«أصعب لحظة أمر بها عندنا تكون حالة مريضة تعبانة جدا، ونشتغل عليها لإسعافها وإن لم يحدث توفيق في إنقاذها وفقدت حياتها فتكون لحظات صعبة للفريق الطبي».. كلمات وصفت بها منال محمدي رئيس التمريض بمستشفى العجوزة للعزل أصعب المواقف التي مرت بها خلال فترة عملها في العزل قبل عام.
وتفسر منال ذلك: المرضى لا يستقبلون زائرين في العزل ونحن نكون بالنسبة لهم أهلهم وأسرهم كأننا أولادهم وبالتالي تنشأ علاقة بين الممرضة والمريض والطبيب لأنهم من يرون بعضهم باستمرار لدرجة أن الفريق الطبى يمكن أن يتأثر نفسيا حال فقد المريض، ويوجد أطباء وتمريض ينهارون في هذه اللحظات، بعد أن يعمل الفريق الطبى كله على الحالة لإنقاذها لكن رحمة الله سابقة.
تعمل منال فى المستشفى منذ 20 عامًا وترى أن وباء كورونا أكبر أزمة واجهتها منذ عملها فى المستشفى، لكنها واجهت أزمات اخرى أقل حدة مثل الثورات، لكن ازمة الوباء أول مرة تتعرض لها، وصعوبتها أنها أول مرة تتعامل مع وباء بهذ الحجم، في البداية كان فيه زعر بالنسبة للفريق الطبي، فى كيفية التعامل مع شئ مبهم وهو الفيروس، لكن تم تدريبنا من قبل وزارة الصحة وفريق مكافحة العدوى على التعامل مع الفيروس، وبعدها بدأنا التعود على ذلك.
يغلب على عمل منال الدور الإشرافى، فتقول إن فريق التمريض يستقبل المريض فور وصوله للمستشفى ويتم توصيله إلى حجرته، وتسلمه للممرضة المسؤولة وتقسم الفريق الى تمريض خارج القسم مسؤول عن الملف الطبي للمريض ويستدعي الطبيب ويبدأ يصرف العلاج، وتمريض داخل القسم يتعامل مع المريض نفسه، فيقوم بقياس العلامات الحيوية للمريض، من حرارة ونبض وتنفس ونسبة الاكسجين، وحال انخفاضها يجهز بلاكور أكسجين لحين حضور الطبيب لإنقاذ الحالة.
وتضيف أن شدة الحالات في الموجة الثانية أقوى من الموجة الأولى، لكن نسب الشفاء عالية جدا، لكن الموجة الأولى كانت أعراض الحالات قليلة، لكن الموجة الثانية تأتى حالات بأعراض شديدة خاصة في الجهاز التنفسى.
«أقضي 14 يوما في العزل، يكون الأمر صعبا على أسرتي حالتهم النفسية بتكون سيئة بسبب غيابى عنهم لهذه الفترات، لكن أنا بالنسبة لهم فى مهمة وطنية، ووصلنا أن فيه تمريض بعد أن كان فى بداية الوباء يخاف من التعامل مع حالات كورونا حاليا هم أنفسهم من يطلبوا الذهاب لمستشفيات العزل، كنوع من التضامن معنا هم احسوا انهم مقصرين» بحسب قولها.
وتؤكد أنه رغم طول مدة العمل فى العزل لما يقرب من عام، لم ييأسوا أو يملوا من عملهم ولم ولن يتخاذلون عن عملهم، حتى لو فقدوا حياتهم، مضيفة: تعرضت للاصابة بالفيروس من عملى فى العزل واتعالجت فى المستشفى 15 يومًا وكان هناك دعم لى من الفريق الطبى، وفى نفس الوقت كانت فرصة لى أن اعيش تجربة الإصابة واشعر بالمرض، ومن اصيبوا أصبحوا أقوى نفسيا من الذين لم يصابوا.
وتوضح ذلك: تعاملهم مع المرضى أصبح أفضل، يحسون المرضى ومعاناتهم التى يكونون فيها أثناء إصابتهم بالفيروس، لأن المشكلة ليست في المرض فقط بل فى الحالة النفسية التى يكون فيها المريض، فالمريض معزول والناس دائما ما تخاف منه فهذا احساس صعب جدًا، فلابد من الاهتمام بالحالة النفسية.
وتضيف: لدي طفلين، فى المرحلتين الإعدادية والجامعية وأتواصل معهما بالهاتف، وعند الذهاب إلى المنزل اعزل نفسى عنهم، وبانتظار نتيجة المسحة التى سحبت منى قبل مغادرة المستشفى، وفور ظهورها نبدأ نتعامل معهم، وعند إصابة أحد من التمريض يتم حجزه فى المستشفى.