الغربية أول محافظة انتهت من تطوير مسار العائلة المقدسة بكنيسة أبانوب التاريخية.. ووزيرا الآثار والتنمية المحلية والمواطنون يشيدون بالنقلة الحضارية للكنيسة والمنطقة 

الغربية أول محافظة تنهي تطوير مسار العائلة المقدسة بكنيسة «أبانوب»

محافظة  الغربية
محافظة  الغربية

  بعد أن مكثت العذراء والسيد المسيح 17 يوما بسمنود
عناني: في زيارتي الثانية للكنيسة لم أتعرف عليها من حجم التطوير

وزير التنمية المحلية : أشكر فريق العمل المتميز على هذا الإنجاز

 

كنيسة أبانوب بمدينة سمنود بمحافظة الغربية من الكنائس التاريخية وقد نالت شهرة كبيرة نظرا لأن العائلة المقدسة قد نزلت بها أثناء رحلتها المقدسة لمدة 17 يوما ، وقد تم ترميمها أكثر من مرة حفاظا عليها، وتخطيطها من الداخل على الطراز البيزنطي .. حيث تقع كنيسة القديس أبانوب بشارع سعد زغلول وهي أقدم كنيسة بمحافظة الغربية حيث ترجع للعصر البيزنطي وقد أعيد ترميمها واحلالها عدة مرات عبر العصور الماضية والبناء الموجود حاليا يرجع للعصر العثماني.

يقول بيتر مجدي (محاسب بالكنيسة)إن كنيسة القديس أبانوب تضم الأدوات التي كانت تستخدمها السيدة العذراء، منها إناء كبيرا كانت تستخدمه العزراء في «العجين»، كما يوجد أيضًا بئر الماء الذي باركه السيد المسيح بنفسه، ولأهمية هذه الكنيسة من الناحية الروحية والأثرية، تم ترميمها مؤخرا تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار وشمل ذلك تثبيت الجدران من كل جهة، وعزل الأسطح لحمايتها من العوامل الجوية، ومعالجة الشروخ الموجودة بالمباني والقباب، وتغيير تيجان الأعمدة الرخامية، واستبدال جميع الأعمال الخشبية بالكنيسة، كما تم ترميم العناصر الآثرية والزخرفية والأيقونات.

ويقول بوشوي أبانوب (قص ونجل القمص ابانوب لويس – كاهن الكنيسة)أن الكنيسة تقع في الجهة الشرقية في شارع سعد زغلول وكان يوجد في هذا الشارع سوق للخضار  قبل نقله وتطوير مسار العائلة المقدسة ويوجد على يسار الفناء الخارجي بعد دخول الكنيسة مكتبة خاصة، وسلم وسط الكنيسة يؤدي إلى الدور الثاني المخصص للسيدات، أما المعمودية، فتقع في طرف الجهة الجنوبية الشرقية للكنيسة، وتخطيط الكنيسة من الداخل على الطراز البيزنطي، ويعتمد على ثلاثة أروقة طويلة محملة على ثلاثة أعمدة رخامية، ويوجد ثلاثة هياكل في الجهة الشرقية أمامها حجاب خشبي يطل على الكنيسة من الداخل وهو مزخرف بالصليب ومطعم بالعاج، ويعلوه صف من الأيقونات تضم عشرين قسيسًا يتوسطهم أيقونة السيد المسيح والعشاء الأخير، مضيفا ان بالكنيسة ثلاثة هياكل، الأوسط منها والجنوبي يحملان اسم الشهيد أبانوب، والشمالي يحمل اسم السيدة العذراء، كما يوجد بالكنيسة مقصورة كبيرة من الخشب تتوسطها صورة للقديس أبانوب وتحمل أربعة أنابيب إحداهما بداخلها جسده أما الباقي فيحمل أجساد 8000 شهيد، هم مجموعة شهداء سمنود الذين نالوا الشهادة في يوم واحد..

وأضاف بشوي أن بالكنيسة البئر المقدس الذي شربت منه العائلة المقدسة وتحدث ببركته معجزات كثيرة والماجور الذي عجنت فيه السيدة العذراء وهو من حجر الجرانيت كما توجد أيقونة أثرية للسيدة العذراء ترجع إلي أوائل القرن الـ 19 وهذه الايقونة تمثل صورة نادرة للسيدة العذراء ويظهر فيها تأثير الفن البيزنطي.

أضاف بيتر مجدي – وهو يشرح محتويات الكنيسة – أن المقصورة تحوي رفات الشهيد أبانوب بالإضافة الي أيقونة مبسطة وهو راكب على الفرس وبيده صليب ويعلو حجاب الكنيسة كورنيشا يوجد به 4 حمامات يتدلي من مناقبهم بيض نعام يعلوه حامل الايقونات الذي يضم 21 ايقونة يتوسطها ايقونة العشاء الأخير يحيط به كتاب الاناجيل الأربعة وتلاميذ السيد المسيح ويعلوه صليب كبير يحيط به ثعبانان مجنحان ويحيط بهما ايقونة السيدة العذراء ويوحنا الحبيب.. مضيفا ان بالكنيسة جرسين اثريين من النحاس يحملان من نفس الزخارف رسوم ملائكية والسيد المسيح وزخارف كتابية باللغة الإيطالية لاسم ومكان الصنع ويرجع تاريخ صنعهما لسنة 1862م .. كما يوجد بالكنيسة ايقونة للصلب تتناول عملية الصلب بكل تفاصيلها حسب ما ورد في الكتاب المقدس بالإضافة الي ايقونة للدفن حيث تم رسمها علي 4 الواح خشب عريضة.

 

وافتتح مساء أمس الأول الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار واللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية والدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، مسار العائلة المقدسة بمدينة سمنود، بحضور الدكتور أحمد عطا نائب المحافظ ولفيف من القيادات التنفيذية والشعبية.. حيث عرضت محافظة الغربية  أن الرئيس أوصى الحكومة بتوفير كافة الإمكانيات لتطوير المسار، حيث أنه أحد الآثار التاريخية والدينية والذي يجذب أكثر من ٢ مليار سائح حول العالم، كما أكد أن افتتاح وتطوير المسار هو نقطة من النقاط الهامة التي تسعى المحافظة من خلالها أن تجد مكاناً على الخريطة السياحية على مستوى الجمهورية،. كما وجه المحافظ الشكر للرئيس ورئيس الوزراء ووزراء التنمية المحلية والسياحة والآثار والكنيسة المصرية، وكذلك لنائب المحافظ وللهيئة القومية للإنتاج الحربي المنفذة للمشروع، وفريق العمل بمركز ومدينة سمنود الذين بذلوا كل الجهود الممكنة ليصبح المكان علامة مميزة بعد أن كان سوقاً عشوائياً غير منظم، 

ومن جانبه ألقى اللواء محمود شعراوي وزير التنمية المحلية كلمة عبر فيها عن اعتزازه بالمشاركة في واحدة من أهم المناسبات وهي تطوير مسار العائلة المقدسة، وخروجه بصورة رائعة تليق بالموقع وأهميته الثقافية والدينية، مشيراً إلى أن المسار بمدينة سمنود والمناطق المحيطة بها هو نقطة من ضمن ٢٥ نقطة يتم تأهيلها بنفس الكفاءة، موضحاً أنه تم التعاون مع وزير السياحة والآثار لتأسيس لجنة فنية لتدعيم المشروع بكل ما يحتاجه من موارد لإتمام عملية تأهيل المسار في ال ٨ محافظات وهي (القاهرة، البحيرة، المنيا، أسيوط، الغربية، كفر الشيخ، شمال سيناء، الشرقية).

وألقى الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار كلمة هنأ فيها الجميع بأعياد الميلاد والعام الجديد، وأشار إلى أن هذه الزيارة هي الثانية لكنيسة العذراء والشهيد أبانوب، حيث كانت أول زيارة له في منتصف عام ٢٠١٦ لافتتاح الكنيسة، مشيداً بالمجهود الضخم الذي حدث بالمكان، حيث أنه لم يتعرف عليه في البداية، مقدماً الشكر للجميع على هذه الطفرة وكذلك على سرعة الانتهاء بنسبة ١٠٠٪ من تطوير أول نقاط مسار العائلة المقدسة على مستوى الجمهورية، وأشار العناني إلى أن صندوق السياحة قام بالمشاركة في تمويل مشروع التطوير وكذلك سوف تقوم هيئة تنشيط السياحة بالترويج للمشروع.

 

كانت محافظة الغربية أولى المحافظات التي انتهت من تطوير مسار العائلة المقدسة بسمنود، واستطاعت  تحويل سوق عشوائي إلي مسار حضاري في أقل من ٦ أشهر.. وأوضح المحافظ أن المسار تم تطويره بتكلفة إجمالية بلغت ٧.٥مليون جنيه، وشملت أعمال التطوير تنفيذ كافة الأعمال التي تحقق جمال الرؤية البصرية للمسار من (طلاء واجهات المباني المطلة على المسار، توحيد اليُفَط وواجهات المحلات، رصف الطريق كاملاً  بطبقة الانترلوك بطول ٢٥٠م وعرض ١١م ، تجميل الميدان الرئيسي، تجديد كنيسة العذراء مريم والشهيد أبانوب، تجديد واجهة مسجد البدراوي وكذلك تركيب كاميرات المراقبة بطول الشارع) .

ومن جانبه أشار الدكتور أحمد عطا نائب المحافظ أن هذا النجاح كان نتيجة تكاتف جهود جميع العاملين بالمحافظة  بالتنسيق مع الهيئة القومية للإنتاج الحربي التي نفذت المشروع في وقت قياسي، مشيراً إلى أن المسار سيضع المحافظة علي خريطة السياحة الدينية، كمنتج سياحي واعد يجذب إليه شريحة كبيرة من السائحين داخلياً وخارجياً.