عادل خيري.. أشهر كوميديان أمام «ماري منيب» قتله السكر

عادل خيري
عادل خيري

أصيب طفل بيت الريحاني المدلل بـمرض السكر.. ومرض السكر لا يفاجىء سوى المسرفين في الأحزان .. وعادل خيري لا يزال في التاسعة والعشرين من عمره .. وقليلون جدا الذين يهاجمهم هذا المرض اللعين وهم في هذه السن .. فليست هذه سن الصدمات والأحزان .. وعادل خيري محام يجوب المحاكم ويرتدي روب المحاماة بالنهار، وممثل يرتدي ملابس البلياتشو بالليل..

تزوج عادل خيري من نجمة السباحة إيناس حقي وأنجب منها طفلتين الأولى عطية الله، والثانية عزة، وعلى الرغم من طيبة قلبه، وأنه يفترض دائمًا حسن النية في جميع الناس ويعاملهم على هذا الأساس لم يتبين له في النهاية أنه أكبر غبيا على وجه الأرض.

يقول عادل خيري عن نفسه في حواره لجريدة اليوم عام 1960 أي قبل رحيله بـ 3 سنوات:" أنا أحمق وعندما اشتبك مع أي إنسان أفترض فيه أن يحتملني لأنني مريض بالسكر وعندما أهدأ اعترف بأنني أخطأت واعتذر له، فالمرض لا يبرر الاعتداء على الناس".

ويضيف أنه يمشي ساعة بساعة وأنه كممثل يعود من عمله في الساعة الثالثة صباحا ثم يستيقظ في الثامنة ليذهب إلى المحاكم ويترافع في قضايا الناس حتى الثانية عشرة ثم يذهب إلى المسرح ليجري بروفات المسرحيات التي يتولى إخراجها، وعند سؤاله عن أفضل أدواره قال: دور الدكتور في مسرحية «لزقة انجليزي»، لأنني لا أستغرق فيه أكثر من 3 دقائق فقط .. وهو دور قصير جدا يكاد يكون كومبارس ولكنه يثير عاصفة من الضحك، فهذا الدكتور يستدعونه على عجل لإنقاذ أحد المرضى، وما يكاد يدخل الشقة حتى يلاحظ أصحاب البيت أنه مريض وموهوم وبدلا من أن يعالج مريضهم يشكو لهم من الأمراض التي يعانيها ويستمع إلى وصفاتهم البلدية ويكتبها ليعالج بها نفسه.   

لم يكن بيت الكاتب المسرحي الكبير بديع خيري «والد عادل» سعيدا كما كان يعتقد الجميع، بل على العكس فقد كان البيت كئيباً جداً، كان بديع خيري مريضاً بالسكر ما أدى إلى استئصال أصابع قدميه العشرة وعاش على كرسي متحرك بقية حياته، وكانت قريبة بديع أيضا مريضة هي الأخرى بالسكر وقد فقدت بصرها قبل وفاتها بثلاث سنوات ثم توفي «عادل خيري» بعدها وعمره 32 عاماً بعد أن قضى في عالم الفن 7 سنوات فقط، لإصابته بالسكر ثم أصيب بتليف الكبد، وقبل وفاته بعام كان لا يستطيع أن يستكمل العرض المسرحي دون يأخذ بعض الحقن و الأدوية في فترات الراحة بين فصول المسرحية، واستمر الحال على هذا النحو حتى توقف نهائياً عن العمل في المسرح في أواخر أيامه بعد أن ساءت حالته و أصبح مقيماً في المستشفى بصفة مستمرة، و كان الفنان محمد عوض يقوم بدور والدي على المسرح أثناء فترة مرضه، فقد كان من القلائل الذين صادقهم والدي داخل الوسط الفني.

والممثل الكوميدي عادل خيري من مواليد 25 ديسمبر 1931 حاصل على ليسانس الحقوق، احترف التمثيل بفرقة الريحاني، واشترك بفرقة التمثيل بالجامعة وهو لايزال طالبا، وكانت أولى مسرحياته بفرقة الريحانى هي «أحب حماتى» أمام مارى منيب وحسن فايق، وأدى دور الريحانى في مسرحيات «الشايب لما يدلع»، «كان غيرك أشطر»، «لو كنت حليوة»، «ياماكان في نفسى وقسمتى»، «استنى بختك»، «إلا خمسة»، «30 يوم في السجن»، و«حسن ومرقص وكوهين»، وأخرج عدد من مسرحيات الفرقة بالتناوب مع سراج منير وعبد العزيز أحمد، وفي السينما شارك كمال الشناوي ومريم فخر الدين في بطولة القصة الأولى من المجموعة القصصية التي حملت عنوان فيلم «البنات والصيف» عام 1960 للمخرج عز الدين ذو الفقار وقام ببطولة فيلم «لقمة العيش» سنة 1960، مع الفنانه مها صبرى والفنان صلاح ذو الفقار والفنانة زوزو ماضي من إخراج نيازى مصطفى وقد قام بأداء دورين لرجل وامرأه، وتوفى في الثانية والثلاثين من عمره عام 1963.

اقرأ أيضا : قبل الشتاء.. مفعول سحري للجوافة