تقرير خاص| التمثيل النسبي الكامل.. هل هو الأفضل للانتخابات التشريعية الفلسطينية؟

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يتنفس الفلسطينيون هذه الأيام نسمات الديمقراطية، وهم يعزفون لحن إقامة الانتخابات، بعد فترةٍ من الغياب، وسنواتٍ من الانقسام يُرجى أن تضع الانتخابات بشقيها الرئاسي والتشريعي حدًا له

وتُجري فلسطين، في وقتٍ لاحقٍ هذا العام، انتخابات المجلس التشريعي، المزمع إقامتها في 22 مايو، وهي أول انتخابات تعرفها فلسطين منذ عام 2006، حينما تم إجراء الانتخابات التشريعية أيضًا.

وهناك استقرار في فلسطين على إجراء انتخابات المجلس التشريعي وفق نظام التمثيل النسبي الكامل، دون أن يتم إتاحة الفرصة للنظام الفردي في عملية الانتخاب.

ويبقى السؤال مطروحًا حول مدى أفضلية هذا النظام عن غيره من الأنظمة المختلفة، والتي من بينها النظام الفردي، في المشهد الانتخابي الفلسطيني المقبل.

نسبة قليلة للحسم

وفي غضون ذلك، يعتبر حنا ناصر، رئيس اللجنة المركزية للانتخابات الفلسطينية، نظام التمثيل النسبي مناسبًا للانتخابات المقبلة.

ويقول حنا ناصر، في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، "نسبة الحسم في الانتخابات 1.5%، فحتى الفصائل الصغيرة يُمكن أن تمثل في المجلس التشريعي، ولكن يجب أن تصل لهذه النسبة على الأقل.. ونحن لدينا 133 مقعدًا للانتخاب في المجلس التشريعي".

ويردف قائلًا: "نسبة 1.5% هي رقم متواضع ونحن نتوقع أنه حتى الأحزاب الصغيرة ستحصل على مقاعد في المجلس التشريعي، لكن بالطبع الغلبة ستكون للفصائل الكبيرة".

ونسبة الحسم في الانتخابات الفلسطينية، إن كانت 1.5% خلال الانتخابات المقبلة، فهي أقل من نسبة الحسم المعتمدة في الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، على سبيل المثال، والتي تبلغ فيها نسبة الحسم 7%.

تمثيل أغلبية الأحزاب

وبدوره، يرى محمد مقداد، الأمين العام لحركة الائتلاف الوطني الفلسطيني، والذي من المقرر أن تُنافس حركته في الانتخابات المقبلة، أن نظام التمثيل النسبي الكامل بالنسبة للشعب الفلسطيني بعد ما مر من ظروف سياسية سيئة ونزاع سياسي بين أكبر حزبين سياسيين على سدة الحكم هو الأفضل في ظل الأوضاع الحالية بفلسطين، ولاسيما أنه سيحسم التمثيل الحكومي في البرلمان الفلسطيني بناء على نسبة الأصوات التي ستحصل عليها كل قائمة انتخابية، والتي ستتمثل بحزب واحد أو مجموعة أحزاب متحدة بقائمة واحدة أو مجموعات شبابية.

ويضيف مقداد، في تصريحاتٍ لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن نظام التمثيل النسبي أو القائمة النسبية ينشأ على تقديم كل حزب سياسي لقائمة من المرشحين في كل واحدة من الدوائر الانتخابية متعددة التمثيل، ويقوم الناخبون بالاقتراع لصالح الأحزاب، حيث يفوز كل حزب سياسي بحصة من مقاعد الدائرة الانتخابية تتناسب مع حصته من أصوات الناخبين.

ويتابع زعيم الائتلاف الوطني الفلسطيني أن هذا النظام يُمكن أغلبية الأحزاب السياسية من الحصول على مقاعد في البرلمان الفلسطيني على مستوى الوطن، وليس على مستوى المحافظات.

ويشير مقداد إلى أن الترشح سيُجرى في إطار قوائم انتخابية مغلقة على مستوى الوطن، كما سيتم توزيع المقاعد على القوائم الانتخابية بطريقة نسبية وفق طريقة "سانت لوجي"، بحيث تحصل كل قائمة على عدد من المقاعد تتناسب وعدد الأصوات التي حصلت عليها على مستوى الوطن.

ويكمل قائلًا: "تنظيم الانتخابات لأول مرة بعد خفض نسبة الحسم إلى 1.5% يتيح للأحزاب الصغيرة والقوائم المستقلة فرصة منافسة أكبر، ويسهل على المجموعات الأقل حظًا، التي تضم المستقلين والائتلافات الصغيرة، الحصول على مقاعد"، لافتًا إلى أن الظلم يقع عند رفع نسبة الحسم، حيث كلما ازدادت أصبح من الأصعب الحصول على تمثيل في البرلمان الفلسطيني.

منع تكرار أزمة الانتخابات السابقة

ومن جهته، يثني المحلل السياسي الفلسطيني عبد المهدي مطاوع على إجراء الانتخابات بنظام التمثيل النسبي، واصفًا إياه بـ"النظام الأنسب في الانتخابات المقبلة"، مشيرًا إلى أنه يتماشى مع النظام المختلط الرئاسي البرلماني خصوصًا إتاحته لكل الأطراف أن تحصل على تمثيل في إطار القوائم مما يعطي إمكانية لتشكيل حكومة مختلطة، ويتجاوز الإشكاليات التي مر بها الفلسطينيون سابقًا.

ويقول مطاوع لـ"بوابة أخبار اليوم"، إن "نظام التمثيل النسبي الكامل يمنع تكرار أزمة الانتخابات السابقة، ويثري العمل البرلماني، ويسهل تشكيل المجلس الوطني في الأماكن، التي سيصعب معها إجراء انتخابات للمجلس الوطني".

ويتابع قائلًا: "هذه الطريقة بالتأكيد ستكون مدخلًا مهمًا لإنهاء الانقسام عبر الشراكة في العمل والشراكة في البرلمان".

ويشير المحلل السياسي الفلسطيني إلى أن هذا النظام سيسمح بأن تكون القدس ممثلة حتى لو حاول الاحتلال الإسرائيلي منع إجراء الانتخابات بها، كما أنه يعطي الوزن الحقيقي لكل قائمة ببرامجها والتي ستكون متوافقة مع الاتفاقيات الموقعة

ويؤكد مطاوع بالقول أن "هذه الطريقة (التمثيل النسبي) ستكون مدخلًا مهمًا لإنهاء الانقسام عبر الشراكة في العمل والشراكة في البرلمان".

اقرأ أيضًا: حوار| رئيس لجنة انتخابات فلسطين: الاقتراع «بالداخل فقط».. وهذا وضع القدس