القاهرة تقود جهودًا مكثفة

توافق دولي على فك جمود عملية السلام وفض «جوهر قضايا المنطقة»

لقاء جمع بين وزير الخارجية سامح شكرى ونظيره الأردنى والفلسطينى فى القاهرة
لقاء جمع بين وزير الخارجية سامح شكرى ونظيره الأردنى والفلسطينى فى القاهرة

تشهد مصر نشاطا مكثفا لفك جمود القضية الفلسطينية الذى طال لنحو أربع سنوات، فقد استقبلت القاهرة، نهاية ديسمبر وزيري خارجية فلسطين رياض المالكى والأردن أيمن الصفدي، حيث التقيا الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الخارجية سامح شكرى لبحث دفع جهود عملية السلام فى المنطقة، جاءت المباحثات الثلاثية استنادا إلى دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر الماضي بعقد مؤتمر دولى للسلام لحل القضية الفلسطينية.

فبعد أن أودع عباس طلبا لعقد المؤتمر لدى الأمين العام للأمم المتحدة انتونيو جوتيريس أكتوبر الماضى توجه إلى القاهرة فى الشهر التالى لإجراء مباحثات مع الرئيس عبد الفتاح السيسى للتنسيق فى هذا الإطار، وأكد الزعيمان خلال قمتهما دعمهما الكامل للتسوية السياسية للقضية الفلسطينية.

ويبدو أن المستجدات الإقليمية والدولية شجعت على التحرك من أجل إيجاد حل للقضية الفلسطينية، كما تواصل القاهرة، من ناحية أخرى، جهودها لإتمام المصالحة بين حركتى فتح وحماس بعد موافقة الأخيرة على إجراء الانتخابات بالتتابع.

وكانت محافظة العلا السعودية قد شهدت مصالحة بين دول الرباعى العربى وقطر الاسبوع الماضي اعتبرها الأمين العام للجامعة العربية ضرورية لرأب الصدع، مشيرا إلى أن الخلافات العربية تخصم من الأمن العربي، كما أنها جاءت بحسب أبو الغيط، فى وقت عصيب يواجه فيه العرب تحديات مصيرية، وباتت دول عربية تمتلك أوراق ضغط جديدة على الجانب الإسرائيلي وفق ما يطلق عليه الاتفاقات الإبراهيمية التى تمنح القضية الفلسطينية أولوية فى بنودها.

ودوليا، شجع انتخاب جو بايدن رئيسا للولايات المتحدة دولا أوروبية فاعلة فى عملية السلام لتصحيح أخطاء إدارة الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته دونالد ترامب واستئناف عملية السلام.

وأجرى مؤخرا وزير الخارجية شكرى اتصالا مع نظيره الإسرائيلي جابي أشكنازى فى إطار التحضير لاجتماع الرباعية الذى يضم مصر والأردن إلى جانب فرنسا وألمانيا، باعتبارهما تسعيان لدفع جهود السلام فى المنطقة، وفقا لبيان الخارجية المصرية.. وخلال لقائه وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوشن الثلاثاء، أكد الرئيس السيسى أن القضية الفلسطينية هى جوهر قضايا الشرق الأوسط وتسويتها سوف تغير واقع المنطقة إلى الأفضل.

ويرى محللون أن المتغيرات على الأرض ربما تضع الإسرائيليين والفلسطينيين على مسار حل الدولة الواحدة، إلا أن هذا الحل محفوف بالمخاطر بالنسبة لإسرائيل حيث سيمثل العرب عندئذ نحو نصف عدد سكان "الدولة الواحدة∪ ما يهدد"يهودية الدولة العبرية∪ من ناحية و∪ديموقراطية اسرائيل∪ من ناحية أخرى ويضع القيم الإسرائيلية الأمريكية المشتركة والمزعومة على المحك.

وعلى الرغم من ذلك فإن معظم الإسرائيليين يفضلون حل الدولة الواحدة، بحسب التقرير ٧٦ لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكى الصادر فى ٢٠١٦، فى حين يفضل فقط نحو ثلث الفلسطينيين حل الدولة الواحدة، وفقا لمسح أجراه المركز الفلسطينى للبحوث السياسية والمسحية فبراير الماضي.