مصطفى أمين يتحدث عن الحب ويختار لمشاهير القلم وظائف غير صحفية

الكاتب الكبير مصطفى أمين
الكاتب الكبير مصطفى أمين

صحفي فى تفكيره وكلامه وعمله، وأسوأ ما فى حياته كصحفي أن اليوم ليس به أكثر من 24 ساعة، صاحب مدرسة صحفية تخرج فيها أغلب رؤساء تحرير الصحف المصرية والعربية.. إنه الكاتب الكبير مصطفى أمين، الذى قابلته فى مكتبه وفوجئت بوجود عملاقين يتوسطان الحجرة على شفتيهما ابتسامة عريضة متشابهة، أيهما مصطفى الذى من المفروض أن أحاوره، صافحتهما وأنا أبحلق فى عيونهما، ابتسم أحد العملاقين وغادر الغرفة، بينما ضحك الآخر ودعاني إلى الجلوس وطلب لى فنجانا من القهوة وهو يقول لي: «عندك إيه من الأسئلة يا سيدي، فقلت فى تحفظ: هل أنت مصطفى أمين ؟، ابتسم وهو يقول: أيوة.. أنا مصطفى أمين واللى خرج ده على أمين، فقلت: وما الذى يثبت لى أنك مصطفى ولست على؟.. فقال: تحب تشوف تحقيق الشخصية؟، فقلت: «لو سمحت».. فقدم لى بطاقته ورأيت فيها صورته كما أراه أمامي وانتهزتها فرصة وقرأت ما فيها، اسمه مصطفى أمين يوسف، من مواليد القاهرة عام 1914، وأعدتها له وبدأت أطرح عليه أسئلتي.

- ما هو أسوأ ما فى حياتك كصحفى؟

أسوأ ما فيها أن اليوم ليس فيه أكثر من 24 ساعة.

- وأجمل ما فى صحافة اليوم وأسوأ ما فيها؟

أجمل ما فيها الإصرار على النجاح، وأسوأ ما فيها أنها تقلد بعضها!

- ما هى نقطة ضعفك كصحفى وكإنسان؟

نقطة ضعفى أننى أتصور دائما أسوأ ما يمكن، فإذا حدث الأقل سوءا اعتبرته انتصارا.

- من أنت، وما الذى يبكيك؟

أنا شخص عاش صحفيا وأتمنى أن أموت والقلم فى يدى، يبكينى أى شيء يتعلق بالأم، أبكى كالأطفال فى الأفلام السينمائية التى فيها موضوعات عن الأم.

- هل كانت والدتك لها تأثير عليك؟

كانت أكبر أكبر بطل فى حياتى ووفاتها بمرض السرطان شكل لي كارثة، ولهذا دعا على أمين إلى إقامة عيد الأم، ونجحنا فى أن نجعله عيدا قوميا وشعبيا.

- وما الذى يسعدك؟

أى شيء يُبْنَى، إذا سرت فى الطريق ورأيت عمارة تبنى أشعر بفرح، وأعود إلى نفس المكان كل يوم وأعد الأدوارالتى بنيت، فإذا انتهى البناء، أبحث عن مبنى جديد فى دور الإنشاء لكى أفرح بولادته.

- متى يكون ضميرك مستريحا، وما هو العمل الناجح فى رأيك ؟

ضميرى يستريح عندما أعمل عملا ناجحا، والعمل الناجح هو كل شيء يدل على التقدم، سر النجاح في العبقرية التى تصنعه، واعظم نجاح لي صدور جريدة «أخبار اليوم».

- هل عرفت الفشل فى حياتك؟

فشلت عندما فكرت فى إصدار «أخبار اليوم» باللغة اليونانية، ولم ينجح المشروع.

- ما الفرق بين مصطفى أمين الصحفى والإنسان؟

لا فرق.. أنا كما أنا طوال اليوم، أفطر وأتغدى وأتعشى كصحفى.

- ماذا تفعل لو طعنك صديق من الخلف؟

استدعى الطبيب، أعالج نفسى أولا، ثم أستدير إليه بعد ذلك.

- إذا ضربك أحدهم على خدك الأيسر فهل تدير له الأيمن ؟

لكثرة الضربات التى تلقيتها، لم أعد أفرق بين الكف الضارب، والكف الذى يطبطب.

- من هم الأوائل فى التمثيل، والإخراج، والتلحين فى رأيك ؟

فاتن حمامة، وحسين رياض، وعز الدين ذو الفقار، وأم كلثوم وعبد الحليم حافظ، والملحن الأول محمد عبد الوهاب.

- أمامك تسجيلان − أحدهما لعبد الوهاب والثانى لعبد الحليم.. أيهما تستمع أولا؟

أستمع لأم كلثوم.

- أيهما يعجبك.. عبد الوهاب القديم أم عبد الوهاب الجديد؟

عبد الوهاب الآن فى التلحين والغناء.

- ألم تفكر مرة فى كتابة أغنية؟

أنا صاحب فكرة أغنية «حا أقابله بكرة» التى غنتها أم كلثوم فى فيلم «فاطمة» الذي كتبت قصته ونظمها أحمد رامي.

- هل تذكر أول فيلم شاهدته وآخر فيلم أيضا؟

أول فيلم شاهدته كان «الوردة البيضاء»، أما آخر فيلم فلا أذكره !

- ما رأيك فى المسرح المصرى؟

مارد فى مقبرة، ولكى يبعث فهو يحتاج لإنشاء مسارح كثيرة وفرق كثيرة.

- من هو أحسن ممثل وممثلة مسرحية فى الماضى؟

يوسف وهبى، وأفضل ممثلات مسرح فى الماضي: «روزاليوسف وفاطمة رشدي وزينب صدقى وأمينة رزق، وأعظم ممثل نجيب الريحانى، وأعظم ممثل قابلته هو شارلى شابلن».

- هل فكرت يوما ان تكون ممثلا؟

كنت عضوا فى فريق المدرسة والذى علمنا التمثيل جورج أبيض وأحمد علام وفتوح نشاطى، ومن زملائي الذين برزوا فى الفن أحمد بدرخان وإبراهيم عمارة ومحمد توفيق، وأذكر أنى وقفت على المسرح كومبارس فى إحدى مسرحيات يوسف وهبى.

- لو لم يكن نجوم الصحافة صحفيين.. فما هى المهن التى تختارها للعقاد وطه حسين وتوفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس وكامل الشناوى وعلى أمين ومحمد حسنين هيكل وأحمد بهاء الدين وأحمد الصاوى محمد، وأنت؟

اختار للعقاد وظيفة قائد سلاح المدفعية، وأختار لطه حسين أن يكون شيخ الجامع الأزهر، واختار لتوفيق الحكيم منصب محافظ البنك الأهلي، وتعيَن إحسان عبد القدوس مديرا للأوبرا، وعلي أمين يكون سفيرنا في لندن، ومحمد حسنين هيكل سفيرا متجولا، وأحمد بهاء الدين مديرا لدار الكتب، وأحمد الصاوى محمد مديرا لمصلحة التنظيم، أما أنا فأختار لنفسى وظيفة صحفى إلى الأبد.

‮«‬‬الكواكب‭‬‮»‬‭ - ‬9‭ ‬يناير‭ ‬1962