«باحث» يكشف أسرار «سلطان الطرب» محمد عبد المطلب

الفنان الراحل محمد عبدالمطلب
الفنان الراحل محمد عبدالمطلب

يتحدث الباحث محب جميل، عن سبب اختياره للفنان الشهير الراحل محمد عبد المطلب، ليكون بطل كتابه الصادر حديثا تحت عنوان «محمد عبد المطلب سلطان الغناء»، قائلا: «هو أحد المطربين الكبار الذين عشقهم الجمهور من المحيط إلى الخليج، وسيرته تعدّ مرآة جلية لطبيعة الحياة الاجتماعية والفنية فى مصر خلال النصف الأول من القرن العشرين».

وأوضح: "ترك عبد المطلب بصمة خاصة، وطريقة أداء متميّزة حاول كثيرون تقليده وتأثروا به، لكنّه ظل الأكثر حضورًا بينهم حتى نهاية حياته، وباتت عناوين أغانيه أشبه بالقاموس اليومي المتداول، مثل: (السبت فات والأحد فات وبعد بكرة يوم التلات) أو (ما راح زمانك ويا زماني عمر اللي فات ما هيرجع تاني)".

وأضاف: "كما أن أغنيته (رمضان جانا) عن شهر رمضان المعظم أصبحت النشيد الرسمي الذي ينتظره الجميع للاحتفال بقدومه ومن الصعب جدًا اختصار مسيرة عبد المطلب في عدّة أسطر فالرجل تحوّل إلى مدرسة قائمة بذاتها تخرجت فيها أصوات عديدة".

وتابع: "كما أوّد التنويه إلى أن مهمتى فى الكتاب−الصادر عن دار آفاق− كانت فى تصحيح العديد من المعلومات الخاطئة التي تم تداولها عبر الشبكة الدولية "الإنترنت"، والتى تخصّ محطات حياته الفنية".

وتحدث محب عن رحلته في جمع المصادر والوثائق قائلا: "كانت رحلة طويلة بين صفحات الأرشيف والدوريات الفنية، فقد بدأت في تصفح كل ما له علاقة بمسيرته عبر صفحات الصحف، والمجلات الفنية، والحوارات الإذاعية، وعن طريق المنتديات المختصة في الإرث الموسيقي، تمكنت من الاستماع إلى مجموعة كبيرة من تسجيلاته النادرة سواء في الحفلات أو الأسطوانات التجارية".

ووأكد: "قد عملت على ضبط المعلومات تاريخيًا وفنيًا حتى تستقيم الأمور، فحرصت على متابعة الوقائع نفسها من خلال ما كان يُكتب عنها فى وقتها، وكنت أعمل بدقة على مراجعة حواراته التى كان يجريها من فترة لأخرى حتى أتأكد من دقة معلومة بعينها تخصّ موقفا من المواقف، وهكذا كانت مهمتى فى هذا الكتاب أشبه بإعادة كتابة سيرة عبد المطلب المتداولة مرة أخرى، تبدأ المعوقات من صعوبة الوصول إلى أرشيف مرتب لمعرفة كافة المعلومات الأساسية قبل التفصيلية التى تخصّ الشخصية التى يعمل عليها الباحث".

واستكمل: "ففي حالة عبد المطلب بالرغم من توافر العديد من الكتابات عنه عبر فترات زمنية مختلفة، وبرؤية أجيال عدّة فإن المشكلة الأساسية كانت تتعلّق بمدى دقة المعلومة المتوافرة، ومدى تطابقها مع السياق التاريخى والثقافى لها، فقد كنت أواجه طوال الوقت مشكلة تكرار المعلومة إلى جانب اختلاف بعض تفاصيلها من مصدر لآخر! فلك أن تتخيّل أن أغلب المعلومات التى تروى عن عبد المطلب تتردد من جيل لآخر ومن وسيط لآخر دون الوقوف للتأكد عن مدى دقتها فى أبسط الأحوال، وللأسف مؤخرًا أصبحت صفحات الإنترنت، والمقالات السريعة وسيلة مباشرة للحصول على معلومات تخصّ المطربين والمطربات دون بذل أى جهد يُذكر كما أن النميمة الفنية عادت مرة أخرى كمادة جذابة تستغلها بعض دور النشر لعمل كتب تجذب الجمهور دون التثبت من مصدر هذه المعلومة أو تلك، فالعديد من المشرىوعات الجادة أصبحت تُرفض بحجة أنها لا تجذب جمهور القراء".

وتابع: "أن هذا الجمهور لا يهمه سوى الحكايات الخرافية التى تروى عن هذا الفنان أو ذاك، وفى النهاية أقول: إن مسألة نشر مثل هذه الأعمال بات من العسير، ولم يعد هناك طريقة، سوى المحاولات المضنية مع أكثر من ناشر أو محاولة الحصول على منحة إنتاجية لتنفيذ الكتاب، فهناك القليل من دور النشر التى تولى أهمية خاصة لمثل هذه الأعمال التى بُذل فيها جهد كبير".