عقلية تدريبية فذة.. يعتمد على الفنيات قبل الاندفاع البدني

«العبقري» باروندو أفضل مدرب أوروبي.. حامل أحلام «الفراعنة»

فوز مصر على مقدونيا صعد بها للدور الرئيسى مبكرا
فوز مصر على مقدونيا صعد بها للدور الرئيسى مبكرا

بقلم/ محمد العقاد

المخضرم والعبقرى.. الإسبانى روبرتو جارسيا باروندو المدير الفنى للمنتخب الوطنى لكرة اليد، هو واحد من أهم وأقوى المدربين على مستوى العالم بفكره التدريبى وما حققه من قبل تاريخياً سواء كان لاعبا أو مدربا.. جارسيا لديه طموحات كبيرة مع فراعنة اليد ويحمل على عاتقه مع اللاعبين أحلام المصريين فى بطولة مونديال اليد، وهو المطالب باستغلال عامل  الأرض واستغلال نجوم المنتخب فى تحقيق إنجاز مصرى عالمى فى البطولة.

 

 افتقد جارسيا والمنتخب الوطنى عنصر التشجيع والمساندة الجماهيرية من مدرجات الصالة وهذا بعد أن قررت الجهات المسئولة عن التنظيم خوض المونديال بدون جماهير حفاظاً على سلامة وصحة الجميع من فيروس كورونا المنتشر على مستوى العالم، وبرغم كل الظروف المحيطة والتحديات الكثيرة والصعبة إلا أن جارسيا واللاعبين يفكرون فى الفوز بكل مباراة والوصول إلى أبعد مدى فى "مونديال التحدى".

 

 وبالعودة للخلف تحديداً فى مطلع شهر مايو لعام 2019 نجحت مصر واتحاد اليد بقيادة المهندس هشام نصر فى التعاقد مع الإسبانى جارسيا ليحمل عبء تحديات فراعنة اليد فى الفترة السابقة سواء فى كأس الأمم الإفريقية والهدف بالتأهل إلى أوليمبياد طوكيو بالإضافة إلى منافسات مونديال اللعبة الحالية، وكانت الترشيحات حينها لأكثر من مدرب على مستوى العالم ولمختلف الجنسيات ولكن العين الصائبة وقعت الاختيار على جارسيا.

 

 روبرتو حينما عرض عليه الانضمام للقيادة الفنية للفراعنة كان يدرب فاردار المقدونى وفى ظل نجاحه الكبير مع الفريق تلقى عروضا لتدريب أكثر من ناد أوروبى وأكثر من منتخب وعلى رأسهم روسيا وبولندا والمجر لكن اختار الإسبانى الفراعنة مع جيل مميز رأى فيهم طموحات مستقبلية بالإضافة إلى جدية المفاوضات من قبل وزارة الشباب والرياضة تحت قيادة د. أشرف صبحى وهشام نصر فى اتحاد اللعبة بجانب المسئولين.

 

 وكان على جارسيا أن يحضر إلى مصر لقيادة المنتخب ووضع البرنامج التدريبى استعدادا لكأس الأمم الأفريقية فى تونس، مع وضع برنامج عام يضم خطة العمل حتى بطولة العالم للرجال لكرة اليد المقامة حالياً.

 

 وبالفعل بالنسبة لبطولة كأس الأمم الأفريقية نجح وتوج بها وحقق فوزا مستحقا على تونس فى النهائى بنتيجة 27−23 بصالة رادس الرياضية، وبهذا تحقق أول انتصار على تونس بمعقل نسور قرطاج فى التاريخ والتتويج باللقب، كما أنه رفع طموح الفراعنة قبل طوكيو وكأس العالم.

 

 روبرتو جارسيا باروندو هو أحد أبرز المدربين الواعدين على ساحة كرة اليد الأوروبية حالياً، وهو أحد خريجى مدرسة المدرب الإسبانى الأسطورى كارلوس باستور وهى نفس مدرسة التدريب وأسلوب اللعب التى عمل بها المدرب السابق للمنتخب الوطنى ديفيد ديفيز.

 

 وبالمناسبة أن جارسيا باروندو من مواليد 12 يناير 1980 بالعاصمة الإسبانية مدريد اى أنه احتفل بعيد ميلاده الـ41 قبل انطلاق مونديال اليد بمصر فى نسخته السابعة والعشرين تاريخياً وللمرة الثانية فى مصر من حيث الاستضافة.. وعن طريقه قيادته عامة، فالتدريب الإسبانى والذى يطبقه ويتقنه المنتخب لا يعتمد بشكل أساسى على القوة أو على البنيان القوى لأجسام اللاعبين وإنما يعتمد على الفنيات التى يشعر بها المشاهد حينما يستمتع بمشاهدة أداء المنتخب دفاعيا وهجوميا.

 

 ولعب جارسيا "الجناح الأيمن" على مدار سنوات بالمنتخب الإسبانى ولعب لأندية بلد الوليد وأديمار ليون وسويداد ريال وأتليتكو مدريد وبيك سجيد المجرى قد حقق خلال مسيرته كأس أبطال الكؤوس الأوروبية لكرة اليد مرة واحدة عام 2005 وحقق بطولة الدورى الإسبانى لكرة اليد ثلاث مرات أعوام 2008 و2009 و2010 وحقق بطولة كأس إسبانيا لكرة اليد مرتين أعوام 2007 و2010 وحقق كأس السوبر الإسبانية لكرة اليد مرتين أعوام 2008 و2011 وحقق دورى أبطال أوروبا لكرة اليد مرتين أعوام 2008 و2009.

 

  وكان تفوق جارسيا كلاعب مؤشرا قويا على أن يبدأ مسيرة ومرحلة جديد لكن فى التدريب وأن يبقى فى المعلب فبعد اعتزاله اتجه للتدريب وتولى القيادة الفنية لمنتخب مقدونيا للشباب والكبار.. وقبل انضمامه لتدريب مصر قاد فريق فاردار المقدونى للتتويج بدورى أبطال أوروبا، على حساب فريق فيسبريم المجرى، وتفوق جارسيا على استاذه الإسبانى ديفيد ديفيز فكان يتولى تدريب فيسبريم وهو أيضاً المدير الفنى السابق لمنتخب مصر لكرة اليد، وقاد جارسيا العديد من المباريات مع فريقه ونجح فى تحقيق العديد من الانتصارات على فرق كبيرة ومدربين كبار فى أوروبا رغم رحيل حينها معظم نجوم فريق فاردار.. ولنجاحه وتتويجه الأوروبى حصل جارسيا فى نفس العام على لقب أفضل مدرب لكرة اليد فى أوروبا.

 

 كما فاز جارسيا فى 2019 وهو فى عمره الـ39 عاما على جائزة أفضل مدرب فى العالم فى الاستفتاء الذى أجراه الاتحاد الدولى للعبة بمدينة بلجراد التشيكية، حيث حصل باروندو جارسيا على الجائزة بعدما حصل على الغالبية العظمى لأصوات 22 صحفيا من مختلف دول العالم بالإضافة إلى تحقيقه أعلى نسبة من أصوات الجماهير والمتابعين للاستفتاء، وكان جارسيا هو أصغر مدرب يفوز بالجائزة والتى فاز بها موسم 2018 باتريس كانيار الفرنسى وراؤول جونزاليس الإسبانى عام 2017.