ساعات قليلة تفصلنا عن نهاية عام 2020، الذي كان عاما صعبا على الرياضة المصرية بل والرياضة حول العالم كذلك، لما شهده من توقف وتجميد لكل الألعاب والمسابقات، خاصة بطولات كرة القدم، وذلك لعدة أشهر، بسبب تفشي وانتشار فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم.
بدأ الأمر بتوقف وتعطيل البطولات والدوريات المحلية في أكثر من دولة حول العالم والتي كان من بينها مصر، بسبب بدء انتشار فيروس "كوفيد 19" بين الجماهير وكذلك بين عناصر اللعبة، ثم تحول الأمر إلى تجميد تام لكل الرياضات والمسابقات الفردية والجماعية، ما أدى لتأجيل عدد كبير من البطولات القارية والعالمية، وأبرزها بلا شك دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو، والتي تأجلت من يونيو 2020 إلى يونيو لعام 2021.
كما قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "ويفا" تأجيل كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020" إلى العام القادم، كما هو الحال لبطولة كأس أمريكا الجنوبية لكرة القدم "كوبا أمريكا" والتي تأجلت أيضا من 2020 إلى العام المقبل، بسبب انتشار فيروس كورونا، كما قرر الاتجاد الدولي لكرة القدم "فيفا" تأجيل بطولتي العالم للشباب والناشئين لتقام عام 2023 بدلا من 2021، نظرا لتكدس البطولات في العام القادم.
وبالحديث عن كرة القدم المصرية في عام 2020، سنجدها تأثرت أيضا بانتشار الفيروس، حيث توقفت المسابقات المحلية وبطولة الدوري الممتاز عدة أشهر، ولكن نجح المسئولون عن الرياضة في مصر وكرة القدم بشكل خاص، ويمثلهم الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، وهشام حطب رئيس اللجنة الأولمبية المصرية، وكذلك الاتحاد المصري لكرة القدم، في إعادة النشاط مرة أخرى، واستئناف المسابقات.
النادي الأهلي كان الفائز الأكبر، والنادي الأكثر حظا خلال عام 2020 "عام الكورونا"، بعدما نجح المارد الأحمر في حصد الثلاثية بالتتويج بلقب الدوري الممتاز للمرة الـ 42 في تاريخه، وللعام الخامس على التوالي، والتتويج بلقب دوري أبطال إفريقيا للمرة التاسعة في تاريخ الأهلي، ليعزز رقمه القياسي كأكثر أندية القارة السمراء حصدا للقب الغالي، بالإضافة إلى التتويج بلقب بطولة كأس مصر للمرة الـ 37 في تاريخه.
ورغم توقف بطولة الدوري الممتاز لما يقرب من 5 أشهر، إلا أن الأهلي عاد ونجح في حصد اللقب المحبب له للموسم الخامس على التوالي، بعدما أنهى المسابقة متربعا على صدارة جدول الدوري برصيد 89 نقطة جمعها من الفوز في 28 مباراة، والتعادل 5 مرات، بينما تلقى هزيمة وحيدة، ونجح لاعبوه في تسجيل 74 هدفا، وتلقت شباكه 8 أهداف فقط طوال المسابقة.
التحدي الأكبر للنادي الأهلي خلال هذا العام، كان لقب بطولة دوري أبطال إفريقيا الغائبة عن خزائن النادي منذ عام 2013، ليتمكن نادي القرن الإفريقي في النهاية من العودة إلى منصات التتويج القارية، بعدما حصد اللقب الإفريقي للمرة التاسعة في تاريخه، عقب الفوز في المباراة النهائية على غريمه الزمالك بنتيجة 2-1، في المباراة التي عرفت بـ "مباراة القرن"، والتي أقيمت يوم 27 نوفمبر الماضي على استاد القاهرة الدولي، ليتأهل الأهلي إلى المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية المقرر إقامتها في فبراير القادم في قطر، ممثلا عن قارة إفريقيا.
ونجح الأهلي في إكمال الثلاثية من خلال حصد لقب بطولة كأس مصر للمرة 37 في تاريخ النادي، بعد الفوز في المباراة النهائية على فريق طلائع الجيش بضربات الترجيح، لينهي الأهلي عام 2020 الصعب بأفضل طريقة ممكنة له بعد التتويج بالثلاثية.
أما الزمالك، فرغم النهاية الحزينة للعام له بعد خسارة النهائي الإفريقي أمام الأهلي، وكذلك عدم تمكنه من حصد لقبي الدوري وكأس مصر، إلا أن بداية العام كانت استثنائية للفارس الأبيض الذي تمكن من حصد بطولتين في أسبوع واحد خلال شهر فبراير الماضي.
فتوج الزمالك بلقب السوبر الإفريقي يوم 14 فبراير الماضي، بعد فوزه المثير على فريق الترجي التونسي بنتيجة 3-1، ليحصد لقب السوبر الإفريقي للمرة الأولى منذ عام 2003.. وبعد 6 أيام فقط نجح الزمالك في التتويج بلقب السوبر المصري للمرة الرابعة في تاريخه، بعد التغلب على غريمه الأهلي بركلات الترجيح، في المباراة التي أقيمت في أبو ظبي.
أما بالنسبة لمنتخب مصر الأول لكرة القدم، فلم يخض الفراعنة سوى مباراتين فقط طوال عام 2020، حيث تسبب انتشار فيروس كورونا في إلغاء معسكرات المنتخب، وكذلك المباريات الودية التي كان من المقرر أن يلعبها خلال هذه السنة، وكذلك تأجيل وتغيير أجندة مبارياته الرسمية.
منتخب مصر تحت قيادة مديره الفني حسام البدري، لعب مباراتين فقط طوال عام 2020، وذلك خلال شهر نوفمبر الماضي، وكانت المبارتان ضمن التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية بالكاميرون، حيث لعب المنتخب الوطني مرتين أمام منتخب توجو، فحقق انتصارين متتاليين، بعدما فاز أولا في في مصر بهدف نظيف سجله اللاعب محمود حمدي "الونش"، ثم تغلب كذلك في لقاء الإياب في توجو بنتيجة 3-1، بأقدام محمد مجدي "أفشة" ومحمد شريف ومحمود تريزيجيه.
ومن أبرز أحداث كرة القدم المصرية خلال عام 2020، كان الانتصار الذي حققه المنتخب الأوليمبي المصري على نظيره البرازيلي بنتيجة 2-1، في دورة المنتخبات الأولمبية الودية التي أقيمت في مصر، في إطار الاستعداد للمشاركة في أولمبياد طوكيو العام القادم.
ويعد هذا الانتصار الأول في التاريخ لأي منتخب مصر على البرازيل في كرة القدم، ليحرز المنتخب الوطني في النهاية لقب الدورة الودية التي ضمت أيضا منتخب كوريا الجنوبية.
الإخفاق الأكبر لكرة القدم المصرية خلال عام 2020، كان يتعلق بمنتخب الشباب الذي فشل في المشاركة في بطولة شمال إفريقيا المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية للشباب، وذلك رغم سفر بعثة المنتخب إلى تونس لخوض منافسات البطولة.
ولم يتمكن منتخب الشباب من خوض أي لقاء في بطولة شمال إفريقيا، بسبب تفسي فيروس كورونا بين لاعبي المنتخب والجهاز الفني خلال تواجدهم في تونس، ليفقد المنتخب فرصة التأهل لكأس الأمم الإفريقية للشباب، وينتهي الأمر بتقديم ربيع ياسين المدير الفني للمنتخب، استقالته من منصبه، خاصة مع عدم وجود ارتباطات أخرى للمنتخب خلال الفترة القادمة.
