سيارة الأب تنهي أجمل قصة لحب مصطفى أمين

مصطفى أمين
مصطفى أمين

كتب: محمود عراقي

كان الصحفي الشاب مصطفى أمين شديد الاهتمام بالصحفيين الذي يدخلون السجون، يحضر قضاياهم في المحاكم، ويتابع حياتهم وأخبارهم في السجون، واستطاع أن يكون صداقات مع عدد من موظفي سجن مصر المعروف باسم "قره ميدان".


كان ينفرد بأخبار المسجونين من الصحفيين ولا يكتفي بنشرها في مجلة روز اليوسف، بل كان ينشرها في مجلة اللطائف المصورة، وفي جريدة الشرق، وفي جريدة الجهاد، لعله يجد من يكتب عنه عندما يدخل السجن حيث كان يحدثه قلبه أن سيدخله في يوم من الأيام.


ظل مصطفى أمين يأخذ سيارة الأسرة، ويقف بها أمام باب السجن، ليرصد موظفا أو سجانا أو زائرا ثم يتتبعه ليعرف منه حياة الصحفيين وراء الزنانين، وخلال وقوف مصطفى بسيارته في الميدان الواسع، لاحظ في إحدى نوافذ البيوت المطلة على الميدان، فتاة رائعة الجمال، شقراء الشعر، زرقاء العينين، ممشوقة القوام، وفتن الشاب الصحفي بجمال هذه المرأة الفاتنة.

كانت المفاجأة أن البيت الذي شاهد فيه الفتاة الجميلة يسكن فيه مأمور سجن مصر، وتساءل كيف يستطيع أن يلفت نظرها أو يثير اهتمامها، وهو يقف في ميدان عام يسير فيه العشرات.


نظر مصطفى إلى الفتاة وابتسم لها، فعبست في وجهه، فأشار لها فلم ترد التحية، وتحدث معها بلغة الأصابع، فأغلقت النافذة في وجهه، لينصرف مصطفى يائسا تعيسا، لكن جمال المرأة دفعه إلى العودة مرة أخرى لنفس المكان، وكرر محاولاته، وفي هذه المرة وقفت باردة كلوح من الثلج تنظر إليه باستغراب.

أقنع مصطفى أمين نفسه أنه تقدم خطوة في طريقه إلى قلب فتاته الجميلة، وأخذ يكرر المحاولات، ويتكرر صده، وأخيرا ابتسمت الفتاة، وبدأت قصة الحب الجديدة، واكتشف مصطفى أن الفتاة واسمها عايدة أخت زوجة مأمور السجن.

كتب مصطفى خطابا، ووضعه في حجر، ومر أمام الحديقة وألقى بالخطاب، وإذ بالخطاب يسقط أمام أحد الجنود، فيرتجف مصطفى خشية أن ينتبه إليه الجندي ويطلق عليه الرصاص، فانطلق بسياراته مسرعا، مختفيا عن الأنظار، وبعد ساعة عاد ليكتشف أن الخطاب اختفى من جانب حذاء الجندي.

اشتدت حيرة مصطفى، ثم وجه نظره إلى النافذة، فوجد الفتاة تبتسم وفي يدها خطابه، واكتشف أن عايدة جاءت من الإسكندرية لتزور شقيقتها، وأنها ظنت في بادئ الأمر أن مصطفى سائق سيارة فلم تأبه له، وأنها رأته وهو يلقي الخطاب، فبعثت الخادمة لتلتقطه.

قصة الحب لم تكتمل بعد أن استعاد الأب سيارته من نجله مصطفى بعد أن عاد من رحلته خارج القطر، وانقطعت وسيلة المواصلات بين الحبيبين، وانتقلت عايدة إلى الإسكندرية، وانتهى الحب بتبادل الرسائل، التي تطورت من صفحة أو صفحتين إلى عشرات الصفحات.

أخبار اليوم 18-9-1982