حوار| خالد‭ ‬النبوي‭ :‬أحلم‭ ‬بتجسيد‭ ‬بطولات‭ ‬البحرية‭ ‬المصرية

«أهل الكهف» تجربة سينمائية جديدة ينتظرها الجمهور
«أهل الكهف» تجربة سينمائية جديدة ينتظرها الجمهور

كتب/ خالد محمود

لم يكن دوما حواري مع خالد النبوى مجرد لقاء تقليد بين صحفي ونجم، تطرح من خلاله أسئلة وإجابات، لكنه يأتي كشهادة ورؤى وأفكار وأحلام متبادلة لحاضر ومستقبل، والوقوف عند مشوار كبير من التألق والنجاح عاشه النبوي ومازال، كنت شاهدا على استمراريته عبر الزمن، اعايشه لحظة بلحظة منذ البداية وحتى اليوم..

الحوار مع خالد النبوي يجعلك تشعر أنك اقوى امام أي صعاب، فطريقه لم يكن سهلا باختياره.. يجعلك تعيد صورتك أمام نفسك وتتفاعل اكثر مع احساسك بذاتك مثلما فعل.

في عام 2020 حقق النبوي، طفرات كبرى، عبر عدد من الأعمال التى تستحق الوقوف عندها كونها تحمل طوفان ابداع ومشاعر وأفكار محفزة للعقل، بالاضافة إلى الأداء اللافت والمتنوع لشخصيات جسدها باقتدار ووعي، والتف الجمهور حولها وتوحد معها مستوعبا حكمتها ودروسها، ومنها ثلاثية حصد الجوائز طومان باي في "ممالك النار"، الذي أحدث انقلابا في سوق الدراما العربية ومنصور الدهبي في فيلم " يوم وليلة " وياسين الجمال في مسلسل " لما كنا صغيرين ".، وفي 2021 يواصل النبوي رحلته مع التميز والذي سيكون عاما سينمائيا عبر فيلمين جديدين هما "قمر 14" و"اهل الكهف" اللذان يشكلان تجربة مختلفة في مكانة خاصة رسمها لنفسه منذ البداية.

 

الحلم عند النبوي لم يتوقف لحظة، ينبع من ثوابت وجذور راسخة قال لى : انا ابن مجتمعي.. ابن نجيب محفوظ سيد حجاب والأبنودي وبهاء طاهر اقتربت منهم وتعلمت، أنا ابن هيكل ومحمود عوض وبيننا جلسات كثيرة.. أنا ابن نور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبدالعزيز وأحمد زكى ويوسف شاهين، انا ابن هؤلاء وهم ثروة حقيقية علينا أن نعيها وأريد أن استمر بهم ومعهم وأساهم كفنان بشئ يقفز بنا إلى الأمام، فالفنان يعكس مشاعر وأفكار وأحاسيس الناس، لكن عليه ايضا ألا يستعجل الناس في استيعاب ما يفعله.

 

أعتز‭ ‬جدا‭ ‬بثلاثية‭ ‬الجوائز «‬طومان‭ ‬باى‮»‬‭ ‬و‮«‬منصور‭ ‬الدهبي‮»‬‭ ‬و‮«‬ياسين‭ ‬الجمال‮»‬

الإصرار على التميز وراء الطريق إلى الجوائز

صمت النبوى للحظات ثم استطرد: أنا باعمل اللى نفسى اعمله انا متحرر، اللى يجرب يعيش حر مرة يعيش حر طول العمر، أنا ضميري مرتاح، متفائل جدل ومتصالح ولست متصادما.

وقال إن اجمل ما حدث في 2020 انه عام ملىء بالجوائز، فالشخصيات التى قدمتها حصلت جميعها على جوائز، فى مقدمتها طومان باى الذى شعرت معه وكأنى مكلف ان اظهر حقيقة بطل عظيم بعد ٥٠٠ سنة من رحيله وكأنها مسؤولية كبيرة، وكذلك شخصية أمين الشرطة منصور الذهبى فى فيلم يوم وليلة، وانا سعيد جدا لعمل هذا الفيلم، والشخصية الثالثة التى توجت بالجوائز هى ياسين الجمال وكان له تأثير كبير فى محتواه لمسه المشاهد، فهو المحامى الشريف وعنده مبدأ وناجح ولم نر هذا النموذج على الشاشة.

‮«‬ممالك‭ ‬النار‮»‬‭ ‬الأكثر‭ ‬مشاهدة‭ ‬وأكبر‭ ‬إنتاج‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬ومنتجه‭ ‬أحدث‭ ‬طفرة‭ ‬فى‭ ‬الدراما‭ ‬ووضعها‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالمية

وتابع: "الواقع أن ممالك النار يعد أكبر إنتاج فى تاريخ العلم العربي، واعى كيف قررت الناس أن يعيش طومان باى وأن ينجح لأنه عمل تاريخى باللغة العربية ولك أن تتخيل مدى تأثيره على الأولاد الصغار الذين عادوا يقرأون التاريخ مرة أخرى، فالمسلسل الذى قدم فى 14 حلقة استطاع أن يقول للناس حقيقة التاريخ التى لم نستطع البوح بها على مدى 500 سنة، ووضع الدراما العربية على مستوى العالمية".

 

ايه حكايتك مع الممالك.. مملكة الجنة وممالك النار ؟

− الحقيقة فى بينهم صفة مشتركة وهى وعى المنتج، وهنا يجب أن اشكر المنتج ياسر حارب، لأنه اختار لكل عنصر من عناصر العمل شخص كفؤ.. عندما يكون المعيار هو الكفاءة ننجح "، وعندما يكون المعيار هو المكافآت عمال على بطال نفشل.

وأنت تمثل الشخصية هل الأفكار المسبقة التى تسيطر عليك توجهك لا إرادياً لطريقة أداء محدد ربما يؤثر على شفافية الدور ؟

− لا لم يكن لدى أفكار مسبقة، لكن كان عندى بحث لازم اعمله، قرأت ستة كتب، وتبحرت فى معلوماتها واكتشفت عظمة طومان باى الحقيقية وأنه قدم حياته ثمنا لفكرة، وهى عدم إعطاء شرعية للمحتل، ومات من أجلها، ولو كان عاش ورضخ للمحتل كان سيمنحه الشرعية وهذا ما رفضه طومان باى .

إلى أى مدى تعيش بداخلك الشخصية بعد الانتهاء منها ؟

− يتبقى منها الأفكار، اسافر وأبعد للتخلص منها من أجل شخصية جديدة، لهذا اردت أن اعمل شخصية عكس كمنصور الدهبى مثلا.

واضح أن 2021 سيكون عاماً سينمائياً بالنسبة لك ؟

− بالفعل هناك فيلمان الأول هو " قمر ١٤" انتهيت من تصويره مع المخرج هادى الباجورى والمنتج احمد السبكى والمؤلف محمود زهران وهو فيلم رومانسى، يطرح نموذجا عاشقا للحياة، أجسد فيه شخصية مذيع راديو، شخص ممكن تراه اليوم فى الشارع، ممكن تسمعه أو تقابله، وما كنت حريصا عليه فى هذه الشخصية ان اى انسان يشاهدها يجد نفسه فيها، فالحب اذا اكتمل يبقى قمر 14، اتمنى من الناس بعد أن يشاهدوا يتعاملون مع الحب بما يليق به، وهى تجربة تختلف عن الفيلم الثانى " أهل الكهف" الذى أجسد فيه شخصية من 1750 سنة وهذا الاختلاف بالنسبة لى هو ما ابحث انا عنه طوال الوقت من أول ما بدأت.

2021‭ ‬عام‭ ‬سينمائي‭ ‬لي‭.. ‬و«قمر‭ ‬‮١٤»‬‭ ‬و«أهل‭ ‬الكهف‭ ‬‮»‬‭ ‬تجربتان‭ ‬مختلفتان

ألا تشعر أن تجربة "أهل الكهف" مجازفة ؟

− أي فيلم مجازفة وأي دور جديد مخاطرة، لأن الدُور والشخصية جديدة لا أعرفها، المؤلف أيمن بهجت قمر كتب شكلا جديدا، لما قدمه الأستاذ الكبير توفيق الحكيم فى مسرحية "أهل الكهف"، وهى مسرحية عصرية جدا وتصلح لمائة عام قادمة، وما كتبه أيمن معالجة كأنها تتحدث عما يدور الآن .

ما الذى حمسك لقبول دور وعمل مثل "أهل الكهف" ؟

− وجود مخرج مثل عمرو عرفة ومسرحية للاستاذ الكبير توفيق الحكيم وسينارست مثل أيمن بهجت قمر ومنتج مثل وليد منصور، كذلك تفاصيل الشخصية ذاتها وحجم المجهود الذى تتطلبه كلها أمور تحمسنى جدا،وكذلك جذبنى للشخصية حجم الاكشن بها لأنه دور به جزء اكشن كبير، وهو ناتج عن وجود حروب وهى طبيعة بشرية منذ بدء الخليقة وانا اتمنى ان نخرج من الكهف، إلى النور.

حرب‭ ‬أكتوبر‭ ‬حدث‭ ‬تاريخى‭ ‬سيظل‭ ‬خالدا‭ ‬بقاء‭ ‬الحياة

أيه أحلامك الجديدة فى السينما ؟

− أحلم بتجسيد بطولة من بطولات البحرية المصرية فى فيلم كبير، وهناك فى بطل عظيم اسمه الفريق محمود فهمى قائد القوات البحرية، المسؤول عن عملية الهجوم على ميناء ايلات، عملية الحفار، وإغراق إحدى السفن الإسرائيلية أمام بحيرة البردويل، ايضا نفسى اجسد دور رئيس المخابرات المصرية، ومن أحلامى تقديم شخصيات من حرب أكتوبر.

وما الرسالة التى تريد أن تصل من تجسيد شخصية رئيس المخابرات ؟

− هناك اشياء لا أحد يعرفها تعتبر منجما من ذهب، فمثلا أشعر اننا نتحدث عن الجاسوس طوال الوقت، لكن رئيس المخابرات تقديمه سيكون هو الجديد .

ألم يحن الوقت وخاصة أنك شاركت فى أعمال عالمية تقديم إحدى بطولات أكتوبر على نطاق عالمى خاصة أن لدينا بطولات عظيمة ؟

−اتمنى، حرب اكتوبر حدث تاريخى عالمى سيظل خالدا بقاء الحياة .

ألم تحاول فى إطار تعاملك مع مخرجين عالميين، شركات إنتاج عالمية أن تطرح هذه الأفكار؟

− لست محتاجا لشركات إنتاج من بره، نحن الأجدر أن نحكى حكايتنا لا نحتاج لغريب أن يحكيها لنا، حتى لا يشوهنا احد، فمثلا حينما قدمت طومان باى الحدوتة اتحكت مظبوط لأن نحن من يرويها، المخرج انجليزي لكن الكتابة مصرية عربية، والانتاج عربي والبطل مصري، ثم إني لا اطلب شيئا من احد، فمثلا ظللت احلم بطومان باى عشرين سنة .

هل تترك أحلامك للقدر؟

− نعم اتركها على الله، فمثلا انا اشتريت رواية واحة الغروب عام ٢٠٠٨ ووقفت عند بعض الملاحظات وبعدها بسنوات ليست قليلة جاء لى دورى فى واحة الغروب وقدمت دور محمود عبد الظاهر لافتح الرواية مرة اخرى وأرى ملاحظاتى، حلمى هنا تأجل ثمانى سنوات.

هل كل أعمالك كانت أحلاما مؤجلة أم أن بعضها فرض عليك؟

− لا لم يفرض على شئ، فهناك أعمال جاءت لى وقدمتها عن قناعة ولكن كان لدى احلام التعامل مع بعض الشخصيات، وأنا طالب فى المعهد حلمت بالعمل مع صلاح أبو سيف ويوسف شاهين وتحقق حلمى، وكان حلم المهاجر هذا العمل العظيم، ولذلك احمد الله الذى منحنى هذا الحظ والشرف العظيم.

لماذا السينما المصرية تمر بموجات متطرفة بين الصعود والهبوط أم أن هذا الأمر موجود بصناعة السينما العالمية ؟

− السينما المصرية كانت فى لحظات تاريخية فارقة هى أكبر ثانى مصدر للدخل القومى بعد القطن، إذا رجعنا لهذا النموذج ستتفوق السينما المصرية، وإذا نسينا هذا النموذج تنهار.

ما الدرس الأكبر الذى تعلمته من شاهين ؟

− شاهين تعلمت منه دروسا متعددة وكثيرة أبرزها التخصص، كل واحد يقوم بعمله، بمعنى الممثل مثلا لا يستطيع ولا يجوز أن يكون اى شئ اكثر من كونه ممثلا والمخرج والمنتج كذلك كل واحد يقوم بعمله فقط لينجح العمل ككل، فالدرس الذى منحه لى كممثل ان شغلتى ان اتقن الدور وأن أتعاون مع زملائى لتوصيل الفيلم لاحسن مستوى.

هل مازلت متمسكا بهذا الدرس أم أن الدنيا قد تغيرت ؟

− مازلت اسير على نفس المنهج واجد راحتى حينما اتعامل مع منتج واع ومخرج فاهم يقومان باختيار عناصر موهوبة وكفؤة، وكل واحد يقوم بعمله.

شاهين‭ ‬هو‭ ‬الاستاذ‭ ‬وتعلمت‭ ‬منه‭ ‬دروسا‭ ‬كثيرة

ما الذى تركته بداخلك أعمالك مع شاهين ؟

− شاهين هو الأستاذ الكبير، فلولا المهاجر لا اعرف اين كنت سأكون الان، فانا ممتن جدا ومقدر جدا الاستاذ الكبير لأنه منحنى هذا الدور العظيم فى هذا العمل العظيم، ولولا فيلم المصير ايضا مع الاستاذ لما اتضح للناس انى كنت جديرا بفرصة المهاجر فى هذا السن، فهناك عملين أكدا استحقاقى لفرصة المهاجر فيلم المصير ودورى فى مسرحية الجنزير مع الاستاذ جلال الشرقاوى

من المخرجون العالميون الذين تعاملت معهم وتعلمت منهم ؟

− جميعهم، أنا محظوظ الحمد لله ولدى توفيق ربنا فى الاختيار فهناك أعمال رفضتها لأنها لا تعبر عن قناعاتى ولا تعبر عنا كعرب بشكل جيد، اشياء كثيرة اقول لها لا، لكن ما قدمته مع مخرجين كبار ومؤلفين كبار كان من حظى وانا اقف ايضا امام ناس متعلمين اكثر منى وخبرتهم فى العمل اكثر وليهم طريقة اخرى فى التفكير غير طريقتى وهذا امر مهم جدا يجعلك أكثر ثراءا كإنسان وفنان .

ما التجربة العالمية التى خضتها وتوقفت أمامها كثيرا ؟

فيلم "المواطن" لأن هذا الفيلم حينما عرض فى السينما بأمريكا وقابلت شخصا عربيا يقول لى (ياه اخيرا فيلم يتحدث عنا ويمنحنا حقنا خاصة بعد أحداث ١١ سبتمبر ) وكان من بين الجمهور تونسيون وجزائريون ولبنانيون ويمنيون ومن كل العالم العربى لانى حضرت عرض الفيلم فى السينما فى أكثر من ولاية وحتى بعد ما عرض بكذا سنة حينما عرض على احدى المنصات أجد رد فعل جميلا جدا انهم وجدوا فى هذا الفيلم ما يعبر عنهم، وقفت عند هذا العمل كثيرا لانى أحزن جدا ان يكون حلم شبابنا بلد تانية غير بلدنا، علينا ان نتعلم من العالم لماذا بلادهم حلم بالنسبة لنا، نريد ان نبنى حلمنا هنا، ولذلك اتمنى عرض هذا الفيلم على كل القنوات العربية.

هل تستطيع المنصات أن تعوض متعة السينما ؟

− لا شئ يعوضنا جميعا عن متعة السينما والذهاب اليها، وانا اتصور ستكون فترات مؤقتة، وان شاء الله العالم يتخلص قريبا من محنة وباء كورونا وتعود السينما، فمهما حدث ومهما شاهدنا الشاشة الصغيرة فى البيت ستأتى اللحظة التى نشعر أننا محبوسون ونريد أن نخرج اول خروجة ستكون السينما .

كيف ترى حال السينما والدراما فى الوقت الحالى ؟

− المناخ متغير بالنسبة للسينما والدراما، مناخ الدراما مثل اى شئ متغير، نحن علينا أن نرى النموذج الناجح ونمشى عليه، هناك من قبلنا أناس عملوا نموذج نجح وأصبحت الدراما والسينما المصرية تعمل دخل قومى للبلد، اذا مشينا عليه هترجع تانى السينما والدراما إلى تقدم، الزمن علمنا ان كل شئ متغير.

كيف ترى درس الكورونا العالمى لك كفنان وإنسان ؟

− ربنا سبحانه وتعالى يرينا امرا بسيطا جدا فهو رءوف رحيم بنا ولعلها عبرة لنا، فجميعنا سواء، فحاولوا ان تصدقوا انكم سواسية.

ما الجديد ؟

− عندى افكار لأفلام ومسلسلات اتمنى عملها، وانا قررت ان اشتغل على كتابتها مع فريقى للكتابة، وهو ما افعله الان، هى فكرة شغف فنى.