العندليب يهرب من «كُتاب» الشيخ أحمد

عبدالحليم حافظ - أرشيفية
عبدالحليم حافظ - أرشيفية

وقف الطفل عبدالحليم حافظ «العندليب الأسمر» بجوار خاله، يتابع بعين زائغة الشيخ أحمد «شيخ الكُتاب»، وهو ينهال بالضرب على أحد الصغار بعصاه الغليظة لعدم حفظه وإتقانه للقراءة.

 

ارتجفت أنامل العندليب الصغير من شدة صرخات الطفل الصغير من قسوة الضرب، وتراود لمخيلته أنا ما فعله الشيخ مع زميله سيكرره معه أيضًا إذا أخطأ في القراءة أو الكتابة.

 

وما إن حل الليل، هاجمت عصا الشيخ أحمد «جسد العندليب» في حلمه الذي امتلأ بالكوابيس المزعجة، وقرر عدم العودة إلى «الكُتاب»، وهم على وجهه في الطرقات ولا يعرف إلى أين تقوده قدماه، وأصبح تائهًا وضل الطريق ليجد نفسه في إحدى القرى البعيدة عن قريته، حيث انهمر في البكاء بينما ترتب إحدى السيدات على كتفه في محاولة لطمأنته واصطحبته إلى منزلها وروى لها عن سبب هروبه وخوفه من الشيخ.

 

اقرأ أيضًا| عبدالحليم حافظ: اقرأ القرآن قبل تسجيل أي أغنية

 

أخذت السيدة تقترب منه وتجفف دموعه ونجحت في الوصول إلى خاله وبكلمات الترجي طلبت منه عدم إجباره على الذهاب إلى «الكُتاب»، إلا أن الخال حاول إقناع «عبدالحليم حافظ» بضرورة العودة إلى «الكُتاب»، لكن تراجع بعد أن عرف سبب الذي دفعه للهرب، فسرعان ما علت ابتسامة وجه العندليب وتحول بريق الخوف إلى سعادة بالغة بعد أن ألحقه الخال بالمدرسة التي واظب على الذهاب إليها.

 

ولد عبد الحليم علي شبابنة «عبد الحليم حافظ» في 21 يونيو 1929 في قرية الحلوات التابعة لمركز الإبراهيمية محافظة الشرقية، وهو الابن الأصغر بين أربعة إخوة هم إسماعيل ومحمد وعلية، توفيت والدته بعد ولادته بأيام وقبل أن يتم عبد الحليم عامه الأول توفي والده ليعيش اليتم من جهة الأب كما عاشه من جهة الأم من قبل ليعيش بعدها في بيت خاله الحاج متولي عماشة. 

 

كان يلعب مع أولاد عمه في ترعة القرية، ومنها انتقل إليه مرض البلهارسيا الذي دمّر حياته، أجرى خلال حياته واحد وستين عملية جراحية، التحق بعدما نضج قليلا في كتاب الشيخ أحمد، ومنذ دخول العندليب الأسمر للمدرسة تجلى حبه العظيم للموسيقى حتى أصبح رئيسا لفرقة الأناشيد في مدرسته، التحق بمعهد الموسيقى العربية قسم التلحين عام 1943، عمل 4 سنوات مدرساً للموسيقى بطنطا ثم الزقازيق وأخيرا بالقاهرة، وقدم استقالته من التدريس والتحق بعدها بفرقة الإذاعة الموسيقية عازفا على آلة الأوبوا عام 1950.

 

اكتشف عبد الحليم شبانة الإذاعي حافظ عبد الوهاب الذي سمح له باستخدام اسمه "حافظ" بدلا من شبانة، وأجيز عبد الحليم في الإذاعة بعد أن قدم قصيدة «لقاء» كلمات صلاح عبد الصبور، ولحن كمال الطويل عام 1951، وأغنية «يا حلو يا أسمر» كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي، وعندما غنى «صافيني مرة») كلمات سمير محجوب، وألحان محمد الموجي في أغسطس عام 1952 رفضها الجمهور، لكنه أعاد غنائها في يونيو عام 1953، يوم إعلان الجمهورية، وحققت نجاحاً كبيراً، وبعد سلسلة من النجاحات رحل عن عالمنا في 30 مارس 1977.

 

مركز معلومات أخبار اليوم