نحن والعالم

أولويات بايدن

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

أكبر مخاوف دول الشرق الأوسط من عودة الحزب الديمقراطى للحكم بعد خروج الجمهورى ترامب هو تكرار سيناريو ما حدث خلال رئاسة الرئيس الأسبق باراك أوباما الموصومة بدعم صعود تيار الإسلام السياسى ومساندة الربيع العربى الذى أغرق المنطقة فى مستنقع من الفوضى والحروب الأهلية. وما يزيد من هذه المخاوف أن الرئيس الجديد جو بايدن كان نائب اوباما، والإدارة التى اختارها هى تقريبا نفس وجوه إدارة اوباما السابقة.

لكن الحقيقة أن هناك عدة عوامل تفند هذه المخاوف: الأول، هو فشل التجربة "الأوبامية" بامتياز والتى بدلا من أن تجعل الشرق الأوسط واحة للديموقراطية، حولته لبرميل بارود قابل للانفجار فى وجه من يعبث به. 

العامل الثانى، هو مواقف جو بايدن السابقة والمعلنة، عندما كان نائبا للرئيس، فبايدن كان ضد قرارى أوباما بالتدخل العسكرى فى ليبيا، وبزيادة عدد القوات الأمريكية فى أفغانستان. كما كان ضد دعم أوباما للإطاحة بمبارك، خوفا من اهتزاز استقرار مصر. وكل هذا يعنى أن الرجل لا يميل للخيارات العسكرية ولا للانخراط المباشر فى قضايا الشرق الأوسط.

العامل الثالث، هو التحديات الداخلية التى يواجهها بايدن "بما فيها كورونا والاقتصاد والانقسام الداخلى" والتى تفوق التحديات التى واجهها أى رئيس من قبل وستستغرق الكثير من وقته وجهده وتركيزه. أما أولويات اهتماماته الخارجية فيمكن استنباطها من الكلمات التى ألقاها حين قال إن الولايات المتحدة ستركز على استعادة علاقات العمل الجيدة مع الحلفاء، وخاصة فى أوروبا؛ وكذلك من القرارات التى سارع لاتخاذها فور حلفه اليمين والتى تمثلت فى اعادة أمريكا لاتفاق باريس للمناخ ولمنظمة الصحة العالمية. أما فيما يخص الشرق الأوسط فسيظل الاتفاق النووى مع إيران الأولوية القصوى والأهم لإدارة بايدن. وهذه القضية ستثير الكثير من الجدل داخل أمريكا وبين دول فى الشرق الأوسط، على رأسها إسرائيل، تخشى تخفيف الضغط على إيران. وهو ما يعنى إن إدارة هذا الملف ستتطلب الكثير من وقت وجهد الرئيس الجديد.