اعتذري يا ابنتي!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

كتب:  صفية مصطفى أمين


سألتنى حفيدتى "فريدة" 13 سنة: ماذا تفعلين لو اكتشفتِ بعد نشر مقالك الأسبوعي، أنكِ كتبتِ معلومة غير دقيقة ؟  أجبتها بسرعة وبدون تفكير: أعتذر الأسبوع التالي للقراء عن الخطأ غير المقصود وأنشر التصحيح. لا أخجل من الخطأ وأحاول تداركه، لأن القارئ إذا شك في مصداقية الكاتب، لا يحترمه، وبالتالي لا يضيع وقته فى قراءة ما يكتب.. فالقارئ ذكي يستطيع أن يفهم الكاتب من خلال كتاباته!


يا ابنتى، عندما كنت في مثل عمرك، كنت أتردد في الاعتذار عن الخطأ، رغم إصرار والدتي. كان كبريائي يمنعني.. وكنت أتصور أن اعتذاري، يمكن أن يقلل من قدري أو يمس كرامتي. لكن مع الوقت رأيت كبارا يعتذرون عن خطأهم بمنتهى الثقة، ووجدت أن الناس تزداد تقديرا واحتراما لهم . 


عرفت أن الاعتذار من شيم الكبار مقاما. فهم لا يبررون أخطاءهم، بل يسارعون فى الاعتذار عنها بلا تردد أو إنكار! لأنهم يؤمنون أنه ليس عيبا أن يخطئ الإنسان، لكن العيب كل العيب فى الاستمرار فى الخطأ أو تكراره!


الاعتذار سلوك راق متحضر، لا علاقه له بالذل أو المهانة..  فحتى الدول تعتذر عن الخطأ. نجد اليابان مثلا، اعتذرت للدول التي احتلتها في جنوب شرق آسيا، وفرنسا أيضا اعتذرت عن إحتلال الجزائر،كما تقدمت الولايات المتحدة باعتذار رسمي لقارة أفريقيا عن ممارستها لعدة قرون!
الاعتذار فضيلة.. وليس خطيئة!