جرافيتى وشخصيات عامة على الحوائط

ملحمة تلوين جدران المحروسة

               جرافتي
جرافتي

لحظات تتجلى فيها مواهب مصرية خالصة تجعل من كل سيئ بديعا، تتسابق المواهب الفنية الشابة منذ أكثر من خمسة أعوام لإبراز جمال مصر سواء بالتطوير أو بالإحلال أو إضافة لمسات فنية جمالية تسر الناظرين لها.

ظاهرة العمل التطوعى الجماعى والفردى باتت ملحوظة فى كثير من شوارع القاهرة، فنجد الجدران ملونة تارة، ويزينها شخصيات عامة تارة أخرى، وتكسوها رسومات الجرافيتى، كل على حسب موهبته التى يطوعها من أجل تحسين الذوق والمظهر العام.

أكشاك الكهرباء

مبادرات عديدة قام بها شباب مصريون من أجل إعلاء قيمة الفن المصرى، وتغيير الصورة التى رسخت فى أذهان البعض عن التلوث والإهمال، ولعل تجربة الفنان المصرى، رزق السيد، من أبناء دمياط كانت خير دليل، حيث قرر تزيين مدينة رأس البر ومدينة دمياط الجديدة من خلال الرسم على أكشاك الكهرباء. 

"مناظر طبيعية وحيوانات وألوان مبهجة" تلك هى أبرز الرسومات التى نفذها رزق على أكشاك الكهرباء متطوعًا تحت إشراف المحافظة، مؤكدًا أنه يستثمر وقت فراغه لإسعاد أهل مدينته من خلال رسم صورة جميلة تبهر المقيمين والزائرين. 

فنون جميلة

طلاب كلية الفنون الجميلة بجامعة القاهرة، كانت لهم مبادرات عديدة لتزيين أماكن مختلفة، حيث تمت الاستعانة بهم بالتعاون مع  جهاز مدينة الشيخ زايد لإعادة الحس الجمالى بالمدينة، وتجميل غرف الكهرباء، والتليفونات الموجودة بالشوارع بالرسومات، والأشكال الفنية الجمالية، وإزالة التشوهات والكتابات والألفاظ البذيئة.  

وقال عصام عرفة، أحد المتطوعين للعمل الخدمى بمدينة الشيخ زايد، إن جهاز المدينة يقوم بتجربة رائعة لإعادة الحس الجمالى لشوارع الشيخ زايد، بالتعاون مع طلاب الفنون الجميلة لرسم غرف الكهرباء والتليفونات بالشوارع وتزيينها، لافتًا إلى أن التجربة غير مُكلفة مقارنة بالنتيجة التى تم تحقيقها.

مشروع السعادة

"مشروع السعادة" مبادرة أطلقها عدد من طلاب الجامعة الأمريكية لتطوير الأماكن الشعبية بالقاهرة والجيزة، ويتم ذلك من خلال تلوين الجدران، وواجهات العمارات السكنية، والمحلات التجارية، وتوحيد لون البنايات.

سلمى الكاشف أحد مؤسسى المشروع، تحدثت لـ"آخر ساعة" مُشيرة إلى أن المشروع بدأ بـ 5 متطوعين فى 2013، ووصل العدد الآن لـ20 متطوعا، وجاءت الفكرة رغبة منهم فى صنع مجتمع شامل يقدر القيم والموروثات الثقافية، ويسير على نهج  التوعية الثقافية فى التنمية الحضرية، التى تعود بالنفع على المجتمع كله، لافتة إلى أن الأفراد بإمكانهم بالعمل والمثابرة تغيير مجتمعات بأكملها وتلك التجربة خير دليل.

جزيرة قرصاية

جزيرة "قرصاية" بالجيزة، المطلة على نهر النيل، والتى عانت الإهمال لسنوات عديدة، قرر مشروع السعادة اقتحامها عن طريق إنشاء مركز فى الجزيرة لتوفير مصدر دخل دائم لسكان المنطقة بالاتفاق مع شركائهم فى العمل التطوعى "Verynile" و"Inertia Egypt" و"Sipes Egypt"، وتم العمل بالاتفاق معهم من أجل تأسيس نقطة لتجمع المشروعات التنموية والخدمية لنصل فى النهاية لإعادة إحياء التراث.

تابعت سلمى: "فى جزيرة قرصاية بدأنا نغير المكان من خلال تصميم مستوحى من الـ5 أعمدة الأساسية فى المكان وهى النيل والأرض والنمو والتطوير والرعاية، من خلال الألوان والأشكال التى نستخدمها، وهدفنا هو أن يكون مفهوم التصميم بمثابة مظهر من مظاهر قيمنا ورسالتنا عن طريق استخدام أشكال أساسية وألوان متصلة ببعضها".  

بلد الجمال

ومن جزيرة قرصاية نحلق لنصل إلى بلد الجمال والسحر ∀أسوان∀، مها جميل، ابنة أسوان، كان لها نصيب من اسمها فى رسم الجمال والبهجة على جدران المدينة الساحرة، فرسمت العديد من اللوحات على الجدران والأوراق سواء لوحات عن المناظر الطبيعية أو المشاهير مثل الفنان أحمد مكى، وهنا الزاهد، وياسمين عبدالعزيز، وسارة خليفة، ونشوى الروينى، وبسمة بوسيل، وروجينا، وغيرهم.

وقالت مها: "الرسم فى أسوان يشعرنى بالبهجة، وما أقوم به ما هو إلا تعبير عن مشاعر الناس بالألوان، وبدأت تنفيذ الفكرة فى شوارع أسوان بلدى، مع فريق من الشباب وكان ذلك بدعم من مجلس المدينة والمحافظة عن طريق توفير السكن ووسيلة الانتقال". 

العالمية ودخول موسوعة جينيس برسم أكبر لوحة على جبل هو الأمل الذى تسعى مها لتحقيقه، وتعمل حاليًا على تحقيق هذا الحلم من خلال دراسة كل ما يخص فن الجرافيتى على مستوى العالم.

جرافيتى مصر

ومـــــن أســـــوان إلى العاصمــــــة الإداريــــة الجديدة، ذلك الصرح العظيم الذى يتحدث عنه العالم، حيث استطاع الفنان المصرى، إسلام وائل، الذى تخرج فى كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، أن يضيف لمسات فنية لها من خلال الرسم على جدرانها.. رسومات "الجرافيتى" نفذها إسلام بتنوع فى محافظات الإسكندرية والقاهرة وكفر الشيخ، فعشقه لهذا الفن يجعله يستمر فى العمل على جدار لمدة تتجاوز الشهر فى بعض الأحيان، ورغم عمله فى مجالات عديدة مثل رسم الكاريكاتير والتصيمات والرسوم المتحركة، إلا أن الرسم على الجدران له سحر خاص بالنسبة له. 

ويقول إسلام: "يعتقد كثيرون أن فكرة الرسم على الجدران فكرة مستحدثة أو تم اقتباسها من الغرب وهذا غير صحيح ، فهى مصرية فرعونية خالصة وكان الفراعنة أول من قاموا بهذا الفن من خلال رسم كل ما يخص حياتهم من أحداث وعادات وقيم وموروثات وانتصارات وهزائم على  الجدران، ويعد الرسم هو المرجعية الفنية الأولى التى تتحدث عن حضارة البلاد". 

تابع: "حلم حياتى أن أحصل على موافقة لتنفيذ مشروع ضخم لتجميل المناطق الشعبية والكبارى الجديدة والمدن الجديدة بشكل فنى قوى يجمع بين الحضارة المصرية القديمة والتقدم الذى نشهده حالًيا على أرض مصر، وسيحمل المشروع عنوان "جرافيتى مصر".