خاص| ماذا يفعل من أصيب بكورونا أثناء تأدية مناسك العمرة؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

اجتاح فيروس كورونا العالم، وتزداد أعداد المصابين والوفيات بشكل كبير كل لحظة، وأحيانًا يكون البعض في مواقف لا يعرفون كيف يتصرفون فيها إذا تعرضوا للإصابة.

وورد سؤال من أحد متابعي «بوابة أخبار اليوم»، نصه: «ماذا يفعل من أصيب بكورونا أثناء تأدية مناسك العمرة؟».

وأجابت دار الإفتاء المصرية، على السؤال لـ«بوابة أخبار اليوم»، بأنه إذا أحرمت بالعمرة، ولم تقدر على أداء مناسك العمرة بسبب مرض كورونا، فأنت في حكم المحصر، والمحصر له أن يتحلل من إحرامه.

واستدلت بما قال الكمال بن الهمام الحنفي -رحمه الله تعالى- في كتاب «فتح القدير»: [وَالإِحْصَارُ يَتَحَقَّقُ عِنْدَنَا بِالْعَدُوِّ وَغَيْرِهِ كَالْمَرَضِ وَهَلاكِ النَّفَقَةِ وَمَوْتِ مَحْرَمِ الْمَرْأَةِ أَوْ زَوْجِهَا فِي الطَّرِيقِ, وَفِي التَّجْنِيسِ فِي سَرِقَةِ النَّفَقَةِ إنْ قَدَرَ عَلَى الْمَشْيِ فَلَيْسَ بِمُحْصَرٍ, وَإِلا فَمُحْصَرٌ؛ لأَنَّهُ عَاجِزٌ، وَلَوْ أَحْرَمَتْ وَلا زَوْجَ لَهَا وَلا مَحْرَمَ فَهِيَ مُحْصَرَةٌ لا تَحِلُّ إلا بِالدَّمِ؛ لأَنَّهَا مُنِعَتْ شَرْعًا آكَدُ مِنْ الْمَنْعِ بِسَبَبِ الْعَدُوِّ، وَقَالَ الشَّافِعِيُّ رحمه الله : لا إحْصَارَ إلا بِالْعَدُوِّ].

وفيما يلي مزيد من التفصيل عن تعريف التحلل، وكيفيته وما يجب على المحصر فعله عند التحلل: التحلل لغة: أن يفعل الإنسان ما يخرج به من الحرمة. واصطلاحا: هو فسخ الإحرام، والخروج منه بالطريق الموضوع له شرعا . إذا تحقق للمحرم وصف الإحصار فإنه يجوز له التحلل، وهذا الحكم متفق عليه بين العلماء ، كل حسب الأسباب التي يعتبرها موجبة لتحقق الإحصار الشرعي.


والأصل في الإحرام وجوب المضي على المحرم في النسك الذي أحرم به، وألا يخرج من إحرامه إلا بتمام موجب هذا الإحرام، لقوله تعالى {وأتموا الحج والعمرة لله} سورة البقرة 169 لكن جاز التحلل للمحصر قبل إتمام موجب إحرامه استثناء من هذا الأصل، لما دل عليه الدليل الشرعي.

والدليل على جواز التحلل قوله تعالى: {فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي} [سورة البقرة 169] وجه الاستدلال بالآية: أن الكلام على تقدير مضمر، ومعناه والله أعلم: فإن أحصرتم عن إتمام الحج أو العمرة، وأردتم أن تحلوا فاذبحوا ما تيسر من الهدي.

والدليل على هذا التقدير أن الإحصار نفسه لا يوجب الهدي، ألا ترى أن له أن لا يتحلل ويبقى محرما كما كان، إلى أن يزول المانع، فيمضي في موجب الإحرام. ومن السنة: «فعله صلى الله عليه وسلم فقد تحلل وأمر أصحابه بالتحلل عام الحديبية حين صدهم المشركون عن الاعتمار بالبيت العتيق»، كما وردت بذلك الأحاديث الصحيحة. كيفية تحلل المحصر:

أولا: نية التحلل، عند ذبح الهدي، بأن ينوي التحلل بذبحه؛ لأن الهدي قد يكون للتحلل وقد يكون لغيره فوجب أن ينوي ليميز بينهما ثم يحلق؛ ولأن من أتى بأفعال النسك فقد أتى بما عليه فيحل منها بإكمالها، فلم يحتج إلى نية، بخلاف المحصور ، فإنه يريد الخروج من العبادة قبل إكمالها ، فافتقر إلى قصده.

ثانيا: تشترط نية التحلل عند الحلق، بناء على الأصح عند الشافعية أن الحلق نسك، وأنه شرط لحصول التحلل.

ذبح الهدي لتحلل المحصر: ذهب جمهور العلماء إلى وجوب ذبح الهدي على المحصر، لكي يتحلل من إحرامه ، وأنه لو بعث به واشتراه لا يحل ما لم يذبح، واستدل الجمهور بقوله تعالى: { فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي }سورة البقرة 169.

واحتج الجمهور أيضا بالسنة : « بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحل يوم الحديبية ولم يحلق رأسه حتى نحر الهدي »، فدل ذلك على أن من شرط إحلال المحصر ذبح هدي إن كان عنده.
 

اقرأ أيضا

حصاد 2020 | القوات المسلحة «الحصن» في الأزمات.. تطوع إمكاناتها لمجابهة «كورونا»