شاهد| أقدم مصحف بالخط الكوفي من القرن الـ3 هجريا

أقدم مصحف بالخط الكوفى
أقدم مصحف بالخط الكوفى

عند دخولك من الباب الرئيسي لمتحف الفن الإسلامي، أول ما ترى هو المصحف الشريف، ويلفت نظرك لدرجة أنك تقترب منه دون أن تشعر لتقرأ عن حكاية هذا المصحف الشريف وقصته.

 

تجولت كاميرا "بوابة أخبار اليوم " داخل المتحف الإسلامي لمشاهدة الكنوز الإسلامية القديمة لمختلف الحقب الزمنية، حيث رصدت مصحف شريف كتب منذ العصر الأموي، ويعد هذا المصحف أقدم نسخة تحتوى على علامات التشكيل، والإعجام، منفذة بالون الأحمر. وقد كتب هذا المصحف على ورق الغزال بالمداد الأسود بالخط الكوفي البسيط، من القرن الـ3 هجرياً والـ8 ميلادياً.

 

ويضم المتحف مجموعات فنية معبرة عن مختلف الفنون الإسلامية عبر العصور بما يسهم في إثراء دراسة الفن الإسلامي، في البداية يجب أن تعرف قصة اختيار مكان المتحف، حيث تم اختياره، ليكون على مقربة من أشهر المعالم المعمارية الإسلامية المعبرة عن عظمة الحضارة الإسلامية ورقى فنونها كجامع ابن طولون، ومسجد محمد على، وقلعة صلاح الدين.

 

فكرة إنشاء المتحف

 

بدأت الفكرة في عصر الخديوي إسماعيل وبالتحديد عام 1869م، لكن ظلت قيد التنفيذ حتى عام 1880 في عهد الخديوي توفيق، وبالفعل بدأ التنفيذ عندما قام فرانتز باشا بجمع التحف الأثرية التي ترجع إلى العصر الإسلامي في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله.

 

افتتاح المتحف لأول مرة

وفي 28 ديسمبر عام 1903 تم افتتاح المتحف لأول مرة، خلال عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وكان الهدف من إنشائه جمع الآثار والوثائق الإسلامية من العديد من أرجاء العالم مثل مصر، وشمال أفريقيا، والشام، والهند، والصين، وإيران، وشبه الجزيرة العربية، والأندلس.

 

تغير اسمه من المتحف العربي إلى المتحف الفن الإسلامي في عام 1951، وفي جعبته مجموعات فنية معبرة عن مختلف الفنون الإسلامية عبر العصور بما يسهم في إثراء دراسة الفن الإسلامي.

 

وصف متحف الفن الإسلامي

متحف الفن الإسلامي له مدخلان أحدهما في الناحية الشمالية الشرقية والآخر في الجهة الجنوبية الشرقية، وتتميز واجهة المتحف المطلة على شارع بورسعيد بزخارفها الإسلامية المستوحاة من العمارة الإسلامية في مصر بمختلف عصورها.

 

ويتكون المتحف من طابقين، الأول به قاعات العرض المتحفي، والتي يشمل على 4400 قطعة أثرية، كما يوجد قاعة مخصصة لمقتنيات عصر محمد على، والثاني به المخازن وبدروم يستخدم كمخزن ولقسم ترميم الآثار، ويحتوى على 100 ألف قطعة. وقد تحدد مسار الزيارة للجمهور بحيث تكون البداية من العصر الأموي، ثم العباسي، والفاطمي والأيوبي والمملوكي والعثماني، ثم بعد ذلك يسار المتحف الذي يشمل العملة والسلاح وشرق العالم الإسلامي والكتابات والنسيج والسجاد والحياة اليومية، والعلوم والحدائق والمياه وفى النهاية عالم الطب.

 

والمسار الجديد تم تنفيذه بعد حادث تفجير المتحف في عام 2014، حيث أنه في يوم 24 يناير 2014، استيقظ الشعب المصري على حادث تفجير سيارة مفخخة مستهدفة مديرية أمن القاهرة المقابلة للمتحف أدى التفجير لتدمير واجهة المتحف المقابلة للمديرية، وتدمير عدد كبير من القطع الأثرية، على يد الجماعة الإرهابية المحظورة، وكانت خسائر المتحف الذي يضم مقتنيات نادرة من عصور إسلامية مختلفة، وفادحة.

57 مليون جنيه تكلفة ترميم المتحف

احتاج المتحف إلى مبلغ كبير من المال لإعادته للعمل مرة أخرى، حيث بلغت تكلفة ترميم لحوالي 57 مليون جنيه، حيث منحت دولة الإمارات العربية المتحدة 50 مليون جنيه، و100 ألف دولار من اليونسكو، ومليون و200 ألف من أمريكا وسويسرا.

 

وبالفعل بدأت أعمال التطوير الجديد، وشمل العرض الجديد 4400 قطعة أثرية، منهم 400 يتم عرضهم لأول مرة، حيث كان العرض القديم يشمل 475 قطعة فقط، مع إضافة 16 فترينة عن العرض القديم، والتوسع في القاعات حيث يبلغ عدد القاعات المفتوحة إلى 25 قاعة، إلى جانب تطبيق سيناريو عرض جديد وأعداد بطاقات شرح، بعد تشكيل لجنة من قبل أساتذة الجامعة.

 

التطوير الجديد لمتحف الفن الإسلامي

كما أن أعمال ترميم المتحف الفن الإسلامي، لم تقتصر على ترميم المبنى معماريًا وما يحويه من مقتنيات، بل شملت أيضًا تطوير منظومة التأمين من خلال تزويده بكاميرات مراقبة وكذلك إدخال منظومة التأمين ضد الحريق داخل المخازن، بالإضافة إلى تطوير وحدات الترميم الموجودة بالمتحف بما يتناسب مع كونها داخل واحد من أهم المتاحف المصرية، كما تم تطوير البطاقات الشارحة للمقتنيات الأثرية. وتم تعديل قاعات العرض حيث أصبح هناك قاعة للعملة والسلاح وأخرى للحياة اليومية، كما تم تعديل المدخل الخاص للمتحف، حيث أصبع يستعرض مقتنيات الحضارة المصرية وما قدمته للعالم، كما يوجد قاعة بها شاشة عملاقة يعرض عليها مراحل الترميم بالكامل.

 

إعادة افتتاح المتحف في 2017

وبعد 3 سنوات من العمل، وبالتحديد في 18 يناير 2017، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، متحف الفن الإسلامي بعد الانتهاء من مشروع ترميمه وإعادة تأهيله، وأزاح الرئيس الستار عن اللوحة التذكارية، إيذانًا بافتتاح المتحف، وحرص على مشاركة سفراء الدول التي ساهمت في المشروع في مراسم إزاحة الستار، ليعود المتحف بثوبه الجديد ليثبت للعالم أن الإرهاب لن ينتصر أبدًا.

 

وكان متحف الفن الإسلامي، الذي يعد أكبر متحف للفنون الإسلامية في العالم، قد تم افتتاحه الأسبوع الماضي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وذلك بعد إغلاقه لمدة 3 سنوات إثر تأثره بالتفجير الذي أصاب مديرية أمن القاهرة في نهاية عام 2014، وتم بعدها إعادة ترميم الكثير من القطع.

 

ويحتفل المتحف خلال الشهر الحالي بعيد ميلاده الـ 117، حيث تم افتتاحه في 28 ديسمبر عام 1903 لأول مرة، خلال عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، وكان الهدف من إنشائه جمع الآثار والوثائق الإسلامية من العديد من أرجاء العالم مثل مصر، وشمال أفريقيا، والشام، والهند، والصين، وإيران، وشبه الجزيرة العربية، والأندلس.