منافسة شرسة مع الصيني والياباني.. تحديات الحصير المنوفي تهدد بتوقف إنتاجه 

الحصير المنوفي
الحصير المنوفي

تحديات كبيرة يواجهها الحصير المنوفي، في عصر استولى فيه التوكتوك على الصناع بعد أن هرجوا تلك الصناعة التي أصبحت مهددة بالاندثار، كما بات الحصير اليدوي في منافسة شرسة مع منتجات الحصير الصيني والياباني.

 

في قرى سلامون بحري وقبلى وكفر الجلابطه وغيرها من قرى مركز الشهداء، ما زالت تكابد عناء البقاء في مواصلة إنتاج الحصير والذي يستخدم بكثرة في المجتمعات الريفية رغم انتشار أنواع جديدة من الحصير البلاستيك إنتاج المصانع الحديثة والتي باتت منتجاتها تمثل تهديدا مباشرا للصناعة اليدوية. 

 

ورشة عائلية

من جانبه أكد  محمد عبده، صاحب ورشة، أنه نشأ منذ نعومة أظافره على العمل بحرفة صناعة الحصير وتعلم جميع فنونها أبا عن جد، مؤكدا أن زوجته وأفراد عائلته الصغيرة على مساعدته في إعداد المواد الخام وتهيئتها حتى تصل إلى المنتج النهائي قبل القيام ببيعه بالأسواق الريفية المنتشرة بمركز الشهداء والمحافظات الأخرى المجاورة.

 

وأضاف عاطف دندوح، بالمعاش، أن ورش إنتاج الحصير تنتشر بقرية كفر الجلابطة، أما أسفل المنازل، أو أزقة القرية القرية أو بالمناطق التي تم ردمها وإعدادها لذلك الغرض والمجارى المائية القديمة. 

اليومية.. 60 جنيها فقط

 وعن يومية العامل فهى تتراوح حاليا ما بين 50 إلى 60 جنيها فى اليوم حيث يبدأ العمل بالورشة منذ الصباح الباكر وحتى انطلاق أذان العصر  بعد يوم عمل طويل ومرهق ولم تعد صناعة منتجات البلاستيك بالورش اليدوية  مجزية كسابق عهدها.

 

ارتفاع أسعار عيدان السمر

وتعتمد الحُصر في صناعتها على مواد خام أبرزها " السمر" وهي نباتات أشبه بالبوص تنمو في عدد من الأراضي المالحة بمحافظات الشرقية والإسماعيلية والبحيرة بدون تدخل بشري ويتم حصاده كل عامين.

 

 وفي الفترة الأخيرة رفع أصحاب هذه الأراضي أسعار عيدان السمر بعد أن كانت تجلب مجانا، مشيرا إلى إن الأراضي التي ينمو فيها السمر تتناقص بشكل كبير بسبب استصلاحها وزراعتها أو البناء عليها.

 

أسعار الحصر

وتتراوح أسعار الحصير بحسب جودته ونوع الخامات المستخدمة في الصناعة، فهناك حصير يباع بنحو 70 جنيها وآخر بسعر 15 جنيها وفي الزمن القديم مع بدايات الصناعه بالقريه كان يتم بيع الحصيره بتعريفة او ساغ في أوائل الثمانينات. 

 

صناعة على وشك الاندثار بسبب التوك توك

من جانبه اكد  مصطفى جمعة من أقدم صناع الحصير بمركز الشهداء، أن الحرفة كان يعمل بها المئات خلال السنوات الماضية إلا أن الأمر أصبح الآن صعبا للغايه حيث هجر الكثير منهم للعمل بالعديد من الصناعات الأخرى، بالإضافة للوافد الجديد علينا ألا وهو التوك توك والذي سحب أمهر صناع الحصير بحثا عن الربح السريع والوفير، الأمر الذي أدى إلى أن أصبحت الصناعة معرضة للانقراض.

حصر من زمن فات

وأشار إلى أن صناعة الحصير كانت في الماضي، توفر العديد من فرص العمل للمواطنين وتساهم في فتح بيوت للبسطاء وتوفر لهم  لقمة العيش مع تزايد معدلات الطلب في ذلك الوقت فكانت الورشه تقوم بصناعة وإعداد 15 حصيرة في اليوم الواحد.