محلات العطارة.. باب خلفي للسحر والشعوذة

مواد العطارة
مواد العطارة

◄ الدجالون يستغلون مشاعر المرضى ويطلبون أعشاب باهظة الثمن لاستنزافهم ماديا
◄ شيخ العطارين: القنفذ المحنط والجاوى وعود الصليبة الهندي تُستخدم لطرد الجان وتُباع بالجرام

 
على الرغم أننا في القرن الواحد والعشرين وما يتسم به من تقدم تكنولوجى وطبي إلا أن تجارة الأعشاب التي تستخدم لفك السحر والشعوذة ظلت تدر دخلاً كبيراً على العطارين، والذي ساء استخدامها في الآونة الأخيرة خاصة في القرى والأرياف ليكشف الجانب السلبي ويعكس المستوى الثقافي لدي قطاع كبير من المواطنين، فعلى الرغم من أن معظمها طبيعية ولها استخدامات آخرى مفيدة إلا أن الدجالين والمشعوذين أساءوا استخدامها  في الدجل والشعوذة واستحضار الأرواح فضلاً عن السحر الأسود السفلي وجلب الحبيب وغيرها من الأعمال المنافية للقيم الأخلاقية ومخالفة للأديان السماوية والمعتقدات الدينية.

«قال لى هخليكى تنتقمى منه وهيرجعلك حقك وهخليه يرجعلك زاحف».. عبارة قالتها مستورة محمدين في بداية حديثها عن محاولة الانتقام من طليقها الذي تركها هي وأبناءها وتزوج بأخرى، ليكوى قلبها بنار الفراق  وبين طول الأيام وسواد الليل الحالك داعب عقلها فكرة الذهاب إلى أحد الدجالين المشهورين بالمنطقة وفي صبيحة أحد الأيام تنكرت مستورة في زي رث  ووشاح على وجهها وبخطى  متأرجحة وبيد مرتعشة طرقت باب الدجال لتهوى بنفسها في مستنقع الشرك والضلال.

بنبرات حزينة يكسوها الندم وصفت مستورة الدجال قائلة: كان واثقاً من نفسه يرتدي ثيابا جديدة وطويلة ويرتدي عمامة وممسكاً سبحة بيده اليمنى ويجلس على أريكة صغيرة، بينما جلست أنا على مقعد مقابل له ، بدأت أقص عليه حالى واشتكى من زوجى وبعد الانتهاء قال لى الأمر بسيط ولا يحتاج  سوى البخور وحجاب  مكتوب بالزعفران وطلب منى ما يقارب  5 آلاف جنيه  ثمن  بعض الأعشاب المستخدمة أو أقوم أنا بشرائها إذا أحببت بالفعل وفرت النقود و ذهبت إليه وقام بقراءة بعض الأدعية والطلاسم وكلمات لا أفهم معظمها بعدما أشعل البخور وطلب منى الانتظار لمدة ثلاثة أيام، وأعطانى زجاجة بها ماء مضاف إليه بعض الأعشاب لا أعلمها وطلب منى الاستحمام بها.   

مرت الأيام والشهور وأنا أذهب إليه من الحين إلى الآخر، فبعدما كنت أذهب إليه متخفية أصبحت معتادة على هذا الأمر، وكان فى كل مرة يطالبني بالصبر ويخبرني أنه مع  بداية الشهر الهجري سأحصل على مبتغاي ، موضحاً أن الأسبوعين الأولين من الشهر لتقريب الأحباب، و الأسبوعين الأخيرين هما للتفريق بينهما. كما أطلعني أنه قرأ على بيضة انتظرها طويلاً كي تفقس، ما يشير إلى أن الأمر يحتاج إلى المزيد من البخور والأعشاب وطلب منى الكثير من الأموال، ومع مرور الوقت اكتشفت أنى وقعت ضحية نصب.

 
ومن جانبه يقول أحد العطارين بمنطقة شبرا الخيمة الذي رفض ذكر اسمه إن بعض الزبائن يطلبون التركيبات الخاصة بفك الحسد والسحر وجلب الحبيب، متابعاً  «للأسف ده وهم بيتباع للناس».

وأشار إلى أن هذه تجارة حرام لأن الكثير من العطارين يبيعون الوهم من أجل الربح السريع والسهل.

وتابع هناك فرق بين بيع الأعشاب الطبيعية التى تستخدم فى علاج بعض الأمراض دون إحداث أي آثار جانبية، وبين التركيبات التى تستخدم في أعمال السحر والشعوذة ويستخدمها الدجالون بغرض الأعمال السفلية والسحر الأسود.

وعن بعض الأعشاب المستخدمة في السحر أكد أن حجر جهنم، وظفر العفريت وحافر الجان، من أبرز ما يستخدمه الدجالون ويتم بيعها بالجرام، وعن الأسعار يقول يصل سعر مر البطارخ إلى  1500 جنيه للجرام، وعين العفريت بـ  100 جنيه، والصبر بـ 750 جنيهاً وبلح الغيرة جنيهان للحبة الواحدة، والتوتة الزرقاء 70 جنيهاً، و8 جنيهات لكف مريم،  والسندوراس يقارب الـ 200 جنيه للكيلو، والجاوى الكيلو بـ50 جنيهاً.

كما يقول الحاج جمال صاحب أحد محال العطارة بدار السلام  إنه قد يكون هناك بعض الاستغلال للزبائن من قبل بعض العطارين، ولكن هذا لا ينطبق على الجميع  فالعطارة مهنة نبيلة وإنسانية  ولها فوائد كثيرة ، موضحاً هناك من يعمل بضمير ولا يبيع الوهم وهناك ضعاف النفوس،  وتابع الكثير من المواطنين يطلبون بخور وأعشاب ووصفات لفك السحر والوقاية منه وجميع الأعشاب المستخدمة طبيعية ومذكورة فى الكتب  والسنة.


كثير من الأسرار والخبايا  كشف عنهما عم جمال فى حديثه مع «الأخبار المسائى» داخل جدران محله بدار السلام ووسط العديد من الرفوف المكتظة بالبرطمانات المملوءة بالأعشاب التى يعتقد الكثيرون أن بها الشفاء من كل داء أو سحر أو حسد، مؤكداً أن هناك إقبالاً كبيراً من قبل المواطنين على «بخور النفس» لأنه معروف بأنه طارد للشر والحسد والسحر كما أنه يتميز برائحة طيبة وذكية تجعل المحسود يقتنع  أن العين قد رحلت عنه إلى الأبد.

وأشار إلى أن بعض المواطنين الذين يعانون من مس للجن أو غيره من الأمراض المستعصية يلجأون لبعض الدجالين الذين يستغلونهم ويلعبون بمشاعرهم ويطلبون منهم بعض الأعشاب باهظة الثمن من أجل استخدامها فى الأعمال السحرية مثل الطقش المغربى والمسخاطير الهندية وغيرها والتي يتخطى  الجرام منها الـ200 ألف جنيه، متابعاً أنا لا أبيع هذه الأعشاب والبخور التى تستخدم فى السحر السفلى والدجل  والتى تتميز بالروائح الكريهة مثل « الصبر والحلتيت»  والتي يطلبها الدجال من أجل أعماله السفلية.

وفى نفس السياق أكد شيخ العطارين أبو البراء أن هناك العديد من الأبخرة التى تستخدم في  طرد الجن والعفاريت منها القنفذ المحنط إلى جانب الجاوي التناحري وعود الصليبة الهندي وعرق المحبة فهو يطرد الجان،ويستخدم أيضاً لجلب الحبيب والجاه والسلطان، وسعر الجرام يتخطى الـ 60 جنيها، فضلا عن الزعفران الهندي، الذي يستخدم لكتابة الأعمال والسحر وفك المربوط و استحضار الجان وطرده، وعين العفريت ولبان الدكر ولبان النتاية وحب الكنائس وجوزة الطيب.

وتابع شيخ العطارين، أن أكثر السائلين عن تلك الأعشاب والبخور من النساء فهن أكثر هوساً بتلك الأمور خاصة أن هناك صنف منهن يرغبن في عمل الأعمال لأزواجهن للحفاظ عليه أو لبناتهن من أجل الزواج بخلاف الدجالين والمشعوذين، متابعاً هناك بعض المشعوذين والدجالين يستخدمون الأعشاب الملينة  التي تسبب الغثيان والتقيؤ ويبيعونها بأسعار خيالية، فضلا عن بعض الدجالين الذين  يستخدمون أعشاب وردت ذكرها في بعض الأحاديث أو في كتب التفسير مثل الحبة السوداء والسنا وورق السدر والعود الهندي وغيرها فيخلطها ويسحقها مع بعض الأعشاب التي لها ألوان ورائحة قوية حتى لا يكتشف سر المهنة.