حوار| نائلة فاروق: أطالب‭ ‬نجوم‭ ‬الفن‭ ‬والإعلام‭ ‬بدعم‭ ‬التليفزيون

نائلة فاروق
نائلة فاروق

كتب/ عاطف سليمان - السيد عيسي

- آمال‭ ‬فهمى‭ ‬تنبأت‭ ‬بأن‭ ‬أكون‭ ‬إعلامية‭ .. ‬وفاطمة‭ ‬فؤاد‭ ‬علمتنى‭ ‬الإدارة

- أنا‭ ‬زى‭ ‬السيف‭ ‬ولا‭ ‬أحب‭ ‬الغلط

 

تحمل على عاتقها مسئولية التليفزيون المصرى وما يعرض على قنواته المختلفة وهو ما يجعلها مهمومة دائماً بالكثير من الملفات التى تفرض عليها مواجهة العقبات فى طريق التطوير المستمر.. إنها الإعلامية نائلة فاروق رئيس التليفزيون التى تتميز بثبات وشخصية حازمة وصارمة لا تتوانى فى عملها ودائما ما تبحث عن الأفضل لصالح المشاهد.

وترصد السطور التالية تفاصيل الحوار الذى تحدثت خلاله عن مشوارها الإعلامى والكثير من الملفات التى تخص التليفزيون المصرى.

وإلى نص الحوار

 كيف كانت بداية مشوارك مع الإعلام ؟

تخرجت فى كلية الآداب شعبة إعلام وأكرمنى الله بأن أعمل مع أناس لهم خبرة كبيرة فى مجال الإعلام منهم الأساتذة مصطفى الشافعى ووائل عبد المجيد وفاطمة فؤاد..وكنت عاشقة للتليفزيون منذ صغرى وأتذكر بكائى حين رحلت سلوى حجازى حيث كنت أرتبط بها وبرنامجها رغم أننى وقتها لم أكن أتجاوز الـ5 سنوات.

ماذا تعلمت من هؤلاء القامات ؟

تعلمت منهم الكثير فقد علمتنى الإعلامية فاطمة فؤاد أساسيات فن الإدارة ففى البدايات عندما كنت مذيعة بالقناة الخامسة أوكلت لى فاطمة فؤاد الإشراف على بعض البرامج ومذيعى الربط بعد أن توسمت فى القدرة على الإدارة وهذا جانب لم أكن أراه فى نفسى..أما مصطفى الشافعى فعلمنى كيف أكون مذيعة مثقفة وأن أجتهد فى عملى وأن الموهبة الفطرية لا تغنى عن التطوير والمذاكرة أما وائل عبد المجيد فتعلمت منه الفصل بين شخصيتى وبين عملى وأن حياتى خلف الكاميرا شىء وأمامها شىء آخر. وبالإضافة لهؤلاء هناك كثيرون أثروا فى مسيرتى الإعلامية أولهم الإذاعية القديرة الراحلة آمال فهمى أول من تنبأت لى بأن أكون إعلامية حين حاورتنى وأنا فى السنة الأولى بالكلية فى برنامجها "على الناصية" والاعلامية الكبيرة همت مصطفى كانت بالنسبة لى حلما وأساتذتى الذين درسوا لى الإعلام أثروا فى مشوارى منهم د.سامى عبد العزيز ود.محمود علم الدين والكاتب الصحفى الراحل عصام بصيلة رغم أنه لم يعط لنا إلا محاضرتين إلا أننا كنا منبهرين بشخصيته.

 

هل هناك فرق بين إدارتك للتليفزيون عن مجدى لاشين الرئيس السابق؟

مجدى لاشين مخرج محترم وله باع طويل وأستاذ فى علم الإخراج واحترم خبراته جدا وعلمه فى مجال الإعلام لكن كل منا له طريقة فى الادارة وهذا لا يعنى أننى ضد طريقته.

 

ما الأسس التى تديرين بها التليفزيون المصرى ؟

أدير شاشات التليفزيون المصرى بعدة أسس أهمها المحافظة على وطنية الشاشات التى أعتبرها مسئوليتى الأولى فطالما أنا موجودة على هذا الكرسى لابد أن أحرص على أن يبقى الغرض الأساسى من هذه الشاشات تثقيف المواطن المصرى وتوعيته بأهمية الحفاظ على وطنه وعلى بلده وألا نتركه فريسة لمن يريد أن يدمره ويؤثر عليه.

 

ما ملامح التطوير التى طرأت على الشاشات ؟

حاولنا أن نطور كل البرامج الموجودة على الشاشات من خلال تطوير السياسة التحريرية الموجودة فيها وأن نوضح للمواطن من خلال الصورة حقيقة المشاريع التنموية وما يحدث حوله من أحداث ولا نكتفى بالجلوس فى الاستديوهات مع استضافة الشخصيات ذات القيمة والتى تستطيع أن ترفع من وعى المواطن.. هذا بالإضافة إلى استحداث بعض البرامج الجديدة المتنوعة التى استطاعت أن تجتذب الجمهور.

 

أكاذيب السوشيال ميديا كيف تتعاملون معها ؟

هذا ملف هام جدا أعطيناه أهمية كبيرة وحاولنا أن نوضح للناس خطورة السوشيال ميديا وأهمية التحقق من المعلومات حتى يستطيعون تكوين حكم ورأى صحيح.. وحاولنا أن نخصص مساحة لتوعية المرأة بخطورة السوشيال ميديا وكيف تحافظ على بياناتها الشخصية وأسرار بيتها وكل هذا قدمناه وفق خطة لإدارة هذا الملف.

 

بعد أكثر من عامين على رئاستك للتليفزيون ماذا حققت من طموحك فى تطويره ؟

أحلامى وطموحاتى بالنسبة للتليفزيون لن تنتهى وعندما أصل إلى مرحلة أشعر خلالها أننى غير قادرة على تقديم شىء سأنسحب فمازال لدى الكثير لأقدمه فالحمد لله بشهادة الجميع استطعت مع فريق عملى أن أحدث تطورا ملحوظا فى الشاشات فنحن نعمل بشكل فريق ودورى فالأهم دائماً هو أن أساعد فريقى على الظهور بصورة تليق بمصر وبالمشاهد المصرى.

 

يلاحظ أنك تحرصين على تقليص الهيكل الإدارى ؟

‭‬ بالفعل طول عمرى أعمل بدون هيكل إدارى فلا تهمنى المسميات ولا يمكن أن يحصل أى مسئول على مكانته من خلال ورقة فالشخصية هى من تعطى المكانة وتخلق الهيبة للمكان وأنا أحب العمل الجماعى بنظام الفريق فالقرار لابد أن يخرج بعد دراسة وفقا لامكانيات من سينفذه فنحن نقوم بعمل خطة ونعمل على تنفيذها واذا لم تنفذ نستطيع أن نحاسب المقصر.

 

أين برامج الأطفال من التطوير ؟

‭‬ برامج الأطفال تحتاج نظرة مختلفة ونبحث إمكانية تقديم برنامج تفاعلى للأطفال فمثلا أن يشاهد الأطفال أنفسهم وهم يلعبون ألعابهم على الشاشات وأن يشاركهم غيرهم فى ذلك لأننى بصراحة أرى أن معظم البرامج الموجودة أقل من مستوى الأطفال ولابد أن نقتحم عالمهم الذى أصبح متطورا بشكل كبير وندرس هذا العالم.

 

ماذا عن البرامج الرياضية ؟

نضع اهتماما كبيرا بالبرامج الرياضية حيث نقدم مجموعة من البرامج المتنوعة والتى تغطى مختلف الألعاب مثل الفار وملعب زمان على القناة الثانية وغيرها من البرامج الاخرى بالاضافة إلى تطوير برنامج "ستاد العرب" الذى يعرض على الفضائية المصرية والذى يستضيف نجوم التحليل الرياضى.

 

هل من الممكن أن نرى برامج المنوعات أو اكتشاف المواهب على التليفزيون مرة أخرى؟

أبحث عن فكرة مختلفة وجديدة عما قدم فى السابق فأنا ضد التكرار ولن أقدم ستار أكاديمى أو ستار ميكر مرة أخرى لمجرد أن هذه البرامج نجحت مرة ، فلدينا أكثر من فكرة نبحث امكانية تقديمها منها برنامج عن شبيه الممثل ونبحث من خلال البرنامج عن شبيه الفنان الفلانى سواء فى الشكل أو طريقة الأداء والصوت ونحاول ان نلقى الضوء عليه أو أن نعطى الفرصة للموهوبين بارسال فيديوهات لأعمالهم وعرضها للجمهور ثم نتبنى الموهوبين المميزين ونقدمها لصناع الأعمال.

 

لماذا تم اختيار وائل الإبراشى لبرنامج التلفزيون الرئيسى وليس أحد أبناء التليفزيون ؟

كل قناة لها صفتها وشخصيتها وتنوعها الذى يصب فى مصلحة المشاهد ووائل الإبراشى له جمهور كبير ويعمل فى إطار وطنى وبيننا مساحة من التعاون وعلاقة طيبة وهدفنا واحد وهو المشاهد المصرى أما أبناء التليفزيون فهم موجودون على شاشاتهم وبرامجهم والغرض من وجود الابراشى هو التنويع ليجد المشاهد فرصة لاختيار ما يناسبه.

 

هل تضعين خطوطا حمراء للمذيعين والعاملين بالتليفزيون ؟

الإعلام المصرى داخله رقابة ذاتية ولديه حدود أولها ميثاق الشرف الإعلامى ولا تمييز ولا تنمر ولابد من عرض الرأى والرأى الآخر فكل إعلامى فى مصر يعرف هذا جيدا هذه الثوابت فى عقله ووجدانه.

 

كيف تتصرفين مع المتجاوزين ؟

أنا أتابع كل ما يحدث على الشاشة وخلف الشاشة أيضا والقانون هو الفيصل بين الجميع واذا تجاوز أى فرد فلابد أن يكون هناك إجراء حاسم وحازم.

 

هل يخشاك العاملون أم يحبونك وهل واجهت مراكز قوى فى بداية تولى منصبك ؟

أحب الجميع والكل يعرف أننى "زى السيف ولا أحب الغلط" فأنا حادة وجادة فى عملى وليس لدى صاحب ولا قريب ولا حبيب فى العمل وهناك فارق كبير بين علاقات الود والصداقة والمحبة وبين العمل وما يحكمنا القانون.. ومع ذلك أعتبر نفسى نصيرة المستضعفين فى المبنى ومن يأتينى مستضعفا لابد أن أساعده فى الحصول على أحقه وإذا وعدت لابد أن أوفى بوعدى فكلمتى عهد.. أما مسألة مراكز القوى فلا أعرفها ولم أجدها وإذا كنت نظرت إليها لم أكن لأتقدم فى عملى وتعثرت آلاف المرات ولذلك حرصت من أول يوم أن أطبق القانون وشعارى "أمشى عدل يحتار عدوك فيك".

 

لماذا لا تتبنين مبادرة لعودة الاعلاميين والفنانين للظهور على شاشات ماسبيرو؟

أتمنى ذلك وللأسف دائماً ما يعتذر بعض الفنانين عن تلبية دعوة برامج التليفزيون فهم لا يرفضون بشكل قاطع ولكن دائما ما يكون لديهم أعذار ولكننى أبادر وأدعو الجميع سواء نجوم الإعلاميين من أبناء ماسبيرو أو الفنانون لدعم ماسبيرو والظهور على شاشاته ولو حتى كضيوف فى البرامج وأخشى من أن تبوء مبادرتى بالفشل.

 

ألم يبادر أحد منهم بذلك ؟

أحيانا ما يحدث ذلك فمثلا الفنانة الكبيرة نبيلة عبيد طلبت عمل فيلم عن حياتها ومشوارها الفنى وبالفعل بدأنا الإعداد له ونبيلة عبيد واحدة من أهم الفنانات التى لها تأثير كبير فى السينما المصرية.

 

هل مازالت ريادة التليفزيون موجودة أم أصبحت تراثا ؟

التليفزيون له الفضل على كل النجوم سواء مذيعين أو فنانين أو مخرجين أو وغيرهم فى كل عناصر صناعة التليفزيون فكل من يعمل بالإعلام المصرى مدين بالفضل لماسبيرو لأن التليفزيون هو المعمل الذى فرغ كل هذه القدرات وهو الذى أضاء الشاشات الخاصة والعامة فى مصر والعالم العربى كله بدون استثناء وبلا مبالغة أو مجاملة يوجد فى التليفزيون المصرى أمهر وأفضل قدرات ممكن أن تجدها فى مجال الإعلام.