بعد توجه الرئيس بتطويرها

​​​​​​​التعليم تُحيي صناعة الغزل والنسيج في المدارس الفنية بعد تعثر  30 عامًا

الدكتور محمد مجاهد
الدكتور محمد مجاهد

التعليم تُحيي صناعة الغزل والنسيج في المدارس الفنية بعد تعثر  30 عام

د.محمد مجاهد  :نستعين بالقابضة في تطوير خطوط إنتاج المدارس الفنية 

 معدات مدارس الغزل والنسيج «قديمة»  نتيجة لتعثر صناعتها  منذ فترة الثمانينات
 تحديث المناهج يتضمن تطوير محالج القطن واستخدام التحول الرقمي من العام المقبل 

نائب الوزير للتعليم الفني : إنشاء 4 مدارس تكنولوجيا تطبيقية جديدة للغزل والنسيج ..ومدرسة بمنطقة الروبيكي تفتح العام المقبل


بعد أن وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية ، بمواصلة خطة الدولة المصرية الطموحة للنهوض بصناعة الغزل والنسيج وإعادة القطن المصري إلى سابق عهده ، بدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني ، تتخذ خطوات جادة نحو توفير اليد العاملة لصناعة الغزل والنسيج تنفيذا لمبادرة الرئيس بتطوير هذه الصناعة ومصانعها مما يتطلب الأمر لوجود عمالة ماهرة في هذه الصناعة ،وذلك بعد تعثر دام طوال 30 عامًا مضي في صناعة الغزل والنسيج ، نتج عنه توقف المصانع وعدم تطوير معداتها ومكيناتها ، مما ساعد علي عدم الإقبال الطلابي علي الالتحاق بهذه الصناعة وهذا التخصص من التعليم .


وتبلغ عدد المدارس الفنية للمنسوجات سواء نظام ال 3 أو 5  سنوات و التي تتوافر بها التخصصات المختلفة ( صباغة وطباعة منسوجات 34_  غزل 14_  نسيج 62_  تريكو الآلي والتطريز  100 _ ملابس جاهزة 286   ) ليكن إجمالي المدارس 500  مدرسة .


ويبلغ إجمالي عدد الطلاب في كافة التخصصات في نظام ال3 سنوات ، 119 ألف و88 طالب وطالبة ، وإجمالي عدد الطلاب في نظام ال5 سنوات يبلغ 5554 طالب وطالبة .


فيما يبلغ عدد المعلمين في مدارس المنسوجات 3592 معلمًا نظريًا ، وبالنسبة لعدد المعلمين العملي يبلغ عددهم 6227 معلمًا .

من جهته قال الدكتور طارق شوقي ،وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إن الوزارة تولي اهتمامًا بالغًا بمبادرات الرئيس في مناهج التعليم الفني تماشيًا مع خطة الدولة وسوق العمل في تطوير صناعات بعينها ،لافتا إلي أن هناك تغيير وتطوير لجميع مناهج التعليم الفني ، بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل والتطورات العالمية في هذا الشأن، موضحًا أنه يجري في الوقت الراهن وضع إطار عام للمناهج الفنية، التي لم تتغير منذ سنوات طويلة ، قائلًا: « هذا مشروع كبير جدًا، وسوف ينقل التعليم الفني المصري إلى مكانة عالمية، ولا يعني أن الوزارة عندما توسعت في المدارس التكنولوجية، أنها سوف تترك باقي المدارس الفنية على حالها، بالعكس، سوف نتحرك في مسارين متوازيين، بأن تكون لدينا مناهج فنية على أحدث الطرز العالمية، ومدارس تكنولوجية، وأخرى للتعليم المزدوج ».

وقال د.طارق:« نريد أن يتخرج كل طلاب التعليم الفني وهم محترفون للمهن والحرف العصرية، ولا يكون بينهم عاطل واحد، هذا حلم للدولة نسابق الزمن لتحقيقه على أرض الواقع، ولدينا شركاء على درجة عالية من الاحترافية في مجال الصناعات والشركات الكبرى، وسوف يكون لدى مصر تعليم فني محترم وعالمي لكل الطبقات، الغني والفقير، والأهم أن تتغير نظرة المجتمع لهذا النوع من التعليم لأنه المستقبل الحقيقي لنهضة مصر».

وبدوره أوضح الدكتور محمد مجاهد ، نائب وزير التربية والتعليم لشؤون التعليم الفني ، في تصريحات خاصة للأخبار المسائي ، أن الوزارة تولي حاليًا اهتماما بالغًا بمدارس الغزل والنسيج  بعد تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية بضرورة تطوير هذه الصناعة ، لافتا إلي أن مدارس الغزل والنسيج بها 5 تخصصات هما ( الغزل _ النسيج _ التريكو _ الطباعة _ الملابس الجاهزة ) ،مشيرًا إلي انه لا يوجد تخصصات جديدة ولكن هناك تطوير لها ، موضحًا أن التخصصات في السنوات الماضية كانت قائمة علي المعدات والآلات الموجودة بالمصانع وكانت كلها معدات قديمة قائمة علي الحركة الميكانيكية البسيطة ، ولكن اليوم أصبح التحول الرقمي «الكمبيوتر والديجتيال»  داخل في جميع المعدات الغزل والنسيج وتجهيز الملابس، وأصبح الكمبيوتر هو الأساس ،قائلًا :«اليوم التعامل أصبح بتكنولوجيا عالية جدا ،وفي مصر بناء علي تعليمات رئيس الجمهورية  نحن بحاجة لتطوير هذه الصناعة، ومصر كانت رائدة في هذه الصناعة ،  ولكن كانت التكنولوجية قديمة، وتوجيهات الرئيس أن يحدث تطوير رهيب في هذه الصناعة ، لافتا إلي أن الشركة القابضة للغزل والنسيج بدأت تستورد  تكنولوجيا حديثة جدًا من كل دول العالم ، وبدأت في تطوير المكينات ،وتقريبًا هناك مصانع تم نسفها وعملها من جديد، حيث بدأت مصانع تقام من الصفر، لأن التطوير وفقًا لتعليمات الرئيس هو التعامل بأحدث التكنولوجيا، مستدلًا علي ذلك بأن الشركة المصرية للتطوير والتنمية إحدي شركات جهاز الخدمة الوطنية والتي تُعد مفخرة مصر ، أنشأت منظومة المنسوجات في منطقة الروبيكي ، وهذه قلعة صناعية كبيرة جدًا لصناعة الغزل والنسيج على أحدث تكنولوجية في العالم .


وأشار د.مجاهد ،إلي أن صناعة الغزل والنسيج مكلفة للغاية علي عكس صناعة الملابس الجاهزة التي لم تكن  مكلفة  إطلاقا، مؤكدًا علي أن المدارس ذو تخصص صناعة الغزل والنسيج ليس بها أي خطوط إنتاج حديثة أو معدات والآلات حديثة وفقا للتحول الرقمي ،وكان يتم تدريب الطلاب في المصانع او المدارس طبقا للإمكانيات القديمة المتاحة فيها ،  قائلًا:« لكي انشأ خط إنتاج غزل تعليمي في المدرسة هذا يتطلب تكلفة  5 ملايين دولار ، وبالتالي لا نستطيع علي هذه التكلفة إطلاقًا، ولكن الحل البديل هو عقد بروتوكولات التعاون مع المصانع لتدريب الطلاب علي خطوط الإنتاج بها داخل الشركة القابضة والقطاع الخاص، موضحًا أن هناك تعاونًا مع القطاع الخاص في التعليم المزدوج لتدريب الطلاب علي أحدث تكنولوجية في العالم ، كما أن تدريب الطلاب بالمصانع يساعدهم علي الاحتكاك بالعمل الجماعي واكتساب الخبرة والمهارة الفنية ».


وأوضح نائب الوزير، أنه لن يتم إهمال المعدات والآلات القديمة المتواجدة داخل المدارس، ولكن سيتم تدريب الطلاب علي مبادئ الصناعة وأساسياتها والأسس العامة والعناصر الأساسية للصناعة عليها، لكن المكونات الأساسية للصناعة لم تغيير لكن بيتم التطوير في أداء المكينة باستخدام التكنولوجية الحديثة ، وبالتالي الطالب لابد ان يتعرف علي المكونات الأساسية للصناعة من خلال الآلات والمعدات القديمة ويتمرن عليها ثم يكمل عملية التدريب في المصانع علي التكنولوجية الحديثة .


ولفت د.مجاهد ، إلي انه يوجد حاليًا تواصل مع الشركة القابضة للغزل والنسيج لمساعدة المدارس بإمكانياتهم الحديثة ، مؤكدًا أن هناك تعاونًا جيدًا من قبل الشركة القابضة للغزل والنسيج في إصلاح خطوط الإنتاج في المدارس والاستعانة بها في تدريب الطلاب علي المكونات أو العناصر الأساسية لصناعة الغزل والنسيج ،قائلًا:« المعدات والماكينات داخل مدارس الغزل والنسيج قديمة من عشرات السنيين ،ونقلها للديجيتال أو الإمكانيات الرقمية صعب للغاية ،ولكن صيانتها وتشغيلها أمر جيد» ، وأوضح د.مجاهد ، أنه سيتم البدء بمعاينة خط إنتاج الغزل الموجود في مدرسة شبرا النسيجية بالساحل في القاهرة ،وهو خط إنتاج متكامل ويعمل ، مؤكدا علي أن صناعة الغزل والنسيج مكلفة للغاية ،وهناك مليارات الجنيهات ستضخ في هذه الصناعة لشراء ماكينات ومعدات وبناء مصانع ،والتعليم ستكون مهمتها هو تخريج اليد العاملة لإدارة إنتاج هذه المصانع  .

وتابع د.مجاهد، أنه تماشيًا مع الخطة الطموحة للنهوض بصناعة الغزل والنسيج من خلال وجود تصور متكامل لمنظومة القطن بجميع محاورها الزراعية والصناعية والتجارية قام قطاع التعليم الفني في الاجتماعات التنسيقية للتشاور بشأن دراسة التحديات التي تواجه صناعة الغزل والنسيج وكيفية تطويرها والتي من ضمنها تخریج وتأهيل العمالة الفنية اللازمة للعمل في مصانع الغزل والنسيج ، وقد تم الاتفاق على إنشاء أربعة مدارس تكنولوجيا تطبيقية للصناعات النسيجية كما يلي ( الأولى في نطاق منطقة الروبيكى بالتعاون مع الشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية).


إحدى شركات جهاز الخدمة الوطنية، وجاري تحديد المدرسة المناسبة بإحدي المدن القريبة من مجموعة مصانع الروبيكي للمنسوجات علي أن تبدأ الدراسة بها بدء العام الدراسي القادم 2021/2022 ، أما الثلاث مدارس الأخريات بالتعاون مع الشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس وقد حددت الشركة ثلاث مراكز تدريب في (شركة مصر حلوان للغزل والنسيج - شركة كفر الدوار للغزل والنسيج _ شركة المحلة الكبرى للغزل والنسيج) يتم تحديثهم بأحدث المعدات والماكينات والأجهزة لتغطي معظم مصانع الغزل والنسيج والملابس بالعمالة المدربة داخل محافظات الجمهورية، وبالتالي قررت الوزارة أن تكون المدارس التكنولوجية التطبيقية الثلاثة للمنسوجات هي: مدرسة مصر حلوان للغزل والنسيج - مدرسة كفر الدوار الميكانيكية _ مدرسة المحلة الزخرفية كمرحلة أخرى ، حيث سيتم عمل مناهج جديدة تتناسب مع التطور الحديث والتكنولوجية الحديثة في صناعة الغزل والنسيج ، فضلًا عن تدريب المعلمين ، مؤكدًا على أن الجانب الصناعي حريص على أن تدخل المدارس  الخدمة التعليمية بداية العام الدراسي القادم 2021/2022..مشيرًا إلى أن إنشاء ال 4 مدارس تكنولوجية تطبيقية جاءت استجابة لمبادرة رئيس الجمهورية، بهدف التوسع في مدارس الغزل والنسيج وفقًا لمتطلبات سوق العمل ..قائلا :« نحن في التعليم نستجيب لرؤية الصناعة وسوق العمل».

ولفت نائب الوزير لشؤون التعليم الفني ، أنه سيتم إنشاء صناعات مكملة ومغذية لتخصص صناعة الغزل والنسيج ، وفقًا لسوق العمل كتخصص المشغولات الجلدية والذي طرح إنشاءه في أحد الاجتماعات مع الشركة المصرية للتطوير والتنمية، وهناك صناعات أخري علي الهامش تتم في هذا الاتجاه وسيتم فتحها ، قائلًا:« لدينا 16 مدرسة تكنولوجية تطبيقية بتخصصات نادرة فرضها علينا سوق العمل ، وتم إنشاؤها فورًا» .

 

وعن صناعة الزي المدرسي داخل مدارس تخصص الملابس الجاهزة ..كشف د.مجاهد ،أنه بالفعل صناعة الزي المدرسي قائمة داخل مدارس التعليم الفني، ولكن ليس بالشكل المطلوب أو المرضي عنه  لاعتبارات معقدة تعرقل هذا الأمر من قبل المصانع المتخصصة في هذه الصناعة .
وعن مشروع رأس المال ..قال د.مجاهد ، أن هناك مدارس تعمل في مشروع رأس المال ، وتحقق أرباح كثيرة من صناعة الملابس الجاهزة حيث يتم التعامل مع مئات المصانع في الملابس الجاهزة لتدريب الطلاب ، موضحًا أن صناعة الملابس الجاهزة لم تتعثر إطلاقًا، أما صناعة الغزل والنسيج فلم تحقق إرباحًا طوال الفترة الماضية، وذلك نتيجة لتعثرها ولتوقف المعدات والآلات وقدمها، مؤكدًا علي تعثر صناعة الغزل والنسيج منذ فترة الثمانينات والتسعينيات ، قائلًا: « المصانع كانت متوقفة وبتغلق كشركات حلوان وايسكو ..الخ ،  ولم تحقق إرباحًا منذ30 عامًا مضي، لكن حاليًا بدأت المصانع تطور من ذاتها لاهتمام القيادة السياسية بتطويرها».

 

وفيما يخص المناهج ..قال نائب الوزير للتعليم الفني، إن هناك 5 تخصصات بمدارس الغزل والنسيج، وسيتم تطوير المناهج نتيجة للتطوير التكنولوجي والتحول الرقمي، مشيرًا إلي أنه تم تشكيل لجنة أغلبها من رجال الصناعة والتعليم لبناء مناهج جديدة طبقا لمنظومة الجدارات المهنية قائمة علي التكنولوجيا الحديثة وبعيدة عن الحفظ والتلقين وترتكز علي الجدارات واجتياز المهارات، وستكون المناهج متماشية مع منظومة الجدارات التي تمت في 105 مدرسة فنية ، ومن المفترض أن يتم إدخال 300 مدرسة جديدة طبقًا لمنظومة الجدارات المهنية في المناهج إلا أن جائحة كورونا  كانت السبب في توقفها ،ولكن من المتوقع ان هناك 400 مدرسة ستدخل مناهجها ضمن منظومة الجدارات وعلي رأس تلك المدارس، مدارس الغزل والنسيج، مؤكدًا علي أن عملية التطوير في المناهج تتم بصورة تدريجية .


ولفت د.مجاهد إلى أن تحديث المناهج في صناعة الغزل والنسيج سيتضمن الحديث عن تطوير محالج القطن وعملية الحلج واستخدام التكنولوجيا الحديثة والتحول الرقمي كجزء من مناهج الغزل بداية من العام القادم ..وأوضح أنه سيتم التعاون مع المراكز البحثية ومراكز البحوث الزراعية وبحوث القطن  للاستعانة بالمواد العلمية .

شاهد ايضا :-بعد تعطيل الدراسة.. «التعليم» تضع سيناريوهات تمكين الطلاب دراسة المناهج