البطريرك الماروني: تشكيل الحكومة اللبنانية يتطلب التعالي عن صراع الحصص

 البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي

أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، أن تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة يتطلب قرارا مسئولا من رئيس البلاد ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، بإبعاد الضغوط والتعالي على الحصص والحقائب ووقف التدخلات الداخلية والخارجية، وأن يضعا نصب أعينهما مصلحة لبنان فقط.


وقال بطريرك الموارنة – في كلمة له خلال قداس عظة الأحد – إن الحكومة اللبنانية الجديدة يجب أن تكون مميزة وقائمة على استقلال حقيقي وتوزان ديمقراطي وتعددي، وأن تتألف من وزراء ذوي كفاءة عالية في اختصاصهم (خبراء) وإدراك وطني بالشأن العام، مشددا على أن تقاذف الاتهامات بتعطيل تشكيل الحكومة بين المسئولين والسياسيين أمر لا يفيد.


وأشار إلى أن إنقاذ لبنان لن يحدث من دون مخاطرة، وأن كل المخاطر تهون أمام خطر الانهيار الكامل الذي يحدق بالبلاد. مضيفا: "هذه الخطوة الإنقاذية – تشكيل الحكومة – تضع الجميع أمام مسئولياتهم، ومن المؤكد أن المجلس النيابي الذي انتُخب لتمثيل الشعب ويستمد شرعيته من الشعب، لا يسمح لنفسه بمعارضة إرادة الشعب الذي يريد حكومة اليوم قبل الغد".


من جانبه، قال متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران إلياس عوده، إن الشعب اللبناني يعاني أشد المعاناة بسبب "كبرياء مسئوليه" وعدم قبولهم بحوار بناء قائم على الحكمة والنضج والتسامح وقبول الآخر.


وأضاف المطران عوده – في كلمة له خلال قداس الأحد – أن المسئولين اللبنانيين يتقاتلون ويعرقلون تشكيل الحكومة الجديدة، بينما الشعب اللبناني ضحية هذا الاقتتال وأصبح تحت خطر الفقر ولا يجد أدنى مقومات الحياة، وأصبح يتجه نحو الهجرة ليرتاح من طبقة سياسية تتحكم بمصيره.


ويسود التعقيد مسار تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة في ظل خلافات القوى السياسية المعنية بالتأليف الحكومي وعدم الاتفاق في ما بينها، لا سيما بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل) من جهة ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري من جهة أخرى، وذلك حول توزيع الحقائب الوزارية على الطوائف وحجم الوزارات التي سيحصل عليه كل فريق ونوعيتها والأسماء التي ستشغل الحقائب.