محمد الطوخي.. أقدم مصمم معارك في السينما المصرية

محمد الطوخي.. أقدم مصمم معارك في السينما المصرية
محمد الطوخي.. أقدم مصمم معارك في السينما المصرية

كتب: محمود عراقي

 

«الدوبلير» اسم يطلق على الممثل البديل الذي تقتصر مهمته على أداء الأدوار الخطيرة أو الصعبة نيابة عن الممثل الأصلي، يعرض حياته للموت، وليس من حقه المطالبة بأي تعويض عن الأخطار التي يتعرض لها، وهم غالبا لا يبحثون عن المجد، ولكنهم نجوم في فنونهم.


لكن أحد أقدم وأشهر من عرفته معارك السينما كان محمد الطوخي توفيق، الذي أسند إليه مهمة تصميم المعارك في الأفلام، ونجح في تكوين فرقة خاصة به، وبدأ العمل بديلا في السينما وعمره عشرون عاما، بحسب ما نشرته آخر ساعة في 28 فبراير 1962.


والطوخي من أبطال السيرك، استمد منه الشجاعة الخارقة، فكان يؤدي الأدوار التي تطلب القفز من الشرفات والنوافذ ومن الارتفاعات الشاهقة، بديلا عن الممثلين الأصليين، وكثيرا ما تعرض للإصابات.


أدى الطوخي مشهدا في فيلم ريا وسكينة بديلا عن الفنان شكري سرحان، حيث قام بطعن رجل بسكين ثم قفز من فوق سطح منزل يرتفع عن الأرض بحوالي 12 مترا.

 

اقرأ أيضًا| ثروة تبحث عن وريث.. مدفونة بحديقة قصر مصري


تعرض الطوخي لإصابات كثيرة وهو يؤدي أدواره، وفي إحدى المرات كان يؤدي دورا بديلا للفنان محمود المليجي في فيلم «الوحش»، وكان الدور يتطلب القفز من شباك على ارتفاع ستة أمتار إلى سطح شديد الانحدار بمستشفى ديروط، وحدث أن ألقت إحدى فراشات المستشفى على السطح بعضا من الماء والصابون، وعندما قفز الطوخي انزلقت قدماه ليسقط في الحديقة وتتعرض ساقه للكسر.


ورغم ألمه أكمل العمل في الفيلم، ثم تفرغ بعد ذلك لعلاج نفسه على حسابه الخاص، حيث أنفق على العلاج 35 جنيها من مجمل أجره في الفيلم وهو ستون جنيها.


وفي فيلم «جحا والسبع بنات»، أدى الطوخي دورا بديلا لممثل قديم اسمه أنور زكي، وتطلب الدور أن يقفز الطوخي من أعلى شجرة على شخص كان يجلس في وضع خطأ، وعندما قفز الطوخي سقط بصدره على ركبته فكسر ضلعان من ضلوعه، وكان أجره في هذا الوقت ثلاثة جنيهات صرف أضعافها على علاجه.


ولد الطوخي بالقاهرة في 10 يوليو 1925، ونجح منذ بدايته في الخمسينيات بالاشتراك في عدة أفلام أجادت تقديمه إلى الجمهور مثل: «ابن حميدو» و«رصيف نمرة 5» و «الساحرة الصغيرة» و«نص ساعة جواز»، وحقق رواجًا أكبر بفترة السبعينيات حيث سادت الأفلام التجارية التي تعتمد على الإثارة والكوميديا، ولم ينقطع عن معاركه الفنية حتى وفاته في 22 أغسطس 1984.