٦٩ عامَا لعيد الشرطة.. الدراما تتفوق على السينما فى تجسيد شخصية الضابط

صورة موضوعية
صورة موضوعية

محمود قاسم: «كلبش» و«عوالم خفية» قدمت تجسيداً واقعياً
خالد زكى: تقديم شخصيات الشرطة بشكل مثالى تقديراً لدورهم فى حفظ الأمن 
ماجدة موريس: نجحت الدراما فى تقديم صور متنوعة لرجل الشرطة
خيرية البشلاوى: مسلسل «عد تنازلى» غرد خارج السرب وقدم نموذجين مختلفين للشرطى
المؤلف باهر دويدار: أركز فى تفاصيل الشخصية


سحر الجمل

تمر اليوم الاثنين الذكرى الـ 69 لعيد الشرطة، هذا اليوم هو تخليدًا لذكرى موقعة الإسماعيلية عام 1952 التى راح ضحيتها 50 شهيداً و80 جريحًا من رجال الشرطة على يد الاحتلال الإنجليزى فى 25 يناير عام 1952 بعد أن رفض رجال الشرطة تسليم سلاحهم وإخلاء مبنى المحافظة للاحتلال الإنجليزى، ونحن نحتفى بهذا اليوم نؤكد على أن الفنون بأنواعها المختلفة الدراما والسينما والمسرح والأغانى، استطاعت أن تجسد حياة ومعاناة وتضحيات رجال الشرطة فى أعمال ارتبط بها الجمهور درامياً وسينمائياً والدليل على هذا ما شاهدناه عقب ثورة يناير التى نحتفى أيضاً بالذكرى العاشرة لها من اهتمام بالغ من قبل الدراما بتجسيد شخصية ضابط الشرطة فى العديد من المسلسلات، فهل استطاعت الدراما أن تقدم صورة حقيقية عن الضباط، تقول الناقدة خيرية البشلاوى بالفعل استطاعت الدراما وخاصة عقب ثورة يناير أن تقدم مسلسلات فيها ضابط الشرطة بأنماط مختلفة فمثلاً نجد مسلسل «عد تنازلى».


غرد خارج السرب قليلاً بتقديمه لنموذجين من رجال الشرطة، الأول يجسده طارق لطفي وهو ضابط شرطة عانى الكثير من الأزمات ما اضطره للحصول على إجازة مطولة ليكتشف مدى الضغوط التي يعانيها رجال الشرطة في عملهم مما يؤثر على حياتهم الخاصة.

وفي المقابل، يجسد محمد فراج دور ضابط شرطة يدعى “بهاء” يتعامل بمنتهى القسوة والعنف مع المتهمين في القضايا التي يتولى التحقيق فيها.

أما الفنان خالد زكي الذى جسد دور وزير الداخلية في مسلسل “صاحب السعادة”، يقول إنه قدم صورة الوزير بصبغة “ملائكية”، مؤكداً أن “هذه الصورة لا يوجد بها أي مبالغة، لأننا في مصر حتما لدينا مسؤولون بهذه الدرجة من النزاهة، كما أن الرجل ظهر منذ الحلقات الأولى بشخصيته الصارمة جداً، فلماذا نستبعد عليه أن يعاقب كل من يخالف القانون حتى لو كانت زوجته؟”.

وأرجع زكي تقديم شخصيات ضباط الشرطة بهذا الشكل المثالي في معظم المسلسلات إلى أن هذا “تعبير عن المحبة والتقدير التي يكنها الفنانون والشعب للشرطة بسبب دورها في حفظ الأمن والاستقرار بمصر”.

من ناحية أخرى أكدت الناقدة ماجدة موريس أن هناك العديد من المسلسلات التى قدمت صوراً متنوعة لرجل الشرطهة منها مسلسل “تفاحة آدم”، فتركز أحداثه كثيراً على ما يعانيه رجال الشرطة من صعاب للقيام بوظيفتهم في حفظ أمن المجتمع من خلال شخصية ضابط شرطة، يُقتل ابنه أثناء قيامه بالدفاع عن قسم الشرطة الذى يعمل به، ويتخلل العمل تلميحات بأن الجماعات الإرهابية نجحت في اختراق الوزارة ما سهل مهمة تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف الشرطة ورجالها.

وفي مسلسل “فيفا أطاطا”، جسد سامي العدل شخصية مأمور سجن يجمع ما بين الصرامة والحنان والمودة؛ فابنته تعاني من مرض نفسي يجعلها منفصلة عن الواقع، ولكنها تشفى من هذه العقدة على يد “أطاطا” إحدى السجينات؛ فيقوم مأمور السجن بتهريب السجينة بسبب تعلق ابنته الشديد بها، وفي سبيل ذلك يقنع كل من في السجن أنه سيودعها سجناً انفرادياً للتأديب.

أما مسلسل “دلع بنات”، فيجسد من خلاله طارق صبري دور ضابط المباحث “علاء” وهو شخصية حالمة تهوى الرسم ويركز العمل على الجانب الإنساني من حياته.

ويرصد الناقد محمود قاسم عدداً من المسلسلات التى قدمت صورة رجل الشرطة التى حققت جماهيرية كبيرة خلال عرضها، ومنها: مسلسل «كلبش» حيث واصل أمير كرارة تجسيد دور الضابط «سليم الأنصاري» ومسلسل «عوالم خفية» جسد فتحي عبدالوهاب دور ضابط الأمن الوطني ومسلسل «رحيم» جسد إيهاب فهمي دور الضابط الذي يطارد رحيم ومسلسل «نسر الصعيد» جسد محمد رمضان دور الضابط «زين» ومسلسل «مليكة»، حيث جسد أحمد العوضي دور ضابط الشرطة ومسلسل «أمر واقع» كريم فهمي دور الضابط ومعه زميله الفنان أحمد وفيق وغيرها من المسلسلات التي لعب فيها الضابط دوراً رئيسياً.

وأشار إلى أن الفن الهادف يجب أن يقدم الواقع، وأن الدراما تركز دائماً وبشكل كبير على صورة رجل الشرطة القوي، ذي النفوذ الذي يحارب الفساد ويقبض على المجرمين ويحارب العنف، ولكن عندما حدث تغيير في المجتمع، تغيرت صورته في الدراما، فأغلب المسلسلات المعروضة في السنوات الماضية مأخوذة من صحف الحوادث فمثلاً «كلبش» و«الحصان الأسود» ساندا الضابط وقدمت صوراً مختلفة لحياته ويقول الناقد نادر عدلي، إن الدراما سلطت الضوء على دور الضابط بشكل إنساني، لكنها هاجمته في الكثير من الأحيان أيضاً، مثلما يتم تسليط الضوء على الأطباء والمحامين، سواء من خلال إظهار نواحي الفساد في حياتهم، أم إظهار الأمور الإيجابية فيهم، وسنجد الوضع نفسه مع شخصية الضابط.

ويقول باهر دويدار، مؤلف مسلسل «كلبش»: «أنا شخصياً لم أكن متعمداً أن أكون مع ضابط الشرطة أو ضده، لكني أركز على تفاصيل شخصية بعينها، ولست مسؤولاً عن وجهة النظر التي يكوّنها الجمهور تجاه الشخصية، قد يكون لي رأي خاص في (سليم الأنصاري)، مخالفاً للآخرين، فلا أقصد الدفاع عن الداخلية أو مهاجمتها، ولكن وظيفتي الوحيدة تكمن في تقديم نماذج لرجال الداخلية تتنوع ما بين السيئ والجيد، وأرصد كل الجوانب، وأعطي فرصة لكل الأطراف أن تعبر عن وجهة نظرها وليس وجهة نظري فقط. وتناول شخصية الضابط يعد أمراً مقلقاً، فعندما أعمل على شخصية ضابط أجد صعوبة في ذلك الموضوع، لأن هناك حساسية شديدة تجاه الأمر، خصوصاً أن هناك فئة من الشعب تريد أن تتحدث عنه بشكل إيجابي وأخرى العكس، مما يضع أي شخص يتعرض لمنطقة الضابط في حالة حرج أن ياسر جلال الذي قام بدور ضابط الحراسات في مسلسل «ظل الرئيس» يقول «المسلسل هو عمل أكشن اجتماعي تشويقي بعيد عن السياسة، يتناول جانباً من حياة حارس الرئيس، كونه ضابط حراسات خاصة ترك الخدمة منذ 10 سنوات، واتجه للـ«بيزنس» بتكوين شركة أصبح لها اسم كبير في السوق، ويتعرض لحادث اغتيال يفقد فيه زوجته وابنه، ويبدأ رحلة البحث عن القاتل، فالحدوتة كلها من خيال المؤلف ليست لها علاقة بالواقع، والدراما التليفزيونية شيء والواقع شيء آخر، وليس هناك شخص مثالي في الحياة بشكل عام، وكل مهنة بها النموذج السيئ وأيضاً الإيجابى، وأعتقد أن الدراما تفوقت بكم هائل من المسلسلات خلال السنوات الأخيرة.


اقرأ أيضا

الكينج وشيبة ومجد القاسم يحيون الشرطة بأغاني جديدة