«السحر» وسيلة لتحقيق الغايات والمصالح عند المصريين القدماء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يعد السحر في مصر القديمة أحد أهم القضايا الغامضة التي أثارت جدل العديد من العلماء على مر العصور والأزمنة، حيث تحدثت العديد من البرديات القديمة عما وصل إليه السحرة القدماء من قدرات هائلة مكنتهم من التأثير على القوى الطبيعية، كما أكدت مني الدمرداش، الباحثة في الآثار المصرية القديمة.


وقد استخدم المصريون القدماء السحر باعتباره علما وليس وسيلة لتحقيق الغايات والمصالح، حيث بدأ السحر لديهم منذ أكثر من 5200 عام، وكانوا يطلقون على السحرة مسمى علماء، وهم طبقة «الكهنة المرتلون»، حيث كانوا يأتون بأمور تبدو للآخرين أنها غريبة وغير معقولة، لذلك حاز هؤلاء على مكانة عليا في نفوس العامة، وكانوا ملجأ ومرافقين للحكام .


ظهرت قوة السحر في مصر القديمة من خلال اكتشافات كثيرة داخل المتاحف والمقابر والصناديق الخاصة بالملوك، فقد كان العلماء يدركون جيدا أمور ما وراء الطبيعة، لذلك لم يكن السحر مجرد وسيلة للتأثير على العامة فقط، وإنما كان علما واقعيا يقوم به السحرة، يتحكم من خلاله في الجماد والكائنات الحية، وكان هذا التحكم من الأشياء التي يصعب تناقل أسرارها بين العامة، فقد كان لا يعلمها سوى الكهنة أو السحرة فقط، إلا لو التزم الراغب في معرفتها بعهود ومواثيق معروفة لدى الكهنة.

 

اقرأ أيضا| حكاية أقدم و أشهر مسمط لبيع فواكه اللحوم فى مصر.. فيديو

 

ويربط الباحثون والدارسون بين السحر والحضارات القديمة، خاصة الحضارة المصرية القديمة، ويؤكدون أن السحر كان ينظر إليه باعتباره وسيلة للتواصل مع الآلهة ومحاولة لجلب الحظ، والتفاعل مع العالم السفلى.


وتشير دراسة حديثة، أجرها العديد من الباحثين، إلى أن المصريين استخدموا سحر «هيكا» وهو من أكثر الممارسات السحرية غموضا وإثارة فى العالم، جاء ذلك بحسب ما ذكر موقع ancient-origins.


وأوضحت الدراسة أن المصريين القدماء مارسوا طقوس السحر عادة فى معابد ضخمة دون وجود جمهور، وذلك ضمن طقوس الحياة اليومية، لكى تجعلهم أقرب إلى الآلهة ولكى تتحقق الرغبات الشخصية.


ويبدو أن المصريين القدماء اهتموا كثيرا في حياتهم وعادتهم القديمة، بالتعاويذ وكانت لهم طقوسهم الخاصة فى ذلك.

ويوضح العالم الدكتور زاهى حواس، فى كتابه «جنون اسمه الفراعنة» أن الملوك القدماء كانوا عظماء فى السحر، وكان هناك سحرة مشهورين فى العالم القديم، باتباعهم أساليب سحرية فريدة، مثل قصة «خوفو والسحرة»، وقصة «الكاهن الذى قبض على عشيق زوجته بتمساح من الشمع»، وقصة الملك سنفرو والد الملك خوفو مع الساحر الذى شق له المياه لكى تعثر فتاة على سوارها الذى سقط فى الماء.


ومن أشهر الشخصيات التي ألمت بعلم السحر في مصر القديمة، «إيمحوتب»، والذي بلغ من الشهرة والمكانة الرفيعة حيث إنه كان في نظر الإغريق مساويا لرب الطب عندهم «أسكليبيوس»، فلم يكن إيمحوتب يقدم للناس ممارسات سحرية ساذجة، وإنما كان وزيرا في بلاط «الملك زوسر»، وهو مبتكر علم الهندسة المعمارية، وتشهد على ذلك تحفته المعمارية بسقارة، كما أنه كان رجل دولة من الطراز الأول، وفي عصر الدولة الحديثة أصبح «إيمحوتب» شخصية مقدسة في الأوساط العلمية، لدرجة أن الكتبة كانوا يسكبون من أجله قليلا من الحبر، قبل البدء في تدوين أي كتاب علمي، حيث كان سكب السوائل في مصر القديمة أحد أشكال القرابين.