ننشر تفاصيل «كمين» الزوجة وعشيقها لـ«المخدوع»

مثلث الشر الزوجة وعشيقها وشريكهما
مثلث الشر الزوجة وعشيقها وشريكهما

المتهمة: زوجي أهملني واستحق مصيره

عشيق الزوجة: حبي لها أعمى قلبي وجعلني مسلوب الإرادة

ساقت من المبررات والحجج الكثير، حمل كلامها تبريرات واهية لم تنجح في اقناع أي فرد من جهات التحقيق، التفاصيل الدقيقة والسيناريو البشع الذي دارت به أحداث الجريمة من البداية الى النهاية لا يعفيها من الخطأ والخيانة، كانت حجتها الرئيسية أن زوجها كان يعاملها بقسوة شديدة.

تعلق قلب الزوجة الخائنة وسط هذه الأحداث الدرامية بعشيقها الذي نجح في السيطرة على كل كيانها وفي نهاية الأمر دفعها للقتل، قالت المتهمة عقب القبض عليها، نعم أخطأت، لكن ما باليد حيلة، ما حدث قد حدث وأواجه الآن مصيري المحتوم، لم أتخيل وأنا في ثوب الزفاف بجوار زوجي إنني سوف اقتله في يوم من الأيام، لم أتصور أن أصبح مجرمة ومتهمة في جريمة قتل، وأواجه حكمًا بالإعدام بسبب حبي لعشيقي، كانت هذه الكلمات البسيطة هي ملخص اعترافات المتهمة بقتل زوجها بمساعدة عشيقها.

كان الزواج بين أبطال القصة تقليديًا من الدرجة الأولى، مرت الفترة الأولى من الزواج على أفضل ما يكون وأثمر الزواج عن طفل جميل، لكن لسبب أو لآخر ارتفعت حدة الخلافات بين الزوجين بسبب قسوة الزوج تارة، واهتمامه بسهرات الفرفشة مع أصدقائه تارة آخرى، بدأت المشاكل تعرف طريقها إلى عش الزوجية الهادئ، سارت الحياة بينهما على نحو متقلب صعودًا وهبوطًا، ما دفع الزوجة لطلب الطلاق أكثر من مرة بعد أن ساءت معاملة زوجها لها واصبحت الحياة بين الزوجين روتينية ومملة رغم أن زواجهما لم يمضي عليه بضعة سنوات إلى أن وقع زلزال كبير في حياة الأسرة غير من منحنى الأحداث بشكل كبير. 

تعرفت الزوجة على أحد الأشخاص أثناء استقلالها لإحدى وسائل المواصلات العامة، تبادلا أرقام الهواتف وبدأت صداقة قوية بينهما، بدأ هذا الشاب في التقرب منها رويدا رويدا، ألقى على مسامعها كلمات الغزل والعشق والغرام، للدرجة التي لم تتمكن فيها من صده وكأنها كانت تنتظره بفارغ الصبر منذ سنوات، لم توبخه في أي مره على تجاوزه معها، بل بادلته نفس الشعور والكلمات حتى أصبحا لا يفترقان، ومع الوقت وجدت في عشيقها ما كانت تبحث عنه طوال الوقت، نسيت زوجها وتذكرت فقط شبابها وأنوثتها التي نسيتها مع زوجها الذي أهملها وكان يتعمد اهانتها.

أخذت العلاقة بينهما منحنى آخر، إلى أن وقعا معًا في المحظور، كان استمرار العلاقة بينهما على هذا المنوال ضربًا من المستحيلات خصوصًا بعدما بدأ زوجها يضيق عليها في الخروج من المنزل، لذا لم يكن أمام الزوجة سوى طلب الطلاق حتى تتمكن بالارتباط بمن اختاره قلبها ووجدت فيه كل ما تتمنى، لكن المفاجأة كانت في رفض الزوج تنفيذ طلبها بل قام بإهانتها وضربها وعندما ارتفع الصراخ، هرولت خارج المنزل للاستغاثة فكان نصيبها علقة ساخنه أمام الجيران، ثم تدخل البعض لتهدئة الأمور بينهما، لكن يبدو أن التماسك الذي تظاهرت به الزوجة كان الهدوء الذي يسبق العاصفة.

خطة التخلص من الزوج

اتفقت الزوجة الخائنة مع عشيقها على استدراج زوجها وفي الوقت المناسب يتم تنفيذ الجريمة، حيث حددت الزوجة لعشيقها خط سير زوجها بالسيارة، كانت الخطة تقتضي استعانة العشيق بأحد اصدقائة الذي كان دوره يتلخص في انتظاره على إحدى جانبي الطريق وفي الوقت المحدد يطلب الاستغاثة حتى يُجبر الزوج على التوقف في الطريق وهو ما حدث بالفعل، حيث قام عشيق الزوجة بالانقضاض على الزوج بشكل مفاجئ وضربه على رأسه من الخلف بقطعة حديدية أفقدته توازنه وأسقطته أرضًا، بعدها قام بتوثيقه بالحبال، وطعنه عدة طعنات بسكين كانت بحوزته ثم تخلصا معًا من الجثة بإلقائها على أحد جوانب الطريق.

بلاغ مثير

على الجانب الأخر تلقت مديرية أمن القاهرة بلاغًا من الأهالي يفيد بالعثور على جثة لشخص مجهول يرتدي كامل ملابسه على أحد الشوارع الجانبية، وبمناظرته تبين إصابته بطعنات بمنطقة الصدر والبطن، وطعنات أخرى قطعية بالظهر، تم تشكيل فريق بحث على أعلى مستوى، للوقوف على ملابسات الجريمة، كان أهم جزء في القضية هو تحديد صاحب الجثة المجهولة وتحديد هويته، ومن ثم تأني المرحلة الثانية من البحث والتحري لضبط الجناة، حيث توصلت جهود فريق البحث أن زوجة المجني عليه هي مرتكبة الجريمة بالإشتراك مع عشيقها وصديقه، الذي وعدها بالزواج بمجرد التخلص من الزوج، وعلى الفور تم إعداد مأمورية أمنية لسرعة ضبط الزوجة المتهمة وعقب القبض عليها ومواجهتها بالأدلة والبراهين لم تتمكن من الانكار وأرشدت عن مكان اختباء عشيقها وشريكه في الجريمة وقدمت اعترافات تفصيليه لطريقة ارتكاب الجريمة. 

أمر الإحالة يدين الزوجة

قررت النيابة العامة، إحالة سيدة عشيقها وصديقه، إلى المحاكمة الجنائية، لاتهامهم بقتل زوج المتهمة، والتخلص منه داخل سيارته في مدينة بدر، وجاء في أمر إحالة المتهمين، في القضية رقم 3 لسنة 2020 جنايات بدر، ومقيدة برقم 104 لسنة 2020 كلي القاهرة الجديدة، توجيه الاتهام لكل من، "م.م"، 26 سنة، عامل مخبز، و"ن. م"، 36 سنة، عامل، و"ر. ع"، 27 سنة، ربة منزل، بدائرة قسم بدر، محافظة القاهرة، بقتل المجني عليه "ح. أ. ع" عمدًا مع سبق الإصرار والترصد، بعدما عقدوا النية على قتل الزوج حتى يخلوا لهما الجو معًا.

 وجاء في أمر الإحالة قيام كل من المتهم الأول والثاني، باختيار الزمان ليلًا، والتربص بمكان خط سير الزوج ومن ثم  تنفيذ مخطط قتله حيث استغاث صديق العشيق بالزوج وطلب منه توصيله داخل المدينة، وحال ركوبه السيارة تسلل المتهم الأول«عشيق الزوجة» واستقل المقعد الخلفي وغافل المجني عليه بتوجيه الطعنات المختلفة في أنحاء متفرقة من جسمه  فأحدثا به الإصابات الموصوفة بتقرير الصفة التشريحية والتي أودت بحياته، وأكد قرار الإحالة، اشتراك المتهمة الثالثة، بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول علي ارتكاب الجريمة موضوع التهمة الأولى، وساعدت عشيقها على ارتكاب الجريمة بعد أن طلبت من المجني عليه التوجه لعمله دون اصطحاب نجلهما حتى يتمكن المتهمان الأول والثاني من تنفيذ مخططهما، فوقعت الجريمة بناء على ذلك التحريض والاتفاق بمباركة ومساعدة الزوجة الخائنة.