التطعيم‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرات‭ ‬وسيلة زعماء‭ ‬العالم‭ ‬لترويج‭ ‬منتجاتهم

بايدن  أمام العدسات فى رسالة واضحة للعالم
بايدن أمام العدسات فى رسالة واضحة للعالم

أعد الملف: أميرة شعبان و نوال سيد عبدالله

عادةً ما يتطلب إنتاج لقاح فعال سنوات من البحث والاختبار قبل الوصول إلى الأسواق، ولكن خلال عام 2020، كسرت العديد من الدول هذه القاعدة، ودخلت فى سباق محموم لمحاولة الوصول إلى لقاح فعال ضد فيروس «كوفيد – ١٩» المعروف بـ «كورونا».. واستمر هذا السباق حتى وصل عدد اللقاحات التى يختبرها الباحثون حاليا لـ 64 لقاحًا فى تجارب سريرية على البشر، بينما وصل 20 لقاحًا إلى المراحل النهائية من الاختبار، وما لا يقل عن 85 لقاحا قرب التجارب السريرية أى أنهم حاليا فى مرحلة التجارب على الحيوانات.. وخلال الأشهر الماضية تحول هذا السباق لحرب شرسة بين الدول لتبدأ عملية التراشق بالاتهامات والشائعات، والتنافس بالأسعار والمواد الفعالة للحصول على أكبر عدد من التعاقدات، مما دفع العديد لطرح تساؤل كبير.. هل بالفعل هذه الحرب هى لصالح إنقاذ الإنسانية من هذا الوباء؟ أم لها وجه اقتصادى وسياسى قبيح؟.

التطعيم‭ ‬أمام‭ ‬الكاميرات‭ ‬وسيلة زعماء‭ ‬العالم‭ ‬الأسرع‭ ‬لترويج‭ ‬منتجاتهم

نتنياهو‭ ‬وبايدن‭ ‬وتركى‭ ‬آل‭ ‬شيخ‭ ‬يتلقون‭ ‬‮«‬فايزر‭- ‬بيوتنك‮»‬‭ ‬وفاوتشى‭ ‬يلجأ‭ ‬لـ‮«‬موديرنا‮»‬

 

منذ أن بدأت حرب الشائعات بين الدول لمحاولة ترجيح كفة لقاح دون الآخر، عزم السياسيون على انتهاج أسلوب تلقى التطعيم علنا لطمأنة مواطنيهم وتشجيعهم لدحض الشائعات وتشجيع اللقاح المحلى للدولة.

وبدأ الأمر مبكرا حينما تناقلت وكالات الأنباء إعلان الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين فى أغسطس الماضى أن ابنته حصلت على اللقاح الروسى الجديد، وأنه على المواطنين عدم الخوف من تلقيه، مبررا عدم حصوله شخصيا على جرعة بأن اللقاح لم يتم اعتمادته لفئته العمرية حتى الآن، إلا أنه ما لبثت أن أكدت بعض الجهات أن الصورة ليست لإبنة بوتين وإنها مصطنعة.

نتنياهو خلال تلقي اللقاح

أما فى إسرائيل وبالرغم من أن الاستطلاعات تؤكد أن ثلثى الإسرائيليين يرغبون فى الحصول عليه، إلا أن المسئولين سعوا لدحض ما يعتبرونها «أخبارا زائفة» عن احتمالات وجود أعراض جانبية محفوفة بالمخاطر من اللقاح، لذا وتحديدا فى الـ 19 من ديسمبر الماضي، ظهر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيتامين نتنياهو أمام الكاميرات ليتلقى أول جرعة من لقاح «فايزر» مستعينا بكلمات من الكتاب المقدس وهبوط الإنسان على سطح القمر عام 1969.

وعلى غراره ظهر فى الـ21من ديسمبر الرئيس الأمريكى المنتخب جو بايدن مباشرة أمام المواطنين وهو يتلقى أول جرعة له من لقاح «بيوتنك – فايزر»، المضاد لفيروش كوفيد 19 فى مستشفى بمدينة نيويورك، وأعلن عقب ذلك أن زوجته أيضا قد تلقت الجرعة الأولى لها من اللقاح فى ذات اليوم، وأن كامالا هاريس نائبة الرئيس ستتلقى جرعتها عقب أسبوع، وبعد تلقيه الجرعة أكد بايدن أنه قام بذلك ليؤكد للمواطنين عدم القلق من اللقاح وليشكر العلماء الذين جعلوا ذلك ممكنا.

ومن داخل الولايات المتحدة سعى انتونى فاوتشي، مدير المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية فى الولايات المتحدة الأمريكية لتأييد لقاح «مودرنا» فظهر هو أيضا أمام عدسات الكاميرات أثناء تلقيه الجرعة الأولى للقاح، مؤكدا أن لديه ثقة كبيرة فى سلامة وفعالية هذا اللقاح ويشجع كل من لديه فرصة للتطعيم.


والأمر لم يقتصر على الدول الكبرى فقط بل امتدت للدول العربية ففى السعودية أعلن المستشار تركى آل شيخ رئيس هيئة الترفيه بالمملكة العربية السعودية، أنه تلقى جرعته الأولى من اللقاح المضاد لكورونا، وكتب عقبها على حسابه بموقع تويتر  أخذت الجرعة الأولى من لقاح فايزر بيوتنك والحمد لله الأمور تمام، ولم أشعر بأى شىء وأدعوكم للمسارعة بأخذه.