هنا النوبة.. مقابر خاصة للخيول بعد تحنيطها

حضارة كوش - أرشيفية
حضارة كوش - أرشيفية

كتب: أحمد صبحي 


قبل سنوات، اكتشفت مصلحة الآثار في أواخر حقبة الخمسينات بأحد مقابر النوبة التي يرجع تاريخها إلى القرن الأول بعد الميلاد مجموعة من هياكل الخيول وجثثها المحنطة.

 

كما تم اكتشاف رفات لفرس محفوظة بشكل مثالي وما يزال الشعر على ساقيها يصل عمرها إلى أكثر من ثلاثة آلاف سنة، وقد نقلت هياكل الخيول إلى القاهرة حيث وضعت في قاعة خاصة ببدروم الإدارة ومعها الجماجم الآدمية والأدوات التي عثر عليها.

 

وقد ثبت من التقارير التي أعدها خبراء الآثار أن سكان النوبة كانوا يقدسون الخيول حتى أنهم كانوا يدفنونها في مقابر خاصة بعد تحنيطها ويرجع عمرها إلى 950 عاما قبل الميلاد في الفترة الانتقالية الثالثة وهي الفترة التي قامت فيها مملكة "كوش" في النوبة على تشكيل قوة عسكرية واقتصادية، مستغلة حالة الاضطراب في الدولة المصرية وقد دفنت انثى الحصان في قرية قديمة على حدود الدولة المصرية.


وقد أوضح خبراء الآثار أن الفرس دفنت بشكل رائع مما يوضح أن عملية الدفن كانت متعمدة بالحالة التي عليها وأن هناك بقايا قماش على الحوافر وهذا دليل على وجود الحصان داخل كفن مما يدل على تقديسها بالشكل اللائق.

 

وقد ثبت من التقارير أيضًا أن المصري القديم لم يعرف الحصان إلا مع دخول الهكسوس إلى مصر ولا يوجد أي آثار للعجلة الحربية قبل ذلك، كما أن المصري القديم استعمل الحصان والعجلة الحربية في هزيمة الأعداء وطرد الهكسوس فيما بعد.

 

وكانت هناك صلة بين الهكسوس ومملكة كوش في النوبة؛ حيث كان الهكسوس يرسلون رسلا من منطقة "افاريس" إلى ملك "كوش" يطلبون منه المساعدة في القضاء على الدولة المصرية في طيبة.

 

وترجع رفات الخيول في تلك المنطقة إلى استخدم الرسل لهذه الخيول، لكن عدم معرفة الفراعنة بالخيول لا تعني عدم ارتباطهم بالحيوانات، فقد عثر الباحثون على عدد من المقابر والجبانات للحيوانات الأليفة، إما بمفردها أو مدفونة بجوار أصحابها، ويرجع سر علاقة المصري القديم بالحيوانات الاليفة أما لجلب الخير أو حفظه من الشر.

 

وكانت علاقة المصري القديم بالحيوانات كانت لاعتقاده بان الحيوانات الأليفة إما لجلب الخير أو اتقاء الشر.

 

مجلة آخر ساعة :18-3-1959