمال والسباحة وركوب سيارات الدفع الرباعى وتسلق الجبال والتحليق بالمظلة "البراشوت"، وسبق وأن أقيمت فيها البطولة الدولية للتزحلق على الرمال، وهى تتوسط محمية وادى الريان وتصل إليها المياه من تحت حبيبات الرمال، وشكلها يخطف الأنظار ولكنها غير مستغلة تمامًا مثل باقى الأماكن الساحرة المهملة فى المحمية.

 

العيون الكبريتية

وهى أخر ما قد تشاهده فى محمية وادى الريان وتسمى منطقة عيون الريان "قلب محمية وادى الريان" تقع جنوب البحيرة السفلي وتبلغ مساحتها 150 كيلو متر مربع، وتوصف منطقة عيون الريان بأنها منطقة ذات بيئة صحراوية متكاملة، وسميت بهذا الاسم لوجود بعض العيون الطبيعية الكبريتية بها، ولكنها دخلت فى نطاق تعديات رهبان الدير المنحوت الذين استولوا على كل العيون الكبريتية بالمحمية والبالغ عددها 4 عيون ولا يستطيع أحد أن يراها سواهم فى الوقت الراهن.

 

انتهت الرحلة

الرحلة التى قد تستغرق من ميدان الرماية بالقاهرة للوصول إلى محمية وادى الريان 4 ساعات كاملة إلا أنها مشوقة بداية من الوصول إلى بحيرة قارون وحتى المحمية نفسها تدفعك الرغبة لمعاودة الرحلة مرة أخرى لمشاهدة جمال الطبيعة وسحرها الخلاب ولكن ما يحزنك فى نهاية الرحلة وأثناء العودة بعض المشاكل التى لو تم التغلب عليها تبقى المحمية فى المراكز الأولى من حيث سحر الطبيعة ومن بين هذه المشاكل أن المحمية تفتقر لوجود لوحات إرشادية فى الطرق والمدقات تتناسب مع الطبيعة، ولا يوجد بها كمين شرطة ثابت ولا نقطة إسعاف ثابتة أو إنقاذ ثابتة.

 

كما لا يوجد حمامات تصلح للاستخدام الآدمى، بالإضافة إلى وجود 3 كافيتريات مغلقة منذ عام 2011 وعدم تطهير البحيرة والتعديات على أراضيها أدى إلى انخفاض منسوب المياه بشكل كبير ومن المرجح أن لم يتم التصدى لهذه التعديات ستنضب المياة فى الشلالات وتفتقد المحمية أهم ميزة بها، كما لاحظنا عدم استغلال المناطق الطبيعية بالشكل الأمثل كجبل المدورة والبحيرة المسحورة وعدم الاهتمام بالطريق الذى أخفته الرمال فى العديد من أجزائه والذى لا يوجد عليه لمبة واحدة مضيئة، ومن الممكن أن يتسبب فى الحوادث، وكل هذه الأمور تعتبر بسيطة وغير مكلفة وتحتاج إلى أن ينظر إليها المسئولين حتى يعود السحر للمحمية كما كانت فى السابق، وفى المجمل المحمية جنة الله على الأرض كما يلقبها أهالى الفيوم، ولكن عندما عبثت بها يد البشر أصابها الإهمال.