سمير زاهر.. أشهر قيادات الجبلاية

سمير زاهر
سمير زاهر

شوقى حامد

مشــوارى فى بـــلاط صاحبـــــة الجـــــلالـــة زاخر بالمواقف حاشد بالأحـــــــداث ملــــــيء بالعلاقات مع الكثير من الشخصيات.. لأنه طـــال لأكــثر مــن أربع حقـب زمنيــة.. فقــد اســـــتحق التســــــجيل واســـــتوجب التدوين.. وعــلى صفحــــات «آخر ساعة» أروى بعضا مـــن مشاهده.

علاقتي بالكابتن سمير زاهر.. أشهر رؤساء اتحاد الكرة السابقين ـ ولدت وطيدة وبدأت عميقة وجاءت طويلة وجميلة.. التقينا في أوائل حقبة الستينيات من القرن الماضي عندما ولجت أقدامي مصنع الأبطال بانضمامي إلي الكلية الحربية بدفعة المستجدين وكان هو عريفا للجماعة التي تضمني.. تعلمت على يديه كل مايمت لمبادئ العسكرية بصلة.. كنا نعشقه كطلبة لأنه كان ودودوا خيِّرا خفيف الظل واسع الصدر وكان يعاملنا كأخوة أصاغر.. ومع نهاية كل أسبوع وقبل أن يهنأ بإجازته يسألنا جميعا عن رغباتنا واحتياجاتنا ويقوم بشرائها من ميدان سانت فاتيما القريب من الكلية ثم يعود لتوزيعها علينا ونحن نلتف حوله كرب لعائلته.. ورغم أننا خدمنا سويا في السلك العسكري لثلاث حقب متصلة غير أننا لم نلتق كثيرا خلال تلك الفترة لأنه كان يخدم بسلاح الإشارة وكنت أخدم بسلاح المشاة وكانت مدرجات مقصورة استاد القاهرة هي التي تجمعنا حيث كنا نحرص على متابعة المباريات من الملعب ولم يكن هو قد اشتغل بالإدارة الرياضية ولم أكن قد امتهنت الصحافة بعد.. وعندما تفرغ الكابتن سمير للعمل الرياضي بعد أن أنهي حياته العسكرية وهو برتبة عقيد، كان من الطبيعي أن نلتف من جديد حوله ونقترب سريعا منه فهو الرجل الذي لايمكنك إلا أن تحبه حتي مع اختلافك أحيانا معه.. كانت له خلفية رياضية طويلة كلاعب في الجزيرة ثم انتقل إلى دمياط موطنه الأصلي ثم إلي الأهلي ورغم أنه من الموهوبين أصحاب المهارة والكفاءة غير أن الظروف التي مرت بها مصر في حرب ٦٧ حكمت علي رموز هذا الجيل بالاعتزال مبكرا.. مرت على الكابتن سمير زاهر فترات خصبة مثمرة وهو رئيس للجبلاية من خلال انتصارات المنتخبات المختلفة في المحافل  التنافسية الأفريقية والعربية وشهدت قيادته أيضا عثرات وكبوات عديدة.. وأشهد أنه كان دائما يتحلي بالقدرة علي مجابهة المواقف بذكاء ودهاء وقدرة وصبر.. في إحدي المرات وأثناء مشاركة المنتخب في مواجهة مع المنتخب السعودي في البطولة القارية وخسر أحفاد الفراعنة بخماسية تلقى الكابتن سمير برقية من د. كمال الجنزوري رئيس الوزراء تطالبه بالاستقالة هو ورفاقه.. ولم يتردد أو يتباطأ بل عاد من فوره إلى منزله وليستعد من جديد لجولة تنافسية أخرى وكان دائما ماتمكنه شعبيته وعلاقاته المتعددة من النجاح في أية انتخابات يخوضها.. وفي رحلتي معه إلي تونس برفقة المنتخب تصارحنا حول رأيي في الجهاز الفني الذي كان يضم كلا من الكابتن فاروق جعفر والكابتن محمود الخطيب.. وبعد أن واجه المنتخب الخسارة هناك بهدف نظيف لم يعد الكابتن سمير إلي القاهرة علي الطائرة التي أقلتنا من هناك بل ذهب من فوره إلى سلطنة عمان حيث كان يعمل الكابتن محمود الجوهري وقام بتكليفه بخلافة الثنائي جعفر والخطيب وليعيد الكابتن الجوهري بناء منتخب قوي ظل ينافس علي البطولات لفترة ليست بالقصيرة.. وكما أحببت الكابتن سمير كلاعب وزميل وصديق.. كما اختلفت كثيرا معه كقيادي وإداري.. ففي رحلة المنتخب إلي زامبيا وكان هو رئيسا للبعثة والكابتن حسن شحاتة مديرا فنيا فوجئت بأن فندق الإقامة غير مسموح له باستقبال أحد من أعضاء البعثة الإعلامية التي كنت أترأسها بوصفي الأكبر سنا وذلك بناء على رغبة الكابتن حسن.. وبعد حوار طويل وعنيف بيننا أوشكت فيه علي اتخاذ قرار العودة دون أن أكمل الرحلة تدخل بنفسه لحجز أماكن مريحة وقريبة من فندق المنتخب كترضية للجميع.. وقد علمتني التجربة المعتمة أن أتأكد في المرات التالية من التواجد بنفسي في الفندق مهما كان هذا علي غير رغبة أحد.. ولذلك ففي رحلة المنتخب إلي الإمارات بنفس الجهاز الفني أصدر الكابتن سمير زاهر تعليماته بالحجز لنا كبعثة إعلامية في أفضل فنادق إمارة دبي بل وفرض علي الجهاز الفني الذي كان يضم شحاتة وغريب وصدقي بعقد جلسة صباحية يومية مع الإعلاميين لمدهم بالمعلومات التي يحتاجون إليها.. أكثر الخلافات تأثيرا بيننا كانت بعد أن هاجمت مجلس الإدارة الذي كان يرأسه.. وأقنعه الكابتن شوبير نائب الرئيس باللجوء إلي النيابة وتقديم بلاغ.. وقبل أن يصل الأمر إلي المحكمة تدخل النائب العام المستشار عبدالمجيد محمود وأجبر قيادات الجبلاية بسحب البلاغ والاعتذار لشخصي وزارني الكابتن سمير فى جريدة الأخبار وأبدى أسفه لأنه سمح للخلاف بيننا أن يصل لتلك الدرجة ورحبنا جميعا بزيارته.. ابتعد الكابتن سمير زاهر عن الجبلاية ـ منطقة نفوذه ـ بسبب اعتلال صحته غير أنه ظل قريبا من نفوس كل الرياضيين بفضل بصماته العميقة وجهوده الوفيرة ومآثره العديدة، فضلا عن أخلاقياته السمحة التي تفرض علي كل من يتعامل معه أن يعجب به ويحترمه ولاتزال ذكراه محفورة بالأذهان مسطورة في الوجدان كأشهر رئيس لاتحاد الكرة في الفترة الأخيرة.