ترصدها «الأخبار»..

«بيزنس البالة».. رحلة الملابس المستعملة من أوروبا إلى السوق المصرية

 أحد التجار خلال حديثه مع الأخبار
أحد التجار خلال حديثه مع الأخبار

لكل مهنة كواليس خفية لا يعلمها إلا أهلها أنفسهم، ويعد سوق الملابس المستعملة عالماً كبيراً وواسعاً، له خفاياه وأسراره التي لا يعلمها إلا العاملون به، يضم المجال العديد من التجار الذين اشتهروا وأصبحت أسماؤهم علامة مسجلة به، وزبائنه لا يعرفون سوى التسوق منها لالتقاط بعض القطع التي قد تباع في أشهر المحلات وبأعلى الأسعار. 

"الأخبار" تلقي الضوء على عالم ملابس "البالة"، وتتتبع رحلتها من الخارج وصولاً إلى بورسعيد وباقي محافظات الجمهورية، خاصة بعد أن أصبحت من أكثر السلع إثارة للمخاوف مع انتشار فيروس كورونا. 

‭‬بائعو‭ ‬الوكالة:‭ ‬بلجيكا‭ ‬مركز‭ ‬تجميع‭ ‬الملابس‭ ‬المستعملة وليس‭ ‬الصين‭..‬ وغسلها‭ ‬قبل‭ ‬ارتدائها‭ ‬الحل‭ ‬الآمن

"أكل‭ ‬عيشنا"‭ ‬تأثر‭ ‬كثيراً‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا

لا يوجد أحد في مصر لا يعلم بمنطقة وكالة البلح، سواء كنت تسكن في إحدى المناطق الشعبية، أو كنت من سكان أرقى مناطق القاهرة، فمن المؤكد أنك قمت بالنزول إلى هذه المنطقة الشهيرة ببيع الملابس المستوردة والمستعملة، ووقعت عيناك على أحد قطع الملابس التي قد تجدها في أغلى المحلات ولكن مع فارق سعر رهيب، وهذا المنطق هو الذي يجعل زبون الوكالة يفضل التردد عليها والشراء منها عن غيرها من المحلات أو المولات الشهيرة.

فزحامها هو إحدى صفاتها التي تشتهر بها هذه المنطقة، نظرا لتراص المحال ذات المساحات الصغيرة إلى جوار بعضها البعض ولتصبح صيحات البائعين بالنبرات المختلفة هي وسيلة الدعاية لبضاعتهم في محاولة لجذب أنظار الزبائن ولفت انتباهها للدخول إلى المحل.

يقول جمال رزق، تاجر، إن ملابس البالة آمنة تماما لأنها تأتي من بلجيكا، تلك الدولة التي لا تسمح بخروج الملابس المستعملة من أراضيها إلا بعد الاطمئنان لسلامتها تماما.. وأضاف "رزق"، أن التجار الذين يستوردون تلك الملابس لا يستطيعون إخراجها من ميناء بورسعيد المخصص لاستيراد ملابس البالة  إلا بعد الحصول على شهادة من وزارة الصحة تضمن سلامة ملابس البالة تماما ومن ثم يبدأون توزيعها على تجار التجزئة أمثالنا.. وطالب جمال رزق الحكومة بفتح باب استيراد ملابس البالة أمام جميع التجار وعدم احتكارها على تاجر أو اثنين فقط وتركنا فريسة في أيديهم للتلاعب بالأسعار كما يشاءون.

ويقول عادل أحمد، بائع: "أعمل في هذه المهنة منذ أكثر من 15 عاما، واختلفت الأوضاع بها كثيرا ولكن تبقى البالة دائما هي طوق النجاة من الغلاء الفاحش للأسعار داخل المحلات والمولات التجارية، والأمر لم يعد مقتصرا على شريحة بعينها فمختلف الطبقات يترددون على محلات الوكالة من أجل شراء البالة والتي اختلف مفهومها عند الكثيرين فهي لا تقتصر على الملابس المستخدمة فقط، بل هناك ملابس جديدة وماركات عالمية تباع لدينا".

ويضيف: "أسعارنا الزهيدة وجودة الملابس هو ما يبحث عنه الزبون دائما، وكل تاجر منا يقوم بشراء البالة على حسب أذواق زبائنه وإن كانت الأفضلية للأوروبي، لأن الزبون يسارع بشرائه عن الخليجي، كما أن الماركات التي يبحث عنها الشباب على وجه التحديد تتوافر في أغلب الموديلات القادمة من إيطاليا أو أمريكا، أما الخليجي فله زبونه الخاص؛ خاصة وأن أغلب موديلاته تأتي من السعودية والإمارات".

ويؤكد كمال مسعود، بائع، أن تجميع كافة ملابس البالة يكون في بلجيكا، وأغلب الموجود في الأسواق ليس صينيًا كما هو شائع عند البعض، خاصة أن السوق الأوروبي لا يفضل وجود منتجات الدول الآسيوية بها، نظرا لأنها رديئة بعض الشيء مقارنة بهم، فقليلا ما تجد قطعة صيني بين باقي الملابس، وحتى الإقبال عليها ضعيف من قبل الزبائن.

ركود شديد

ويشير إلى أنهم عانوا من فترة ركود كبيرة بسبب فيروس كورونا، ولكن بدأ السوق يستعيد نشاطه من جديد، والأزمة لم تكن في استيراد البضاعة لأن كل منا كان لديه مخزون كبير من الملابس ولكننا كنا في انتظار الزبون.

ويؤكد أنه لا داعِ لأي قلق من ملابس البالة، لأنه يتم الكشف عليها قبل الإفراج عنها سواء قبل استيرادها أو بعده أيضًا، كما أننا نقوم بتعريضها للكي بالبخار عدة مرات، وننصح الزبون أيضا دائما بغسلها قبل ارتدائها من قبل انتشار الفيروس.