ملفات وقضايا.. المعادلة الصعبة «الممكنة»

د. مدحت رشدى
د. مدحت رشدى

فى إحصائية تقريبية بسيطة لكنها مهمة للغاية، فإن عدد النشء والشباب فى مصر الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 إلى 37 عاما يبلغ حوالى ما بين 55 إلى 61 مليون نسمة ما يعد بمثابة قوة بشرية كبيرة جدا.

وهذه القوة بإمكانها أن تنهض بقارة بأكملها وليس بدولة واحدة فقط، ولذلك فإن القوى العالمية والدول الكبرى وخاصة البلدان الاستعمارية تنبهت منذ فترة زمنية طويلة ورصدت هذا العدد الكبير لهذه القوة المهمة.

وهنا بدأت هذه القوى الاستعمارية والبلدان الشريرة التى لا تحب الخير لمصر ومنذ سنوات طويلة في التخطيط للسيطرة على عقول شبابنا وأيضا النشء من خلال الفضائيات والإذاعات الموجهة فى أوقات سابقة، ثم من خلال شبكة المعلومات العنكبوتية وأيضا وسائل التواصل الاجتماعى وخاصة الفيس بوك وتويتر.

وخططت هذه القوى الشريرة من خلال كل هذه الوسائل السابق ذكرها لدس السم فى العسل لتسميم الأفكار كمرحلة أساسية لإفساد العقول حتى تبدأ المرحلة المستهدفة بعد ذلك والمتمثلة في أن يخرب أصحاب هذه العقول التي تم تسميمها أوطانهم عن طريق انحرافهم أو من خلال تطرفهم.

ولكن تصديا لكل هذه المؤامرات التخريبية كان هناك دور مهم ورائع للغاية ويستحق الإشادة من الدولة لمواجهة هذه المخططات وذلك عقب ما حدث فى يناير من عام 2011 من خلال خطط مكثفة للمواجهة.

ومن الجميل أيضا التكاتف الذى حدث ولأول مرة فى هذا الإطار من صحفنا ووسائل إعلامنا القومية والحكومية، والمستقلة والخاصة وذلك مع أجهزتنا المختلفة للقيام بدور وطنى غير مسبوق فى مراحل صعبة لم تمر بها البلاد من قبل فكانت النتيجة نجاحا كبيرا.

وفى هذا الإطار أيضا واستكمالا للدور الوطنى السابق، وجب أيضا على كل من الدولة والمجتمع من جانب ، والشباب والنشء من جانب آخر القيام بدورين مهمين للغاية حتى يتم استكمال افساد هذه المخططات.

فأصبح واجبا علينا كمسئولين فى كل موقع ان نحتضن شبابنا ونشأنا وندعم فيهم الروح الوطنية وامدادهم بالتوعية اللازمة حتى يتحول الأمر من مخططات فكر الهدم والتخريب إلى الوعى والبناء لدى هذه القوة الجبارة لدينا.

وفى المقابل وجب على شبابنا ونشئنا أن يعوا تماما أبعاد هذه المخططات حتى يتحصنوا بأنفسهم ضدها.

وحتى يحقق الطرفان هذه المعادلة المهمة فإنه يجب على الدولة والمجتمع الوصول اكثر والعمل بقوة مع هذه القوة الجبارة فى كل من المدارس والجامعات، والأندية ومراكز الشباب، وأيضا على مستوى كل منطقة وموقع فى المجتمع بأكمله.